دمشق تتوقع انفراجاً قريباً في العلاقات مع بيروت

23-05-2008

دمشق تتوقع انفراجاً قريباً في العلاقات مع بيروت

عبرت دمشق في مواقف أدلت بها شخصيات عدة عن ارتياحها الشديد لما توصل إليه الفرقاء اللبنانيون في حوارهم الذي عقد على مدى خمسة أيام في الدوحة واعتبرته منعطفاً سليماً لأزمة وصلت إلى ذروتها، وذكرت أن اتفاق الدوحة نجاح للبنانيين والعرب جميعاً. وتوقعت انفراجات في العلاقات بين البلدين الشقيقين وفي العلاقات بين الدول العربية التي توترت بسبب الأزمة اللبنانية، إضافة إلى انفراج علاقات دمشق مع عدد من العواصم العربية والغربية التي ربطت هذا الانفراج بحل للأزمة في لبنان.

وقال سليمان حداد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوري إن سوريا "أعربت دوماً عن دعمها لكل ما يتفق عليه اللبنانيون واتفاق الدوحة الذي وقعه الإخوة اللبنانيون هو اتفاق معقول ومقبول لا سيما أن الأطراف اللبنانية وافقت عليه، ونتمنى أن يترجم على ارض الواقع ترجمة عملية صحيحة من دون أية مشاكل".

وأشار إلى أن هذا الاتفاق يساعد على الوصول إلى نتيجة خاصة في مسألة انفراج العلاقات بين سوريا ولبنان، خاصة أن سوريا لا مشكلة لديها في هذا الموضوع بل طالبت بعلاقات جيدة وصحيحة لا سيما بعد خروج الجيش السوري من لبنان وانفراج العلاقات مع سوريا يحتاج إلى انفراج بين اللبنانيين.

وبالنسبة للتمثيل الدبلوماسي أشار إلى أن هذا الأمر سيعالج ولكن في وقته، وسوريا لم تقل يوماً إنها لن تقوم بهذه الخطوة، فهذا الأمر سيعالج ويدرس ويترجم على ارض الواقع.

أضاف أن من تأثيرات اتفاق الدوحة الأخرى خارج الأرض اللبنانية أنه سيؤدي إلى انفراج في العلاقات البينية العربية، خاصة بعد التوترات التي كانت سائدة بسبب الأزمة اللبنانية بالإضافة إلى انفراج علاقات دمشق مع بيروت وغيرها من العواصم العربية والغربية التي ربطت حل المسألة اللبنانية بتحسن العلاقة مع دمشق.

وبالنسبة لمفاوضات السلام قال حداد إن موقف بلاده دائماً مع المفاوضات وأن لا حل إلا بالحل السلمي وكانت دائماً متمسكة بثوابتها التي تقوم على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومؤتمر مدريد للسلام ومبدأ الأرض مقابل السلام.

وأضاف أن "إسرائيل" وحتى هذه اللحظة، ورغم أن البلدين في مرحلة التفاوض غير المباشر، لا تريد السلام ولن توافق على حل بشكل سلمي إطلاقاً.

من جهته، اعتبر يوسف الفيصل الأمين العام للحزب الشيوعي السوري أن اتفاق الدوحة هو نجاح للبنان وللعرب، وقد أكد هذا الاتفاق أنه لا حل للقضية اللبنانية إلا بالحوار بين اللبنانيين أنفسهم وهذا ما دعت إليه سوريا خلال المرحلة الماضية وهذا الاتفاق سيفتح المجال نحو تحسن أفضل وانفراج اكبر في الأزمة خاصة بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للبنان.

وأكد أن اتفاق الدوحة خطوة مهمة على طريق دفن المشاريع الاستعمارية في المنطقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد.

وأضاف أن العلاقات بين سوريا ولبنان ستشهد تحسناً وتطوراً في مختلف المجالات خاصة أن العماد ميشال سليمان يحرص على إقامة علاقات طيبة مع دمشق، إضافة إلى أن فؤاد السنيورة أشار في خطابه الذي ألقاه في الدوحة الى سوريا وطالب بعلاقات طيبة معها، لذلك أقول إن المؤشرات تشير إلى إمكانات لتحسن العلاقات وهذا منا يتمناه ويرجوه البلدان والشعبان الشقيقان.

واعتبر الدكتور مهدي خيربك، مراقب مجلس الشعب السوري، أن اتفاق الدوحة بداية للانفراج في العلاقات العربية وخاصة الدول التي توترت علاقاتها بسب الأزمة اللبنانية.

وتوقع انفراجاً كبيراً بين سوريا ولبنان، خاصة في ظل دعم بلاده لهذا الاتفاق وتأكيدها دوماً دعمها لكل ما يتوافق عليه اللبنانيون.

أحمد الحاج علي مستشار وزير الإعلام السوري السابق قال إن اتفاق الدوحة منعطف سليم للأزمة اللبنانية التي وصلت إلى الذروة وبدأت تأخذ خيارات غير طبيعية كان يخشى أن تتطور إلى أبعد من ذلك.

وأضاف أنه عودة إلى الوضع الطبيعي، والأزمة اللبنانية تحت السيطرة إذا ما وجدت الإرادات والنيات الصافية، واعتبر أن هذا الاتفاق قطع الطريق على المشروع الأمريكي الصهيوني الذي كان يتطلع إلى تطوير الأزمة اللبنانية إلى حالات أعمق واستخدام لبنان ورقة للضغط وممراً لعبور المشاريع الاستعمارية على المنطقة.

وتوقع الحاج علي مزيدا من الانفراج في الوضع الداخلي اللبناني، باعتبار أن كل خطوة ايجابية عادة ما تتبعها خطوات مماثلة، إلا أنه حذر في الوقت ذاته من أن يلجأ البعض إلى انكسارات ومنعطفات مؤدية الى الفتنة.

يوسف كركوتي

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...