الماسونية والوهابية وخراب الإسلام في السعودية

22-04-2012

الماسونية والوهابية وخراب الإسلام في السعودية

الجمل- ديفيد ليفنغستون – ترجمة عاصم مظلوم: بعد نشر جدلية هيغل، قام دعاة العولمة بخلق قوتين عدوتين، الغرب "الديمقراطي المتحرر" في مواجهة الإرهاب أو "الإسلام السياسي"، بهدف إجبارنا على قبول خيارهم البديل في نهاية المطاف، أي نظام عالمي جديد.

لطالما كانت العلاقة بين الغرب والإسلام يحكمها نوع من التوافق لمدة طويلة من الزمن، لكن هذه الحقيقة التاريخية تم طمسها بهدف رعابة ونشر خرافة "صراع الحضارات". بهدف تغذية حقد الغرب ضد الإسلام تم تحويل وتركيز أنظارنا إلى التطرف الوهابي، وبالأخص على أكثر عناصره سوءا، أسامة بن لادن.

من ناحية أخرى، كما يوضح بيتر غودمن في مقالته الواقعية (دعاة العولمة والإسلاميين)، كان لدعاة العولمة يد في تشكيل وتمويل المنظمات الإرهابية في القرن العشرين، بما في ذلك الإخوان المسلمين في مصر، حماس في فلسطين، والمجاهدين الأفغان. لكن تاريخ الخداع الذي يمارسه دعاة العولمة يعود لما قبل ذلك، إلى القرن الثامن عشر عندما قامت الماسونية البريطانية بإنشاء المذهب الوهابي للعربية السعودية بهدف دعم وتوسيع أهدافها الاستعمارية.

أنيط بجاسوس اسمه هيمفر تأسيس تعاليم الوهابية المتطرفة حسبما هو مذكور في مخطوطة "مرآة الحرمين" لأيوب صبري باشا بين 1933- 1938. اتسمت السياسة البريطانية في المستعمرات بشكل عام بخلق مذاهب مارقة بهدف تنفيذ مبدأ "فرق تسد" ومنها أيضا المذهب الأحمدي في الهند في القرن التاسع عشر.

تفاصيل هذه المؤامرة مذكورة في مخطوطة غير معروفة اسمها (مذكرات السيد هيمفر) وقامت مجلة شبيغل الألمانية بنشرها في حلقات ومن بعدها في صحيفة فرنسية مرموقة. قام طبيب لبناني بترجمة الوثيقة إلى اللغة العربية ولاحقا تمت ترجمتها إلى الإنجليزية ولغات أخرى.

تروي الوثيقة مذكرات هيمفر الشخصية عن المهمة التي كلفته بها الحكومة البريطانية عبر إرساله إلى الشرق الأوسط لاستكشاف وسائل لزعزعة الامبراطورية العثمانية. من ضمن أهداف الحكومة البريطانية أيضا نشر العنصرية والفرقة، الكحول، القمار، الفجور، وإغراء المسلمات على السفور.
 لكن الاستراتيجية الأهم كانت "زرع البدع في التعاليم الإسلامية ومن ثم انتقاد الإسلام لأنه دين إرهاب". لتحقيق هذا الهدف، تقرّب هيمفر من رجل اسمه محمد بن عبد الوهاب.

لفهم نوع التطرف الذي يجسده المذهب الوهابي، من الضروري أن نعرف أولا أن الدين الإسلامي يعتبر كافة المسلمين، بغض النظر عن العرق والجنسية، أخوة في الدين، ويشدد على عدم قتل أي مسلم.

أمل البريطانيون من خلال تطبيق استراتيجية "فرق تسد" في قلب المسلمين العرب ضد أخوانهم الأتراك، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي عبر خلق ثغرة في الشريعة الإسلامية تجعل العرب يعتبرون الأتراك أعداء لهم.

كان بن عبد الوهاب هو الوسيلة التي تمكنت بريطانية عبرها من غرس هذه الفكرة الشريرة في عقول مسلمي شبه الجزيرة العربية. طلع بن عبد الوهاب بفكرة اعتبر فيها أن الأتراك يطبق عليهم حكم المرتد لأنهم يوجهون الدعاء للأولياء والصالحين، وهو أمر كان شائعا، أي أن الأخوة الأتراك ارتدوا عن الإسلام، وبالتالي أفتى بجواز قتل كل من يرفض الانصياع لفتواه وسبي وأسر نسائهم وأولادهم. لكن تلك الفتوى شملت العالم الإسلامي بالكامل، باستثناء طبعا المجموعة الصغيرة من مريديه الذين غرر بهم.

لكن المذهب الوهابي كان غير ذي شأن بدون دعم وانضمام آل سعود إليه، تلك العائلة التي، بالرغم من كل الادعاءات التي تنفي ذلك، تنحدر من عائلة من التجار البهود العراقيين. علماء الشريعة في ذلك العصر اعتبروا الوهابية زنادقة وقاموا بإدانة التعصب وعدم التسامح الذي يتسم به المذهب الوهابي. لم يمنع ذلك أتباع المذهب الوهابي من إظهار عدم التزامهم بالدين الذي يدعون الإيمان به وقاموا بذبح المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، ومن ثم قاموا بتدمير كافة الأضرحة المقدسة والمدافن، وقاموا بسرقة خزينة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تضم كتبا مقدسة، أعمالا فنية، وهدايا عديدة لا تقدر بثمن تم إرسالها إلى المدينة على مدى الألفية الماضية.

تمكن السلطان العثماني من إخماد التمرد الوهابي الأول عام 1818، لكن المذهب ازدهر من جديد في فترة حكم فيصل الأول إلى أن تم تدميره مرة أخرى في نهاية القرن التاسع عشر.

بعد الحرب العالمية الأولى، تم تقسيم أجزاء الامبراطورية العثمانية السابقة إلى بلدان صورية تخضع للسيطرة الخارجية، وتمت مكافأة ابن سعود على دوره في المساعدة على تقويض السلطة العثمانية في المنطقة بإنشاء مملكة آل سعود في شبه الجزيرة العربية عام 1932. بعد عام واحد، أي في 1933، قام آل سعود بمنح امتياز التنقيب عن النفط لشركة كاليفورنيا أربيان ستاندرد أويل كومباني التابعة لشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا ( اسمها اليوم شركة شيفرون) التي يرأسها عميل لعائلة روتشيلد، ومن زعماء عائلات التنوير الأمريكية، روكفلر. منذ ذلك الحين أصبحت المملكة السعودية أهم حليف للغرب في الشرق الأوسط، ليس فقط عبر منحه حق الوصول المباشر لاحتياطي النفط الهائل، بل أيضا عبر التلاعب بالعداء العربي لإسرائيل ومحاولة إخماده.
نظرا للطبيعة المنافقة لنظام آل سعود، كان من الضروري قمع أي شكل من أشكال المعارضة بشكل وحشي.

كتب ستيفن شوارتز في (وجهّي الإسلام): "رغباتهم قادتهم إلى الحانات ودور القمار والرذيلة... اشتروا أساطيل من السيارات، الطائرات الخاصة، ويخوت بحجم سفن حربية. استثمروا في أعمال فنية غربية باهظة الثمن لا يفهمون فيها شيء أو حتى تعجبهم بشيء وغالبا ما تصيب شيوخ الوهابية بالغضب. انفقوا بدون حساب، وأصبحوا رعاة التجارة الدولية للرقيق الأبيض واستغلال الأطفال".

في النتيجة، كي يتمكن من الظهور بمظهر المدافع عن الدين، قام النظام السعودي وشيوخه بابتكار نسخة عن الإسلام تركز على التفاصيل الشكلية للدين على حساب القدرة على فهم الحقائق السياسية الأوسع. بالتالي، تصرفات آل سعود شجعت التفسير الأحادي للشريعة مما سمح لأشكال بن لادن بالظهور واستغلال القرآن الكريم لتبرير قتل الأبرياء.

المحصلة النهائية، مع تدفق الدولارات النفطية إلى خزائن آل سعود بالتعاون مع روتشيلد، تمكنت العائلة السعودية من الترويج لنسختها المشوهة من الإسلام في أنحاء أخرى من العالم، وخاصة في أمريكا حيث يمول آل سعود حوالي 80% من الجوامع هناك، نسخة عن الإسلام تستبدل فيها الوعي السياسي بالتطرف المذهبي المبني على التعصب.

الملك فهد حضر مؤتمر بيلدربيرغ عام 1999 الذي ناقش تفعيل مصالح الحكومة العالمية، وكان من ضمن الحضور أعضاء آخرين منهم ياسر عرفات وبابا الفاتيكان. من الواضح أن آل سعود هم جزء من شبكة أحابيل المتنورين، وتخمتهم البترو – دولارية مكنتهم من الاضطلاع بدور تمويل الإرهاب العالمي بدءا من أفغانستان مرورا بالبوسنة وغيرها فقط لمجرد خلق عداء عالمي للإسلام.

الجمل: قسم الترجمة

التعليقات

الرجاء نشر المصدر .. لنشره بلغته الأصلية (الجمل): تم استدراك المصدر نشكر لك اهتمامك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...