تبادل رسائل بين أوباما وميدفيديف ونفي المقايضة بين “الدرع” وإيران

04-03-2009

تبادل رسائل بين أوباما وميدفيديف ونفي المقايضة بين “الدرع” وإيران

أعلن مسؤولون كبار في الادارة الأمريكية، أمس، أن الرئيس باراك أوباما بعث برسالة إلى الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أبدى فيها استعداد الولايات المتحدة للتخلي عن مشروع نشر “الدرع الصاروخية” في شرق أوروبا إذا ساعدت روسيا في وقف الجهود الإيرانية لصنع صواريخ بعيدة المدى. وأكدت روسيا تسلم رسالة أوباما، ولكن الرئيس ميدفيديف نفى أن تكون الرسالة قد تضمنت أية “مقايضة”، واعتبر في الوقت نفسه أن الربط بين مشروع “الدرع الصاروخية” والمسألة الإيرانية  “أمر غير بناء”. كذلك نفى أوباما، أية مساومة في هذا الشأن.

وكانت الخطط الأمريكية لنشر منظومة الدفاع الصاروخي في بولندا وتشيكيا ضمن مجموعة من المسائل التي أثارت توترات شديدة بين الولايات المتحدة وروسيا في عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش.

وبررت ادارة بوش مشروع “الدرع الصاروخية” ب “خطر” الصواريخ الايرانية، وهو ما رفضته روسيا التي اعتبرت المشروع الأمريكي تهديداً لأمنها.

وعقب تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة، أعطت إدارته اشارات على أن تعيد النظر في مشروع “الدرع الصاروخية”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس ان أوباما وجه رسالة سرية إلى ميديفيديف قبل ثلاثة أسابيع أبدى فيها استعداده لوقف مشروع “الدرع الصاروخية” مقابل مساعدة روسية في الملف الإيراني.

وحسب الصحيفة، فإن مسؤولين حكوميين كباراً “سلموا الرسالة شخصياً إلى الرئيس الروسي”.

ورداً على تقرير الصحيفة، أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى ارسال الرسالة، مشيراً إلى أنها ربطت بين مستقبل الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في أوروبا بموقف روسيا من “الخطر” الإيراني.

وقال المسؤول رافضاً كشف اسمه ان “الرئيس أوباما وجه رسالة إلى ميدفيديف تتناول مواضيع عدة بما فيها الدرع المضادة للصواريخ والطريقة التي تربطها بالخطر الإيراني”.

وفي موسكو، أكدت ناطقة باسم الكرملين تسلم رسالة أوباما، ولكنها قالت انه “لم ترد في الرسالة اقتراحات ملموسة أو مبادرات ملزمة للطرفين”.

وفي وقت لاحق، تحدث ميدفيديف عن الموضوع في مؤتمر صحافي خلال وجوده في العاصمة الإسبانية مدريد، قائلا “انه تحادث هاتفياً مع أوباما وتبادل رسائل معه”، ولكنه أضاف انه “لم يكن هناك أي حديث عن مقايضة”.

وقال “كلا، المسائل لم تطرح بهذه الطريقة. ولو طرحت لكانت غير بناءة”.

وجدد ميدفيديف معارضته الشديدة لخطط الادارة الأمريكية السابقة بشأن نشر مكونات من منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية في شرق أوروبا، معتبراً ان هذه الخطط ستلحق ضرراً بالأمن في أوروبا.

وتابع يقول ان استعداد ادارة أوباما لمناقشة الاعتراضات الروسية قد شجع روسيا.

وقال: “شركاؤنا الأمريكيون مستعدون لمناقشة هذه المشكلة، وهذا أمر ايجابي”.

كذلك أكد أوباما، بعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، انه لم يعرض على ميدفيديف أية مساومة في شأن “الدرع” وإيران.

وقال أوباما “الطريقة التي فسر فيها ذلك على ما أعتقد هو على انه نوع من أنواع المساومة”. أضاف ان “ذلك كان مجرد قول حقيقة قلتها في وقت سابق وهو أن البرنامج الصاروخي الدفاعي (...)، يهدف إلى التعامل ليس مع التهديد الروسي بل مع التهديد الإيراني”.

يشار إلى ان من المتوقع أن يلتقي ميدفيديف وأوباما على هامش قمة الدول العشرين الصناعية الرئيسية والناشئة المقرر عقدها في لندن الشهر المقبل.

في هذه الأثناء، علق مكتب الرئيس البولندي لينج كاتشينسكي على تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” بأن أعرب عن “خيبة أمله” ازاء الأنباء التي ترددت عن استعداد الولايات المتحدة للتخلي عن مشروع “الدرع الصاروخية”.

وبدورها، أبدت جمهورية تشيكيا تحفظها ازاء هذه التقارير.

يذكر ان المشروع الأمريكي يقضي بنشر صواريخ اعتراضية في بولندا ومحطة رادارية للرصد الصاروخي في تشيكيا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...