المفتشون يزورون منشأة قم اليوم وطهران تؤجّل موقفها من اتفاق فيينا

24-10-2009

المفتشون يزورون منشأة قم اليوم وطهران تؤجّل موقفها من اتفاق فيينا

حبست ايران أنفاس العالم، بانتظار ان تتوضح صورة موقفها من اتفاق فيينا حول تزويدها بيورانيوم عالي التخصيب، الذي اعلنت الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا موافقتها عليه. وفيما كان من المتوقع ان تتفوه طهران بكلمة «نعم»، قالت إنها تفضل ان تشتري الوقود النووي من الخارج، بدل ان تسلم مخزونها الى روسيا وفرنسا. ثم طلبت مهلة اضافية للرد، لم تعترض عليها واشنطن.
ونقل تلفزيون «برس تي في» الايراني، عن مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية، قوله إن ايران «تدرس بعناية مختلف الأبعاد التي تضمنها الاقتراح حول تزويد المفاعل الايراني للأبحاث بالوقود» النووي. وأضاف «بعد تقويم نهائي، سأعطي الرد لـ(المدير العام للوكالة الذرية) محمد البرادعي، عندما أعود الى فيينا الأسبوع المقبل». موقع قم النووي الإيراني كما يبدو من الجو
وفي فيينا، أكدت الوكالة الذرية أن إيران سترد منتصف الأسبوع المقبل، علماً بأن الأسبوع الجديد بدأ في إيران أمس السبت. وجاء في بيان ان «ايران أبلغت المدير العام للوكالة انها تفكر في الاقتراح بعمق وبشكل ايجابي، ولكنها تحتاج الى المزيد من الوقت حتى منتصف الأسبوع المقبل للرد». وأضاف ان «المدير العام يأمل في ان يكون الرد الايراني ايجابياً، لأن المصادقة على هذا الاتفاق ستكون مؤشراً على عهد جديد من التعاون».
وبعدما شدد دبلوماسيون على ان الغرب سيقاوم «اي محاولة ايرانية لتمديد المفاوضات»، أبدت واشنطن انفتاحاً على الطلب الايراني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي «اعتقد انه يمكننا ان ننتظر بضعة ايام.. ولكننا لن ننــتظر الى الأبد». واضاف «نأمل أن يقدموا الأسبوع المقبل رداً إيجابياً.. من البديهي اننا كنا نفضل ان يكون لدينا رد اليوم (امس الأول). اننا نعتبر هذا أمراً ملحاً». وتابع «نواصل العمل من اجل (عقد) اجتماع قبل نهاية تشــرين الاول مـع ايــران».
وكانت طهران اعلنت في وقت سابق، في خطوة رأى فيها البعض «اقتراحا منافسا»، أنها تريد شراء وقود نووي من الخارج، علماً بأن الاتفاق ينص على ان تسلم ايران 75 في المئة من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب (3,5 في المئة)، وبدفعة واحدة قبل نهاية العام الحالي، الى روسيا، لتحوله بمساعدة فرنسا الى يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة، تستعيده حينها طهران لتستخدمه في مفاعلها في طهران، طبياً وزراعياً.
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن «عضو كبير» في وفد المفاوضات الإيراني، قوله ان «بعض وسائل الإعلام ذكرت ان بعض الأطراف أعطوا رداً إيجابياً على مقترحاتهم الخاصة، الامر الذي يعتبر سلوكاً يدعو الى الدهشة». وأضاف «ايران هي التي تشتري الوقود.. وعلى البائعين ان يعطوا جواباً على اقتراح الشاري»، مشيراً الى ان «ايران مهتمة بشراء الوقود في إطار اقتراح واضح». ورأى ان ايران «باشرت المباحثات في فيينا مع مقاربة بناءة، ولا تزال تنتظر رداً بناءً وإيجابياً على الاقتراح الايراني بما يعزز الثقة، في مقابل شفافية وحسن نية الجمهورية الإسلامية».
وقبل وقت قصير من إعلان التلفزيون لتصريحات المفاوض الإيراني، قال دبلوماسي كبير من دولة نامية لها علاقات جيدة مع الإيرانيين «اعتقد أنهم سيفضلون تقسيم شحنات اليورانيوم المنخفض التخصيب التي سيرسلونها الى الخارج بدلاً من إرسال الجزء الأكبر منها دفعة واحدة. لا يرغبون في أن يفقدوا قدراً كبيراً من أوراق التفاوض، بينما ينتظرون مفاوضات على القضايا الاستراتيجية الأكبر في الملف النووي».
وكانت روسيا الاولى بين البلدان الأربعة التي اعلنت موافقتها الرسمية على الاقتراح. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو «نوافق على هذه الاقتراحات». كما اعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي مايك هامر، ان «الولايات المتحدة قدمت ردها الايجابي»، بينما أوضح نائب المتحدث باسم البيت الابيض بيل بيرتون، ان «الرئيس (باراك اوباما) في انتظار ان يسمع الكلمة الاخيرة من البرادعي». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، ان «مشــروع الاتفــاق يناسب فرنسا. لقد ابلغنا ذلك بصورة رسمية».
وفي حديث الى مجلة «لكسبرس» الفرنسية، استبق البرادعي رد ايران، التي سيزورها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد غد الاثنين، بالقول انه لدي «أمل كبير» بأن توافق طهران على اقتراح فيينا، معتبراً ان البعد السياسي لهذا الاتفاق سيكون «كبيرا». واوضح «منذ ايام عديدة، كل المؤشرات تتقاطع. ايران تريد فعلا المضي قدما»، مؤكداً ان الرئيس محمود احمدي نجاد ابلغه هذا الامر «بوضوح قبل 15 يوما».
ويصل فريق من مفتشي الوکالة الذرية اليوم السبت الى طهران، استعداداً للقيام بجولة تفقدية لمنشأة قم النووية التي كشفت ايران عنها مؤخراً. ومن المقرر ان تستغرق الزيارة بين يومين وثلاثة أيام. وقال رئيس منظمه الطاقة الذرية الايرانية علي اکبر صالحي، ان الهدف من الزيارة «تفقد الموقع النووي الايــراني الجــديد والتأکد من عدم انحراف البرنامج النووي الايراني عن طبيعته السلمية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...