الـوزراء العـرب: لا قمـة تنتشـل غـزة

01-01-2009

الـوزراء العـرب: لا قمـة تنتشـل غـزة

عمّق وزراء الخارجية العرب، امس، الانقسام في ما بين دولهم وقادتهم، بعدما فشلوا في التوافق على الدعوة الى عقد قمة طارئة تدرس الرد على المذابح الاسرائيلية في غزة، وذلك بعد اعتراض مصري وتحفظ سعودي في مواجهة مطالبة قطرية وسورية، واستعاضوا عن ذلك، مرة جديدة، بمجلس الأمن الدولي، للتغطية على »تشرذمهم وضياعهم«. وقرر الوزراء العرب، في ختام اجتماعهم في القاهرة، »التقدم بطلب فوري لعقد اجتماع لمجلس الأمن ومطالبته باستصدار قرار ملزم لحمل إسرائيل على الوقف الفوري للعدوان (على قطاع غزة) ورفع حصارها، وفتح المعابر (بين إسرائيل والقطاع) وضمان تنفيذ هذه الالتزامات«، وتشكيل لجنة وزارية عربية للتوجه إلى مجلس الأمن لتنفيذ هذا التحرك، برئاسة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وعضوية وزراء خارجية الأردن وسوريا وفلسطين وقطر وليبيا والمغرب.
وطالب الوزراء العرب »جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بالبدء فورا في العمل الجاد من اجل استعادة الوحدة الفلسطينية والانخراط المباشر في جهود تحقيق المصالحة التي تقودها مصر«.
وفيما لم يشر القرار إلى الاقتراحين السوري والقطري بعقد قمة عربية استثنائية، اتفق الوزراء على امكان الدعوة لقمة كهذه إذا ما فشلت المساعي العربية لدى مجلس الأمن، بحسب ما أعلن الوزير السعودي، الذي أشاد بالدور المصري في الأزمة، لافتاً إلى أنّ الوزراء العرب »يرفضون أي مزايدة أو تطاول على مصر التي لا تدخر جهدا لخدمة قضايا أمتها العربية، ونثق في استمرار هذا الدور بالقوة نفسها لمصلحة أمتنا وقضاياها العادلة«. وذكرت مصادر ان خلافا عميقا ظلل نقاشات الوزراء العرب بشأن الدعوة لانعقاد القمة العربية يوم غد الجمعة، حيث ظلت مصر والسعودية تعارضان انعقادها. ونقلت وكالة »قدس برس« عن هذه المصادر، قولها ان مسألة رفع الحصار عن قطاع غزة عبر فتح معبر رفح، تصر مصر على رفضها إلا ضمن الرؤية التي طرحها الرئيس حسني مبارك، والتي تشترط حضور قوات رئيس السلطة محمود عباس الى المعبر لفتحه.
وكانت تقارير أشارت الى خلاف بين عواصم عربية على استضافة العاصمة القطرية الدوحة للقمة العربية، التي اقترحت سوريا وقطر انعقادها، وسط مطالبة من قبل بعض »المعتدلين« بان تعقد في القاهرة..
وقالت مصادر ان الاجتماع التشاوري المغلق لوزراء الخارجية العرب، ركز على ضرورة وقف تبادل الاتهامات العربية التي تضعف الموقف العربي الجماعي للتعامل مع الازمة باعتبار ان اسرائيل المستفيد الوحيد منها. وأوضحت ان الوزراء تشاوروا في عدد من الأفكار للتحرك على الساحة الدولية بينها تشكيل وفد وزاري عربي لزيارة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وحاول وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط في لقاءاته، الترويج لخطة من أربع نقاط تقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة (علما ان اسرائيل نفسها ترفض هذا الامر)، يليه اتفاق حول تجديد التهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع (وهو اقتراح تستقبله اسرائيل بفتور ايضا)، بما يتيح فتح المعابر المغلقة منذ حوالي الثلاثة أشهر (مع الإشارة الى ان القاهرة تشترط لفتح معبر رفح المغلق عودة قوات رئيس السلطة محمود عباس اليه)، مع وجود »آلية دولية او إقليمية لضمان التنفيذ الحرفي من الطرفين لالتزاماتهما«.
واعتبرت مصادر دبلوماسية عربية واسعة الاطلاع أن قرار المجلس الوزاري العربي »يرمي بمسؤولية إنهاء هذا العدوان على الغير«، مشيرة إلى أن قسماً كبيراً من المشاركين في اجتماع القاهرة كانوا »يريدون بأي ثمن أن يخرج الاجتماع بإبعاد فكرة عقد قمة عربية طارئة إلى أطول وقت ممكن وتمديد فترة العدوان على غزة«. وقالت المصادر التي اطلعت على أجواء الاجتماعات إن غالبية المشاركين لم تتوافر لديهم الجدية في طرح الحلول، مفضلين إلقاءها في حضن مجلس الأمن، والتركيز على إنقاذ وجه السياسة المصرية.
وحول ما إذا كانت قد حدثت مشادات في الاجتماع، كما جرت العادة، نفت المصادر ذلك، مشيرة إلى أن الوزراء بناء على طلب السعودية عقدوا اجتماعاً مغلقاً اتفقوا فيه على مشروع القرار الذي أقر لاحقاً بتحفظ وحيد من السودان، الذي طالب بسحب مبادرة السلام العربية، في حال كان للعرب أن يعقدوا قمة لاحقاً، وهو ما رد عليه وزير الخارجية السعودي بالقول »موقفك أعلنه خارجاً«.
ووصفت المصادر القرار بأنه »تافه ولا يرقى إلى مستوى الحدث على الإطلاق« مشيرة إلى أنه »حقق للدول التي لا تريد تحمل مسؤولية ما يجري إمكانية التهرب من هذه المسؤولية، وسمح لها في الوقت ذاته بأن تمنح إسرائيل فرصة إضافية لتحقيق هدفها في غزة«.
وفي الجلسة الافتتاحية، ربط وزير الخارجية السعودي، العدوان الاسرائيلي على غزة بالانقسام الفلسطيني. واوضح »هذه المجزرة الرهيبة ما كانت لتقع لو كان الشعب الفلسطيني يقف موحدا خلف قيادة واحدة وينطق بصوت واحد.. آن الأوان لانعقاد الفصائل الفلسطينية كافة في اجتماع حاسم تنبثق منه حكومة وطنية واحدة تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله، فالتنظيمات زائلة، والشعارات لا تدوم«.
واعتبر الفيصل »ان بقاء هذا الانقسام سيقدم للعدو الاسرائيلي انتصارا بعد انتصار وسيمنع الأمة العربية من الحركة الفعالة لنجدة شعب فلسطين«. وأكد »ان أمتكم العربية لا تستطيع ان تمد لكم يد العون الحقيقي اذا لم يمد الواحد منكم يد المحبة للآخر.. ان أمتكم العربية لا يهمها توزيع التهم او اللوم على هذا الجانب او ذاك، ولكن يهمها ان ينتهي كابوس الفرقة المرعب«.
بدوره، طالب الأمين العام للجامعة العربية، الفصائل الفلسطينية بالاجتماع للتوصل الى اتفاق مصالحة وطنية. وقال »اننا نطالب القادة الفلسطينيين من كافة المشارب والاتجاهات ان يرتفعوا الى مستوى الأحداث وان يشكلوا فورا.. فورا صفا واحدا يقفون فيه امام عدوهم فيقاومون او يتفاوضون من منطلق قوة الوحدة«.

المصدر: وكالات

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...