بعد سبع سنوات من الحرب .. تكلفة المعيشة في دمشق الأرخص إقليمياً

25-12-2017

بعد سبع سنوات من الحرب .. تكلفة المعيشة في دمشق الأرخص إقليمياً

 

ما زال مؤشر “اكسباتستان” يعنون التنويه بأن الأسعار الخاصة بتكاليف المعيشة في العاصمة السورية غير دقيقة وقد تكون وهمية، طالما أن ليس هناك تسعيرة واحدة في السوق المحلية، لكن هذا الكلام أصبح قديماً، لأن عموم الأسعار أصبحت واضحة وظاهرة ومتعارف عليها بعد موجة الغلاء التي امتدت منذ بداية الأزمة في البلاد، وشهدت خلال العام الجاري استقراراً نسبياً وثباتاً، قبل أن تبدأ مؤشرات الطفيفة الأخيرة تتحرك نزولاً ولو بمقادير لا تذكر.

وفيما اعتادنا دراسة مقارنة للأسعار بين دمشق وبعض عواصم الشرق الأوسط نهاية كل عام، تلقت الدراسة انتقادات بخصوص عدم دقة المؤشر طالما أنه لا يتعاطى بمتوسط الدخل بين تلك العواصم التي تقارن فيما بينها تكلفة المعيشة، بحجة أن متوسط الدخل في سوريا يترواح عند 60 دولار وهذا صحيح قطعاً، لكنه ليس الخبر النهائي والأكيد لأن العوائل التي تماشت مع الظروف الصعبة بحثت عن مصادر دخل جديدة وراكمت على ما كانت تحوز عليه شهرياً لتستطيع تأمين المتطلبات، بالطبع عدا تلك العوائل التي تعيش تحت خط الفقر منكوبة ولا تأخذ من المتطلبات سوى رائحتها واسمها فحسب.

مستوى الدخل.. وهمي

فالطبقة المتوسطة التي كانت الأوسع انتشاراً على رقعة الجغرافيا الاقتصادية المحلية، تشرذمت ما بين الفقر والثراء في السنوات الأولى من الأزمة بسبب الحرب على البلاد، لكنها في النهاية استطاعت استعادة شيء من التوازن، إلا الطبقة التي لا تمتلك أعمالاً تنتج دخلاً إلا من خلال الوظائف التي تحدد مرتباتها عند 60 دولار، المتوسط للدخل المذكور والذي بنيت عليه الانتقادات، وهو متوسط دخل جائر وفعلاً هو لا يكفي “للخبزة والبصلة” يومياً في حال الاتكال عليه بعيداً عن مصادر دخل أخرى من مجالات شتى، لكنه من ناحية أخرى ليس دقيقاً بشكل عام إذ يصعب التخيل معيشة تعتمد على هذا الرقم لأنها لا تنال شيئاً من المتطلبات بشكل يسير على الإطلاق.

وفي العموم فإن الطبقة الفقيرة ما زالت تعاني المآسي بسبب دورة الزمان المريرة، التي مرت على البلاد، وهذه، لا ينظر إليها بدراسة مقارنة بل بدراسة شاملة تأخذ بعين الاعتبار رغبة تلك الطبقة بالفرار بعيداً عن تحت خط الفقر واستثمار طاقاتها خصوصاً وأن الظروف أثبتت قدرة السوريين على فتح مجالات جديدة في ظل ظروف شديدة القسوة سببها الحرب على سوريا والحصار الاقتصادي والغلاء وضعف الدخل الناجم عن متوسط معاشات الوظائف في القطاعين العام، والخاص الذي استنسخ تجربة نظيره العام في دفع المعاشات.

والخلاصة أن مستوى الأرباح في السوق، لمن خبرها، غير متناسب مع ما يدفع كأجور، ما ساهم بمضاعفة الجهود الفردية و”تسبيع الكارات” للحصول على أرقام فوق مستوى الدخل المذكور، وهو ما يكافح لاجله السوريون ليبقوا معيشياً.

إلى الأرقام

يدل مؤشر اكسباتستان إلى دمشق حافظت على كونها الأرخص إقليمياً بعد سبع سنوات من الحرب، وهذه الأرقام لو تم استثمارها بالشكل الأمثل، أي بما يتناسب مع متوسطات الدخل في الدول المجاورت إقليمياً، لكان مستوى المعيشة في البلاد الأكثر رفاهية رغم ظروف الحصار التي لم تفلح بكسر عجلة الحياة.

فأسعار الطعام في دمشق والتي تأتي على رأس قائمة سلة المستهلك، جاءت أرخص من بيروت بـ 75% ومن الرياض بـ62% ومن القاهرة بـ 36% ومن بغداد بـ64% ومن عمان بـ72% ومن اسطنبول بـ51%.

السكن

يعاني هذا القطاع ازدحاماً في الطلب بسبب لجوء العوائل بعيداً عن مناطق سيطرة الجماعات المسلحة إلى المناطق الآمنة، لكن القطاع استوعب صدمة تضاعف الطلب واستثمر الحالة ليصبح سوقاً لتثبيت رؤوس الأموال بشكل آمن، بغض النظر عن طبيعة الاستثمار سواء في العقارات النظامية أم في العشوائيات.

وتظهر النسب أن دمشق الأرخص من بيروت بنسبة 83% ومن الرياض بـ81% ومن القاهرة بـ46% ومن بغداد بـ80% ومن عمان بـ78% ومن اسطنبول بـ74%.


الملابس

البند الثالث في سلة المستهلك يظهر دمشق أرخص من بيروت بنسبة 80% ومن الرياض بـ70% ومن القاهرة بـ72% ومن بغداد بـ70% ومن عمان بـ79% ومن اسطنبول بـ67%.

النقل

هنا ينبغي النظر في نوعية جودة الخدمة التي تبدو عشوائية، لكنها في جانب آخر تؤمن فرص عمل للعائلات الفقيرة والمتوسطة بشكل يحميها من العوز، كما تفعل “التكسي” العائدة مليكيتها للأفراد التي أثبتت فاعليتها بتأمين دخل جيد لعائلتين وسطياً بالنسبة لما تنتجه مالياً بمعايير المياومة.

والنقل في دمشق أرخص من بيروت بـ84% ومن الرياض بـ75% ومن القاهرة بـ63% ومن بغداد بـ80% ومن عمان بـ84% ومن اسطنبول بـ81%.

العناية الشخصية

تظهر الأرقام أن منتجات هذا البند في دمشق أرخص من بيروت بـ84% ومن الرياض بـ81% ومن القاهرة بـ62% ومن بغداد بـ79% ومن عمان بـ81% ومن اسطنبول بـ79%.

الترفيه

تشير الأرقام أيضاً إلى الترفيه في دمشق أرخص من بيروت بـ77% ومن الرياض بـ74% ومن القاهرة بـ42% ومن بغداد بـ71% ومن عمان بـ75% ومن اسطنبول بـ62%، مع العلم هنا أن جودة الخدمة هي أدنى بكثير محلياً عما هو موجود في دول الجوار.


الإجمالي العام


في المحصلة الإجمالية فإن التكلفة المعيشية في دمشق أدنى من بيروت بـ80% ومن الرياض بـ74% ومن القاهرة بـ51% ومن بغداد بـ74% ومن عمان بـ78% ومن اسطنبول بـ70%.

المصدر: شبكة عاجل

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...