دفاعات «داعش» في الموصل تتزعزع وأنقرة ترسل حشداً عسكرياً: لسنا ملتزمين بالحدود

02-11-2016

دفاعات «داعش» في الموصل تتزعزع وأنقرة ترسل حشداً عسكرياً: لسنا ملتزمين بالحدود

على الرغم من أن تركيا لم توفر أي جهد في سبيل اقتحام المشهد العراقي للتدخل في معركة تحرير الموصل، لغايات في نفس رئيسها رجب طيب اردوغان، إلا أن محاولاتها هذه تعثرت حتى الان. ومع بدء استعادة المدينة بأيدي العراقيين، ها هي تحاول التعويض بتسخين الساحة عسكرياً مع تعزيز قواتها بشكل مريب على الحدود مع العراق، متوعدة بإرسال المزيد من جنودها «الغزاة» إلى بعشيقة. اما بغداد فقد حذرت من أن أي «اجتياح» تركي سيؤدي إلى تفكك تركيا.
في هذه الأثناء، شرّعت مدينة الموصل أبوابها لمُحرِّرِيها. دفاعات تنظيم «داعش» تناوبت على السقوط الواحدة تلو الأخرى. استراتيجية الإلهاء والمعارك الجانبية التي اعتمدها الإرهابيون لم تحقق مبتغاهم، حتى التهويلات الاقليمية والعزف على الوتر الطائفي، لم تشفع لأفراد عصابة ابو بكر البغدادي، في مواجهة القوات العراقية.
أنقرة التي لم تستسغ طعم الفشل الموصلي والتهديد المحدق بأجندتها المستعادة من ايام العثمانيين، أرسلت، أمس، قافلة عسكرية تضم حوالي ثلاثين آلية تنقل دبابات وقطع مدفعية نحو قضاء سيلوبي القريبة من الحدود العراقية.
وبحسب مصادر عسكرية تركية، رفضت الكشف عن اسمها، فإن وحدات الدبابات والعربات المدرعة التي انطلقت من ثكناتها في أنقرة وجانقيري باتجاه سيلوبي، تأتي في إطار التعزيزات العسكرية على الحدود مع العراق، مشيرة إلى أن عناصر من قوات المشاة المؤللة في قيادة «اللواء 28» كُلّفت بالإشراف على عملية نقل التعزيزات العسكرية المذكورة.
وتأتي هذه التطورات بعد كلام اردوغان، السبت الماضي، عن أن أنقرة تسعى لتعزيز قواتها في سيلوبي، وأكد أنه سيكون لها «رد مختلف» إذا اثارت قوات «الحشد الشعبي» «الرعب» في مدينة تلعفر العراقية!
وزير الدفاع التركي فكري ايشيق أكد إرسال القافلة، زاعماً أن ذلك يأتي بسبب «التطورات الاقليمية المهمة»، مشيراً إلى أن بلاده قد ترسل قوات إضافية إلى معسكر بعشيقة في محافظة نينوى «إذا دعت الحاجة لذلك».
ونقلت «الأناضول» عن ايشيق قوله، «إن تركيا يجب ان تكون جاهزة لمواجهة اي وضع، وهذا الانتشار يأتي ضمن هذه التحضيرات». واعتبر أن أنقرة «ليس عليها التزام» بالانتظار وراء حدودها وستفعل كل ما هو ضروري إذا أصبح لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» تواجد في منطقة سنجار.
العبادي
 وفي المقابل، حذر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أنقرة من مغبة «اجتياح» العراق. وقال خلال مؤتمر صحافي إن «لدينا خشية من أن يكون هناك خطوة متهورة» من جانب تركيا، مضيفاً «نتمنى ألا تحصل، ليس خوفا منهم بل خوفا من التداعيات».
وتابع العبادي «لا نريد حربا مع تركيا ولا نريد مواجهة مع تركيا، لكن اذا حصلت المواجهة فنحن مستعدون لها»، مؤكداً أن «أي اجتياح (تركي) للعراق سيؤدي إلى تفكيك تركيا»، لأن «ليس لدى تركيا القدرة على القتال خارج حدودها».
وكان العبادي شدد في وقت سابق على أن حكومته حريصة على قضاء تلعفر «أكثر من غيرها»، مضيفاً «إذا تعرضنا لأي اعتداء سنتصدى له مهما كانت الجهة المنفذة». واكد أن «قوة العراق في الموقف الوطني الموحد وهناك تعاون جيد بين القوات الأمنية والمواطنين من أهالي الموصل».
ميدانياً
 تحرير كوكجلي الواقعة داخل الحدود الادارية للموصل في المحور الشرقي، أمس الأول، كان أول غيث القوات العراقية في خلخلة بنيان «داعش» في المدينة. وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب، امس: «أنهينا تطهير بلدة كوكجلي وسيطرنا على مبنى محطة تلفزيون الموصل والتقدم مستمر».
وأضاف «حالياً نخوض معارك على الأحياء الشرقية، سيكون الضغط من جميع الاتجاهات وبذلك تسهل عملية الدخول إلى الموصل».
قيادة العمليات المشتركة أوضحت في بيان أن القوات العراقية دخلت إلى أول أحياء الموصل من الجهة الجنوبية الشرقية، وتمكنت من «تطهير منطقة طويلة وشهرزاد والدخول إلى منطقة جديدة المفتي ضمن الساحل الأيسر لمدينة الموصل».
إلى ذلك، ذكر مصدر أمني في محافظة نينوى أن قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من اقتحام «حي السماح» من أحياء الساحل الايسر من المحور الشرقي، مضيفاً أن «عناصر تنظيم داعش انسحبوا من المنطقة الى المنطقة التالية وهي حي الكرمة وشققها».
وفي محور شمال الموصل، قال قائد العمليات علي الفريجي إن قوات «الفرقة 16 في الجيش العراقي تمكنت من تحرير منطقة الشلالات وقرية الاغاوات، إلى جانب استعادة مدينة دجلة ستي السياحية».
وعلى محور تلعفر غرب الموصل، أعلنت «منظمة بدر» في بيان مقتضب أن «قوات بدر ولواء علي الأكبر حررت خمس قرى غرب الموصل»، مضيفة أن «القرى، هي فرفرة وإمام حمزة وأم سيجان وخبيرات وأم العظام والصياد وأبو حجيرة».
بدوره، أكد عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار، أن «داعش» أصدر أوامره للمسلحين للإنسحاب نحو سوريا. ونقلت «السومرية نيوز» عن العبار قوله، إن «دخول قوات الجيش ومكافحة الإرهاب الى مبنى مجمع تلفزيون نينوى والسيطرة على مناطق في محيطه حطم جميع قدرات التنظيم الإرهابي»، لافتاً إلى أن «انسحاب عناصر داعش يتم عن طريق سوق المعاش ومنه الى طريق البعاج ومن ثم الى الحدود السورية».
إلى ذلك، وجه المتحدث باسم «التحالف الدولي» جون دوريان رسالة إلى أهالي مدينة الموصل، مؤكداً فيها أن «سوف يتم تحريركم من داعش».
وقال دوريان إن «أكثر من 60 دولة تقدم الدعم اللوجستي للقوات العراقية في معركة استعادة الموصل»، معلناً أن جميع فعاليات التحالف تجري بتنسيق مع الحكومة العراقية.

السفير+وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...