بعد 30 سنة الموساد يعترف : نحن قتلنا وديع حداد

05-05-2006

بعد 30 سنة الموساد يعترف : نحن قتلنا وديع حداد

بعد نحو ثلاثة عقود على وفاة وديع حداد، أحد أبرز قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورئيس قسم العمليات الخارجية فيها، كُشف النقاب في إسرائيل على أنه قضى اغتيالاً على يد الموساد بواسطة شوكولا مسمومة.
واعتبر المحللون هذا الاعلان بمثابة اعتراف بأن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية تستند إلى وسائل بيولوجية تقود إلى الموت البطيء من دون معرفة السبب. وثمّة من يرى أهمية في هذا الكشف الآن، خصوصاً في ضوء الشكوك القوية بأن تل أبيب كانت أيضاً وراء اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
كان الاعتقاد حتى الآن أن حداد، رفيق الدكتور جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية، توفى في 30 آذار 1978 في أحد مستشفيات ألمانيا الشرقية، إثر إصابته بنوع من سرطان الدم، أو بسبب فيروس أضعف جهاز مناعته وأدى إلى انهياره.
وأثار البعض في حينه احتمال أن يكون جهاز الموساد الإسرائيلي أفلح في الوصول إليه من دون أن يترك أثراً. عموماً توفى الدكتور حداد وهو في الثامنة والأربعين من عمره تاركاً لغزاً كبيراً حيّر من المهتمين بأمره.
وكان حداد، بعد خلاف مع الجبهة الشعبية حول جدوى العمليات الخارجية، قد اتخذ من بغداد مقراً له. وبسبب الاهتمام الدولي بالعمليات التي أشرف على تنفيذها، وبالعلاقات التي أنشأها مع العديد من القوى الثورية في العالم، صار قليل الحركة وكثير الاختفاء. ولكن يبدو أن إسرائيل بسبب عمليات اختطاف عدة للطائرات الإسرائيلية، ثم عملية مطار اللد مع الجيش الأحمر الياباني العام 1972 وعملية عنتيبة، سعت لاغتياله.
وقد أكد كتاب جديد صدر هذا الأسبوع في تل أبيب باسم <الحساب المفتوح>، أن حداد مات بالفعل مسموماً وأن إسرائيل كانت وراء تسميمه، مستخدمة نوعاً من الشوكولا الفاخرة التي يحبّها حداد. ويوضح الكتاب الذي وضعه الصحافي الإسرائيلي أهرون كلاين الذي عمل مراسلاً للشؤون الامنية، أن خطة اغتيال حداد أجازها رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن.
ويشير الكتاب إلى أن الدكتور حداد أحبّ كثيراً الشوكولا البلجيكية. فعقدت إسرائيل العزم على استغلال ذلك، ورأت أن هذا هو الأسلوب الأفضل نظراً لقلة حركة حداد خارج العراق. وهكذا أرسلت مع عميل فلسطيني كان أحد نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى حداد من أوروبا شوكولا بلجيكية عالية الجودة أدخل فيها خبراء الموساد سُماً بيولوجياً قاتلاً.
ويوضح الكتاب أن مفعول السم لم يبدأ في الظهور إلا بعد مضيّ أسابيع، بدأ الدكتور حداد بعده يخسر وزنه. وبعد أسابيع من تناوله الشوكولا، لم يكن أحد يستطيع الربط بين المرض الغامض وبين الشوكولا. وعندما تدهورت حالته الصحية، نقل إلى ألمانيا، واكتشف الأطباء فشلاً غامضاً في جهازه المناعي.
وبعد موته أظهرت الإحصاءات هبوطاً متزايداً في عدد العمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. وأشارت الاستخبارات الإسرائيلية، التي عرضت هذه المعطيات على بيغن، أن عملية اغتيال حداد تجسّد أفضل تأكيد للعمل الوقائي، أي القضاء على قنبلة موقوتة، أو إنسان ذي ذهن إبداعي لم يكفّ عن التخطيط للعمليات المقبلة.
ويقول المؤلف كلاين إن كشف النقاب عن طريقة اغتيال حداد، تظهر أن الموساد استخدم أسلوب الاغتيال البيولوجي قبل نحو ثلاثين سنة، أي قبل عقود من محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عمان في أيلول ,1997 بسُمّ مجهول لا يترك أي أثر.
ويرى كلاين أن كتابه لم يأتِ في هذا الوقت للتلميح، بأن إسرائيل قد تكون اغتالت الرئيس عرفات بطريقة مشابهة. وهو قال لصحيفة <يديعوت أحرونوت>: <لم أحاول التلميح إلى ذلك، ولم يدر في خاطري قط هذا التفكير عندما كتبت الفصل عن اغتيال حداد. لست أعرف حقاً ما هو سبب موت عرفات>.

حلمي موسى

المصدر : السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...