المعلم من موسكو: جاهزون للحوار ومستمرون في محاربة الإرهاب

26-02-2013

المعلم من موسكو: جاهزون للحوار ومستمرون في محاربة الإرهاب

رمت السلطات السورية، أمس، الكرة في ملعب المعارضة المسلحة، عبر إعلان وزير الخارجية وليد المعلم، من موسكو، استعداد دمشق لمحاورة «كل من يرغب بالحوار، حتى من حمل السلاح»، لكنه شدد على أن المعركة ضد «الإرهاب» ستتواصل. لافروف خلال لقائه المعلم في موسكو امس (ا ف ب)
في هذا الوقت، يبدو ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي وصل الى برلين للاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، استطاع انقاذ اجتماع «أصدقاء سوريا» في روما الخميس المقبل، حيث اتصل برئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب «لتشجيعه على القدوم إلى روما، حيث اننا لن نأتي للتحدث فقط بل لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة».
وتلقف الخطيب الدعوة، وكوع معلنا أن «الائتلاف» سيشارك في مؤتمر روما. وقال، في بيان في صفحته على موقع «فايسبوك»، «قررت رئاسة الائتلاف ايقاف تعليق زيارتها مؤتمر اصدقاء سوريا المنعقد في روما». واضاف ان «من اسباب الموافقة على المشاركة في المؤتمر حديث كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ عن وعود بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا».

وقال المعلم، خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، «نحن جاهزون للحوار مع كل من يرغب بالحوار بمن في ذلك من حمل السلاح. إننا نثق بأن الإصلاح لن يأتي من خلال سفك الدماء، بل يأتي من خلال الحوار»، مشيرا إلى تشكيل ائتلاف حكومي للتفاوض مع «معارضة الداخل والخارج».
وشدد المعلم على أن «ما يحدث في سوريا هو حرب ضد الإرهاب»، مضيفا ان «النظام ملتزم تماما بمسار سلمي وبمواصلة القتال ضد الإرهاب». وتابع «اليوم جبهة النصرة، وهي أحد أفرع القاعدة، هي الطرف الرئيسي الذي يقوم بأعمال إرهابية في سوريا. هذه الجبهة جذبت مقاتلين من 28 دولة، بما فيها الشيشان». وشكر القيادة الروسية على موقفها في النزاع السوري، واصفا إياه بأنه «يقرب آفاق التسوية السلمية للأزمة».
وشدد المعلم على أن «يقوم المجتمع الدولي، إذا ما كان حريصا على الشعب السوري، بالضغط من أجل وقف العنف، لأن وقف العنف وخلق بيئة آمنة هما ضرورة لإنجاح الحل السياسي كما أكد على ذلك بيان جنيف والبرنامج السياسي لحل الأزمة».
وكرر لافروف أن الحل الوحيد «المقبول» في سوريا هو تسوية سياسية للنزاع. وقال «لا بديل مقبولا لتسوية سياسية يتم التوصل إليها من خلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة».
وحذر لافروف من أن الوضع في سوريا «على مفترق طرق»، موضحا «هناك الذين يؤيدون مواصلة سفك الدماء، وهذا يهدد بانهيار الدولة والمجتمع، لكن هناك أيضا قوى تتحلى بالمنطق وتزدادا إدراكا لضرورة بدء المحادثات في أسرع ما يمكن للتوصل إلى تسوية سياسية. وفي هذه الظروف تزداد شدة الحاجة لقيادة سورية لمواصلة الدعوة بصبر لبدء الحوار وعدم السماح باستمرار الاستفزازات». وأضاف ان «عدد مؤيدي هذا الخط الواقعي يتزايد»، مكررا «على الشعب السوري تقرير مصيره من دون تدخل أجنبي».
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتصريحات المعلم حول موافقة السلطات السورية على الحوار مع المعارضة. وقال، في بيان، انه «يتمنى أن يبدأ هذا الحوار في أسرع فرصة ممكنة، وأن يكون بداية لانتهاء العنف الذي تعيشه سوريا ومقدمة لحل سياسي، وأن يحقق هذا الحوار تطلعات الشعب السوري نحو الديموقراطية والحرية».

ويأتي اللقاء بين وزيري خارجيتي سوريا وروسيا عشية اجتماع بين لافروف وكيري في برلين اليوم. وقال لافروف، في الأكاديمية الديبلوماسية في موسكو، «آمل خلال لقائنا في برلين مع جون كيري أن نبحث الأزمة السورية حيث الجانبان مهتمان بوقف نزف الدم ودفع أطراف النزاع إلى الحوار ليتمكن السوريون من الاتفاق في ما بينهم كيف سيعيشون في المستقبل ببلادهم، ليعيشوا بشكل لا تجد أي طائفة أو أي مجموعة اثنية نفسها مظلومة».
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن، ردا على دعوة المعلم للحوار، «يبدو لي انه من الصعب فهم كيف يمكن اخذ اقتراحهم عن الحوار بجدية بينما نرى أن صواريخ سكود تسقط على المواطنين الأبرياء في حلب».
وأعلن مسؤول أميركي يرافق كيري ان الوزير اتصل برئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب لحثه على حضور اجتماع «أصدقاء سوريا» في روما الخميس المقبل. وقال «انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع الخطيب، لتشجيعه على المجيء إلى روما».
ودعا كيري، خلال المؤتمر الصحافي، قيادة «الائتلاف» إلى المشاركة في اجتماع روما لاطلاعهم على الوضع. وقال «أدعو المعارضة السورية للانضمام إلينا لأسباب عملية، لاطلاعنا على الوضع»، مضيفا «انه الوقت المناسب لنا للتفكير بما يمكننا بذله أكثر». وتابع «عليهم المجيء ولقاؤنا لان البلدان (المشاركة في الاجتماع) مفيدة».
وأوضح كيري «أريد أن يعلم أصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية أننا لا نأتي إلى روما للتحدث فقط. نذهب إلى روما لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة، حتى لو أنني أود الإشارة إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي البحث عن حل سلمي». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما يرسلني إلى روما لأنه قلق من تطورات الأحداث. انه يفكر في الإجراءات التي سنتخذها»، مشيرا إلى أن أوباما يعيد تقييم الخطوات «للإيفاء بتعهداتنا حيال المواطنين الأبرياء» من دون تقديم توضيحات حول ما إذا كان هذا الأمر يعني تسليح السوريين.
وقال كيري «إذا أرادت المعارضة نتائج فعليها الانضمام لنا» في روما. وأضاف «نحن مصممون على عدم ترك المعارضة السورية تتدلى في الهواء».
وتطرق كيري إلى اتهام المعارضة للقوات السورية بإطلاق صواريخ «سكود» على حلب، مؤكدا أن هذه الهجمات «تأكيد جديد ان على (الرئيس السوري بشار) الأسد التنحي». وقال «الشعب السوري يستحق ما هو أفضل من هذا العنف المروع الذي يجتاح ويهدد حياته اليومية».
ودعا هيغ، من جهته، إلى زيادة كبيرة في دعم المعارضة السورية للمساعدة في وضع نهاية للصراع. وقال «في وجه مثل هذا الإجرام وزعزعة الاستقرار، فانه لا يمكن أن تبقى سياستنا ثابتة. علينا زيادة دعمنا للمعارضة السورية بشكل كبير. ونحن نستعد للقيام بهذا الأمر».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...