المعارضة التركية تدعو داود أوغلو للاستقالة وتحذيرات من استمرار دعم أنقرة لـ«النصرة»

24-07-2013

المعارضة التركية تدعو داود أوغلو للاستقالة وتحذيرات من استمرار دعم أنقرة لـ«النصرة»

دعا نائب رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض فاروق لوغ اوغلو وزير الخارجية احمد داود اوغلو إلى تغيير سياسته تجاه سوريا أو الاستقالة، في وقت بدأ اجتماع معبّر للأكراد في كل من سوريا وتركيا والعراق وإيران في اربيل.
وقال لوغ اوغلو انه «كي يمكن تلافي التأثيرات السلبية في تركيا للتطورات في سوريا يتوجب إما استقالة الوزير أو تغيير كل السياسات تجاه سوريا». واعتبر أن التطورات في شمال سوريا هي نتيجة للسياسة التي اتبعها «حزب العدالة والتنمية» تجاه سوريا.البرزاني يتوسط ممثلي الاحزاب الكردية خلال الاجتماع في اربيل امس (عن موقع "رئاسة حكومة" اقليم كردستان العراق)
وشكك لوغ اوغلو بالسلوك التركي حيال ما يجري، قائلا انه «مرتاب في ما إذا كانت الحكومة تترك الأحداث تنفلت كي تعد الأرضية اللازمة للتدخل». واعتبر كلام رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان عن أن لصبره حدودا لا قيمة له، لأنه اعتاد على هذا الكلام على امتدادا السنتين الأخيرتين.
وحذّر لوغ اوغلو من أن امتداد الصدامات السورية الى تركيا مسألة وقت. واعتبر دعوة وزير الخارجية مجلس الأمن الدولي للتحرك دليل عجز وإفلاس، لأنه يعرف ان مجلس الأمن لن يتحرك. وسخر من ادعاء الحكومة القوة والقدرة، لكنها لا تستطيع حماية مواطنيها على الحدود. وقال «الحدود الحالية بين تركيا وسوريا وهمية، وتحولت إلى ساحة للمنظمات الإرهابية والمهربين. لقد خرجت هذه الحدود عن سيطرة تركيا. كل المنظمات الإرهابية والمهربين في الشرق الأوسط يتحركون بحرية عبر حدودنا».
وتساءل لوغ اوغلو «هل صحيح أن مقاتلي جبهة النصرة الذين قتلوا في رأس العين كانوا يحملون هويات الجمهورية التركية. وهل أسر المسلحون الأكراد عناصر من الاستخبارات التركية؟ وهل تقوم تركيا بتعاون مع الأكراد؟ وهل سنرى لقاءات بين تركيا وتنظيم القاعدة لمقاومة مشروع إقامة إقليم حكم ذاتي كردي في شمال سوريا؟». وأضاف ان «تركيا وصلت إلى نقطة ان تختار بين جبهة النصرة وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. فهل يعقل هذا؟». وتابع ان «تركيا تحولت الى بلد يتحدث الى المنظمات الارهابية مهما كثر عددها، وربما تعقد معها مؤتمرات صحافية مشتركة».
وانتقد احد اعضاء «لجنة الحكماء» لحل المشكلة الكردية رئيس «جمعية حقوق الإنسان» اوزتورك تورك دوغان الدعم التركي لـ«جبهة النصرة»، واعتبره «مخالفا للاتفاقيات الدولية، وعلى الحكومة أن تعود إلى رشدها». ورأى ان «السياسة التركية تجاه سوريا خاطئة ويجب ان تتغير».
وقال العضو الآخر في «لجنة الحكماء» محمد أوتشوم ان «تركيا محتّم عليها ان تغير سياساتها، وان تقبل الواقع الكردي في الدول الجارة لها. الأكراد هم جيراننا في دول الجوار ولا بد من تطوير استراتيجية العيش مع هذا الواقع، وتطوير النظام حيث يوجدون، ليكونوا متساوين مع غيرهم».
وحذّر الباحث والخبير في شؤون الإرهاب دوغو ارغيل من أن «أي تدخل عسكري تركي في سوريا سيفجّر ثورة كردية ضد تركيا تنهي عملية الحل للمشكلة الكردية في تركيا، لأن الجغرافيا الكردية حلقات متشابكة. وان تكون تركيا طرفا في الصدام بين المقاتلين الأكراد وجبهة النصرة أحدث تظاهرت ضد تركيا في منطقة جزرة. ولقد وجد الأكراد اليوم فرصتهم في سوريا. وتركيا تنظر إلى هذا كتهديد. لو لم يكن هناك ارتباط بين حزب الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني لما كانت ردة فعل تركيا عالية إلى هذه الدرجة».
وأضاف ارغيل ان «دعم تركيا جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة أمر سيئ. وقول أنقرة انها ستتدخل إذا أعلنت منطقة حكم ذاتي للأكراد في سوريا ستنتج عنه أشياء سلبية. وإذا حاولت تركيا منع إقامة هذه المنطقة فإن أكراد تركيا سيبادرون إلى العصيان والثورة».
وفي اربيل، التأم مؤتمر «المجلس الوطني الكردي» في القصر الرئاسي، شارك فيه مئة مندوب عن 39 حزبا من أكراد سوريا وتركيا وإيران والعراق. وانعقد المؤتمر باقتراح من زعيم «الكردستاني» عبد الله أوجلان ودعوة من «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني. وقد شارك من تركيا 21 عضوا من بينهم ابرز قادة الأكراد في تركيا مثل رئيس «حزب السلام والديموقراطية» صلاح الدين ديميرطاش ورئيس «مؤتمر المجتمع الديموقراطي» النائب احمد تورك. وأهمية المؤتمر هي في توقيته في لحظة تقدم الهوية الكردية في المنطقة، وتكاثر الحديث عن إقامة منطقة حكم ذاتي من جانب واحد للأكراد في سوريا والتحديات التي يطرحها هذا الاحتمال على التوازنات الإقليمية.
وشدد المجتمعون، في بيان ختامي، على «ضرورة تمتين علاقات الأحزاب الكردستانية في جميع أجزاء كردستان، والتأكيد على العمل المشترك للأطراف السياسية في غرب كردستان لتحقيق الحقوق المشروعة لشعب كردستان». وتم «تشكيل لجنة تحضيرية من 21 عضواً ممثلاً عن جميع الأطراف الكردستانية، وذلك لعقد «المؤتمر القومي الكردي» في أسرع وقت ممكن، بينما أشار مشاركون في الاجتماع إلى أن المؤتمر قد يعقد في آب المقبل.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...