تفكيك بنية الذرائع الإسرائيلية-الأميركية الجديدة ضد سوريا

07-02-2010

تفكيك بنية الذرائع الإسرائيلية-الأميركية الجديدة ضد سوريا

الجمل: تواتر ظهور المعلومات الإسرائيلية والأميركية, التي تشير لجهة أن محور تل أبيب-واشنطن, أصبح أكثر سعيا من أجل بناء حملة ذرائع جديدة, تتيح له خلق المزيد من التصعيدات والتوترات السياسية-الأمنية في منطقة الشرق الأوسط, وعلى ما يبدو, فإن أزمة الملف اللبناني سوف يتشهد إعادة إنتاج نسخة جديدة مع مطلع الربيع القادم:
توصيف المحتوى: ماذا تقول المعلومات؟
تقول المعلومات الإسرائيلية-الأميركية, الصادرة اليوم بأن سوريا قد ظلت تقدم الدعم لحزب الله اللبناني, وتضمن الدعم السوري هذه المرة الآتي:
• تزويد حزب الله اللبناني بصاروخ الفاتح-110.
• تزويد حزب الله اللبناني بصاروخ (SA-2) وصاروخ (SA-6).
• تدريب عناصر حزب الله على استخدام الصواريخ.
وأضافت المعلومات, بأن صواريخ (SA-2), وصواريخ (SA-6), وإن كانت خطرة, فإن الصاروخ الفاتح-110 يعتبر الأكثر خطورة, لأنه يحمل رأسا متفجرا وزنه نصف طن, ويبلغ وزن الصاروخ 3 طن, ويعمل بالوقود الصلب, ولما كان مداه يبلغ 250 كم, فإنه يتيح لحزب الله اللبناني استهداف كامل الأراضي الإسرائيلية.
أشارت المعلومات الإسرائيلية, إلى أن ترسانة حزب الله الصاروخية لا تعتمد على إقامة البطاريات الثابتة, وإنما على استخدام المنصات المتحركة من مكان إلى آخر, بحيث يتم تغيير مكان انطلاق الصواريخ, بشكل متجدد.
سيناريو الذرائع الإسرائيلية-الأميركية:
سعت المصادر الأميركية إلى الترويج والتسويق لتحذيرات الخارجية الأميركية الأخيرة القائلة بأن تهريب الصواريخ والسلاح لحزب الله عبر الحدود مع سوريا, هو أمر سوف يلقي تداعياته الخطيرة على المنطقة ويفسح المجال أمام اندلاع حرب على غرار حرب صيف عام 2006م بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية.
أما المصادر الإسرائيلية, فسعت إلى التأسيس على هذه المعطيات وأكدت النقاط الآتية:
• قيام المسئولين الإسرائيليين, بإبلاغ المبعوث الخاص الأميركي للمنطقة السيناتور جورج ميتشل بالتحذيرات والتحفظات الإسرائيلية خلال زيارة ميتشل الأخيرة للمنطقة.
• قيام المسئولين الإسرائيليين, بإبلاغ وزير الخارجية الإسباني ميغويل موراتينوس بالتحذيرات والتحفظات الإسرائيلية, خلال زيارة موراتينوس الأخيرة للمنطقة.
هذا, وخلص سيناريو الذرائع الإسرائيلية-الأميركية إلى مضمون محدد سعى من خلاله الإسرائيليون إلى الزعم بتحميل سوريا المسئولية عن حصول حزب الله اللبناني على القدرات الصاروخية, وبالتالي-بحسب المنظور الإٍسرائيلي الجديد- فإن قيام حزب الله بأي عملية استهداف صاروخي ضد إسرائيل, يعطي تل أبيب الحق باعتبار دمشق مسئولة, وبالمقابل يكون لإسرائيل حق الرد ليس ضد حزب الله اللبناني وحسب, وإنما ضد دمشق أيضا باعتبارها تتحمل جزءا من المسئولية.
ماذا وراء حملة بناء الذرائع الإسرائيلية:
بغض النظر عن صحة أو عدم صحة المعلومات الإسرائيلية-الأميركية المتعلقة بتزويد سوريا لحزب الله اللبناني بالقوات الصاروخية, فإن منهجية حملة بناء الذرائع تظهر التالي:
• إن الذرائع الإسرائيلية تفتقر إلى السند والدليل القاطع, فكل الشواهد الموجودة في الساحة اللبنانية, وعلى وجه الخصوص قوات اليونيفيل, إضافة إلى عناصر الجيش اللبناني الموجودة على طول الحدود السورية-اللبنانية, لم ترصد أي عمليات تهريب لأي صواريخ.
• إن الذرائع الإسرائيلية تفتقر إلى الإطار المؤسسي والقانوني, وهي لا تختلف كثير عن ذرائع حركة طالبان, وتنظيم القاعدة, اللذان يقومان بتوجيه عملياتهما العسكرية وفقا للتخمينات الشكلية, وقد تجد العذر لحركة طالبان وتنظيم القاعدة, لأنهما حركات مسلحة تتكون من عناصر المليشيا, أما إسرائيل والتي تزعم بأنها دولة ديموقراطية متقدمة, فإنه يتوجب عليها الالتزام بالمعايير المتعارف عليها, كإطار سلوكي مؤسسي بين الدول, ويميز الدول عن الميلشيات, والجماعات المسلحة.
سوف لن تتوقف حملة بناء الذرائع الإسرائيلية-الأميركية ضد سوريا وحلفائها في المنطقة ضمن هذه الحدود, وعلى ما يبدو أن هذه الحملة قد بدأت بشكلها الجديد قبل أكثر من أسبوعين, وما هو لافت للنظر في هذه الحملة, تضارب التصريحات الإسرائيلية, حول سوريا, وبرغم صدور الكثير من التصريحات المتوترة في تل أبيب, فقد ظلت بعض الأصوات الإسرائيلية, أكثر اهتماما لجهة تنبيه الإسرائيليين من مخاطر المواجهة مع دمشق, وفي هذا الصدد كتب الخبير الإسرائيلي تسيفي بارئيل تحليلا قال فيه بأن ملف صنع السلام مع سوريا هو أمر يعادل في حيويته ملف إيقاف البرنامج النووي الإيراني.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...