خارطة الصراع السعودي- الإيراني في المنطقة العربية

09-12-2006

خارطة الصراع السعودي- الإيراني في المنطقة العربية

الجمل:   تعتبر ظاهرة الارتباط بأجندة السياسة الخارجية الأمريكية، أمراً عادياً، بالنسبة لدول منطقة الخليج العربي، وذلك منذ أيام حلف بغداد. وقد شكل انتصار الثورة الإيرانية، في نهاية حقبة السبعينيات، واحداً من أهم وأبرز انكسارات وتصدعات حلقات ودوائر التبعية للسياسة الأمريكية في هذه المنطقة، وقد تدهورت هيمنة أمريكا أكثر فأكثر خلال المواجهات التي حدثت بين الإدارة الأمريكية وحكومات الثورة الإيرانية.
على أساس اعتبارات النسق الدولي الخاص بالمنطقة الفرعية دون الإقليمية الخاصة بمنطقة الخليج العربي، يمكن القول، في حالة الموازنة بين السعودية، وإيران، أن إيران خرجت من نسق الهيمنة الأمريكية، أما السعودية فبقيت داخل وضمن حظيرة هذا النسق، بل أصبحت تمثل نقطة البؤرة الفاعلة، والبقرة الحلوب التي تقوم الإدارة الأمريكية بتوظيف مواردها وعائداتها من أجل تمويل مشروعات الهيمنة الأمريكية.
أصبح الدور السعودي لا يكتفي بتطبيق استراتيجية الدفاع السلبي، وإنما انتقل بعد الاحتلال الأمريكي للعراق إلى القيام بتطبيق استراتيجية الهجوم الإيجابي:
- معارضة حزب الله في مقاومته للعدوان الإسرائيلي.
- دعم قوى 14 آذار اللبنانية، وحكومة السنيورة، الموالية لأمريكا ولأجندة المحافظين الجدد.
- دعم وجود واستمرار الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق.
- معارضة التعاون مع إيران، وتقديم التسهيلات لأمريكا وحلفائها من أجل استهداف إيران باعتبارها تمثل مصدر الخطر الرئيسي الحالي في الشرق الأوسط، والذي يفوق خطورة إسرائيل.
- إحداث الانقسام في البيئة الإقليمية العربية، عن طريق دعم وتعزيز تحالف قوى المعتدلين الذي تشرف أمريكا وإسرائيل على تطويره ورعايته في المنطقة العربية.
- إجراء المزيد من الاتصالات المعلنة وغير المعلنة مع إسرائيل.
وغير ذلك كثير.
تعمقت الخلافات السعودية- الإيرانية في منطقة شرق المتوسط. وحالياً تشير خارطة الصراع السعودي- الإيراني إلى الآتي:
• في لبنان: تدعم إيران حزب الله وحركة أمل وقوى المقاومة الوطنية، بينما تدعم السعودية قوى 14 آذار، وعلى الأغلب حلفاءها أيضاً: القوات اللبنانية (سمير جعجع) الحزب التقدمي الاشتراكي (جنبلاط).
• في العراق: تدعم إيران فيلق بدر وجيش المهدي التابعين لعبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر، أما السعودية فتدعم –على الأغلب عن طريق الوكلاء- الحركات الإسلامية المتفرقة في وسط العراق.
• عربياً: أصبحت السعودية ودول الخليج الأخرى –بدعم أمريكي- تعمل من أجل بناء تحالف في المنطقة العربية، وينظر لإيران باعتبارها تمثل الخطر الحقيقي ضد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على النحو الذي يمهد لعزل إيران عن القيام بأي دور في المنطقة العربية.
يقول الباحث كافي افرازيابي في صحيفة آسيا تايمز بأن التوتر السعودي- الإيراني أصبح يهدد بتوسيع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وذلك ضمن محورين:
- داخل بعض دول المنطقة مثل العراق ولبنان.
- بين دول المنطقة، كما في حالة الخلاف بين مجموعة تحالف المعتدلين وسوريا.
كذلك يقول الباحث والدبلوماسي الهندي السابق بهادراكومار في مقاله الذي نشره بصحيفة آسيا تايمز بأن السعوديين يقومون حالياً بضرب ظهر إيران، وذلك عن طريق التسهيلات العسكرية والاستخباراتية التي ظلوا يقدمونها لأمريكا وحلفاءها من القوى التي تستهدف صراحة القضاء على إيران.
يتساءل الكاتب شبنغلر حول حروب الشرق الأوسط الدائرة حالياً، في مقاله الذي حمل عنوان: حروب أهلية أم حروب بالوكالة؟ والذي تحدث فيه عن عمليات دعم وتمويل الأطراف المتصارعة في لبنان والعراق والقائمة على أساس اعتبارات القسمة الطائفية السنية والشيعية. وأضاف الكاتب قائلاً بأن ما هو جديد بالملاحظة يتمثل في أن ملف الصراع العربي- الإسرائيلي، والذي هو الأساس في كل شيء، قد انحدر إلى أسفل الأولويات المدرجة في قائمة اهتمامات دوائر صنع واتخاذ القرار في إيران والسعودية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...