حول التحالف الجديد بين إسرائيل والدول العربية (المعتدلة) ضد إيران

17-12-2006

حول التحالف الجديد بين إسرائيل والدول العربية (المعتدلة) ضد إيران

الجمل:    خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر قدم سالاي ميريدور السفير الإسرائيلي الجديد في أمريكا، محاضرة في المنتدى السياسي التابع لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وكان عنوان المحاضرة: (التحديات الاستراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط المتغيّر).
السيرة الذاتية للسفير سالاي ميريدور، تقول بأنه تقلد منصب رئيس مجلس إدارة الوكالة اليهودية لإسرائيل، وعمل مستشاراً لوزراء الدفاع والخارجية في إسرائيل.
قال سالاي ميريدور: إن القيم والمصالح العميقة المشتركة، تربط الولايات المتحدة وإسرائيل ضمن علاقة، تتميز بأهميتها الحرجة، وذلك لأن قوة وأمن، بل ومستقبل إسرائيل يعتمد حصراً على هذه العلاقة.
نطاق العلاقة الإسرائيلية- الأمريكية يضم سقفاً مفتوحاً من الارتباطات الثنائية، تشمل الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، العسكري، والاستراتيجي.
ركزت محاضرة السفير الإسرائيلي، على الوضع الراهن في المنطقة، وذلك ضمن نقطتين، يمكن استعراضهما على النحو الآتي:
• الشرق الأوسط الجديد: يقول السفير: إنه في الوقت الذي يشير فيه عام 2006م إلى مرور 30 عاماً على اتفاقيات أوسلو، فإن التوقعات الإسرائيلية- الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط، لم تتحقق بعد، وذلك لأن الشرق الأوسط الجديد قد بدأ في الظهور والبروز، ولكن مازالت تشوبه بعض الاتجاهات والجوانب المضطربة، وهي جوانب واتجاهات تتمثل في الآتي:
• التزايد الملحوظ للتطرف: ويتمثل في تصاعد النزعة الـ(جهادية) وما ينتج عنها من أساليب تستخدم العنف السياسي، مثل عمليات التفجيرات الانتحارية، على النحو الذي قضى على قيمة الردع.
• تأثير العولمة: أدت العولمة إلى تغيير الديناميكيات المتبادلة بين ما هو عالمي وما هو محلي، وذلك على النحو الذي أصبح فيه الفاعلون المحليون يتميزون بالقدرة الفائقة في التأثير على المسرح العالمي.
• التوترات السنية- الشيعية: وهي توترات أصبحت  أكثر تفاقماً كما في حالة العلاقة بين النظام الشيعي الإيراني وأنظمة الخليج السنية، وحزب الله الشيعي والسنيورة رئيس الحكومة السني في لبنان، وأيضاً المواجهات الشيعية- السنية الدامية داخل العراق.
• الدور الإيراني: ويتمثل في المساهمات التي أصحبت تقدمها إيران لبعض الأطراف المتحالفة معها، وذلك على أمل أن تبسط إيران نفوذها في المنطقة، بالشكل الذي يجعلها قادرة على مواجهة الغرب والتأثير على مستقبل النظام الدولي.
كذلك يقول السفير الإسرائيلي: إن لبنان قد أصبح نموذجاً مثالياً مصغراً للصراع في المنطقة، وحالياً أصبح كل العام ينظر إلى تداعيات الوقائع وتطورات الأحداث بسلبية ولامبالاة. وأشار السفير إلى أنه تقع على عاتق كل العالم مسؤولية التصدي ومواجهة التحدي للحيلولة دون وقوع لبنان في أيدي إيران وسوريا –وللقيام بهذه الحيلولة- يتوجب على العالم أن يدفع من أجل التطبيق الكامل والفاعل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
يقول السفير الإسرائيلي: إن هناك بعض التطورات الإيجابية التي حدثت في المنطقة، وتتمثل تحديداً في بروز ظاهرة تماثل المصالح بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، ويضيف السفير الإسرائيلي أن واحداً من تداعيات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، تمثل في تطابق وتماثل الإدراك المشترك بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، إزاء إيران باعتبارها تمثل خطراً يستلزم العمل المشترك من  أجل القضاء عليه، ومن ثم تحقيق الاستقرار، ومواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة.
ويرى السفير أن (الموضوع الإيراني) يمثل اختباراً للتفاهم والتعاون الممكن بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، على خلفية التحليل الإدراكي المشترك الذي يفترض الآتي:
- وجود خصوم مشتركين لإسرائيل والدول العربية المعتدلة، ومن أبرز هؤلاء الخصوم: إيران، والمتطرفين العرب من دول ومنظمات.
- وجود أصدقاء مشتركين لإسرائيل والدول العربية المعتدلة، ومن أبرزهم: الولايات المتحدة، وبريطانيا... وبقية العالم الغربي.
كذلك يقول السفير الإسرائيلي سالاي ميريدور: إن التحدي الماثل والقائم يتمثل في ضرورة قيام إسرائيل والدول العربية المعتدلة، بمساعدة أمريكا بالبناء على هذه القيم والمصالح المشتركة بينهما، وذلك كشرط لابدّ منه من أجل تحسين وتوطيد العلاقة بين إسرائيل والدول العربية، كذلك يضيف السفير قائلاً بضرورة أن يتم هذا البناء عن طريق قيام إسرائيل والدول العربية المعتدلة بالعمل المشترك جنباً إلى جنب من أجل تحقيق الآتي:
• مواجهة النفوذ الإسرائيلي السلبي.
• مساعدة الفلسطينيين المعتدلين باتجاه تغيير المسار وأسلوب العمل، على النحو الذي يقود إلى السلام.
• التحديات الرئيسية القائمة: يزعم السفير الإسرائيلي أن إسرائيل والدول العربية المعتدلة وأمريكا يواجهون حالياً المزيد من التحديات الرئيسية، ويشير السفير إلى التحديات الآتية:
- التحدي الإيراني: يقول السفير: إن محاولة إيران الهادفة إلى امتلاك القدرات النووية تمثل الخطر الأكبر الداهم لإسرائيل وللمنطقة ولمصالح الولايات المتحدة، ولبقية العالم، وذلك لأن اكتساب إيران للقدرات النووية على خلفية دعمها المستمر للإرهاب، سوف يؤدي إلى تقويض كامل الاستقرار الإقليمي والدولي.
كذلك يقول السفير: إن امتلاك إيران للقدرات النووية سوف يجعلها تسيطر على مخزونات النفط في المنطقة، وبالتالي لن يكون سعر برميل النفط محدداً على أساس الاعتبارات الاقتصادية القائمة على العرض والطلب، بل سوف يكون سعر برميل النفط سعراً قائماً على أساس الاعتبارات السياسية. ويحدد السفير الإسرائيلي ثلاثة تبريرات تنطوي عليها الطموحات النووية الإيرانية.
* النظام الإيراني يرى أن واجبه الاهتمام بكل مسلم يعيش في هذا العالم، وبالتالي ينظر النظام الإيراني إلى كل مسلم في العالم باعتباره يمثل المصالح الإيرانية، ومن أمثلة ذلك: التهديدات التي أصدرها الرئيس أحمدي نجاد للدول الأوروبية الغربية بسبب ما اعتبره انتهاكاً لحقوق المسلمين في أوروبا.
* العمل من أجل تصدير الثورة الإيرانية سلماً أو عنفاً، إلى بقية العالم، وبكلمات أخرى: لابدّ أن يأخذ نموذج الثورة الإسلامية الإيرانية طابعاً عابراً للحدود، وأن تخرج إلى العالم، حتى لا تظل حبيسة الحدود الإيرانية.
* إمكانية نقل القدرات النووية إلى المنظمات المتطرفة الأخرى مثل القاعدة وحزب الله، وهي منظمات –كما يقول السفير الإسرائيلي- سوف لن تتردد في استخدام هذه القدرات التدميرية النووية، مهما كان الثمن. ويشير السفير الإسرائيلي إلى التحذيرات التي وردت في أحاديث طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني.
- تحدي السلام الإسرائيلي- الفلسطيني: يقول السفير الإسرائيلي: إن ما يواجه إسرائيل حالياً في هذا التحدي يتمثل في ضرورة القيام بإحداث نقلة رئيسية –داخل إسرائيل- من اليمين إلى الوسط، على النحو الذي يجعل الإسرائيليين يقبلون بالأجندة السياسية الخاصة بالسلام مع الفلسطينيين. ويضيف السفير الإسرائيلي: إن العداء العلني لإسرائيل من جانب العراق يحس الإسرائيليون بأنه أصبح غير موجود بعد القضاء على نظام صدام حسين، وحالياً تتركز مخاوف الإسرائيليين من خطر عملية التزايد الديمقراطي لسكان الضفة الغربية والأردن، الذين يمثلون الجبهة الشرقية لإسرائيل. ويضيف السفير إلى ذلك خطر وتهديد تزايد صراع الفلسطينيين مع إسرائيل.
وأخيراً نقول: لقد تحدث السفير الإسرائيلي بوضوح عن إيران، والفلسطينيين، على خلفية التحالف القائم برعاية الولايات المتحدة وبريطانيا بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة. وما كان لافتاً للنظر (عدم تطرقه) بشيء من التفصيل إلى سوريا. كذلك نلاحظ ما أورده السفير بقوله عن ضرورة إحداث نقلة داخل المجتمع الإسرائيلي لكي يقبل بالسلام مع الفلسطينيين بالشروط التعجيزية التي تعمل إسرائيل على إعادة إنتاجها في تعاملها مع الأطراف العربية، ومن المعلوم أن إسرائيل تطالب حماس حالياً بالاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف، والالتزام بالاتفاقيات التي سبق وأن وقعها ياسر عرفات. أما بالنسبة لإسرائيل فإن تحقيق السلام عن طريق تنفيذ القرارات الدولية ليس وارداً، بل يرتبط حصراً بـ(قناعات الشعب الإسرائيلي)، وعلى بقية العالم أن ينتظر حتى تتم عملية إنتاج الشعب الإسرائيلي لكي يتحول رأيه العام من أقصى اليمين إلى الوسط!!!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...