الصحة تكشف: 40% من عامة السوريين يحتاجون إلى دعم نفسي اجتماعي

25-02-2015

الصحة تكشف: 40% من عامة السوريين يحتاجون إلى دعم نفسي اجتماعي

كان للأزمة آثار حادة ليس على بنى البلد التحتية والاقتصادية بل طال أثرها نفسية الإنسان وخاصة شريحة الأطفال والشباب وجعلتهم الأحداث ضحية الأمراض النفسية والصحية وأصبحوا بذلك أرواحاً كهلة في أجساد نضرة.

وفي هذا السياق كشفت وزارة الصحة عن بعض ما لديها من أرقام ومعلومات وعلى الرغم من قلتها فهي تحمل دلائل خطرة عن الأثر الذي أحدثته الأزمة في نفوس وعقول المواطن السوري والأثر الأكبر الذي ستتركه وراءها ومن ضمن هذه الأرقام والمعلومات: أن نسبة ازدياد الاضطرابات النفسية وصلت إلى 25% عما كانت عليه قبل الأزمة وأن هناك 40% من عامة الناس باتوا اليوم يحتاجون إلى دعم نفسي اجتماعي، إضافة إلى محاولات انتحار لدى هؤلاء المرضى النفسيين في نسبة تصل إلى 15% لدى مرضى الاكتئاب وكذلك مرضى الذهانين وبالتأكيد هناك بعض محاولات تكون ناجحة.

وأشارت الوزارة في تقرير لها إلى أن أكثر الفئات العمرية تضرراً هم الأطفال أولاً وذوو الاحتياجات الخاصة والمرضى المزمنون.

والسؤال هنا: هل ستترك الأزمة في سورية جيلاً كاملاً من الأطفال والشباب الذين يعانون اضطرابات نفسية؟

وأضافت الوزارة: إنه دائماً في الأوضاع الإنسانية الطارئة والأزمات والكوارث وغيرها تزداد الاضطرابات النفسية بسبب الشدات التي يتعرض لها الأفراد في المجتمع مشيرة إلى أن الأغلبية العظمى تتكيف وتتأقلم مع الوضع الجديد دون الحاجة إلى علاج أو حتى دعم نفسي اجتماعي والبعض بسبب الفقدان والخسارة التي يتعرضون لها في صحتهم أو ممتلكاتهم أو أعمالهم أو الأمن والطمأنينة وغيرها قد يحتاج إلى دعم نفسي اجتماعي أو علاج نفسي دوائي وغالباً هذه الحالات تكون بين الخفيفة والمتوسطة. وأوضحت الوزارة أن زيادة الاضطرابات النفسية ستؤدي حتماً إلى زيادة على طلب الدواء النفسي وذكرت الوزارة أن الأدوية متوافرة في جميع المشافي والمراكز والعيادات التي تقدم الخدمة النفسية بكميات جيدة وكافية إضافة إلى تقديم كل أنواع العلاجات الطبية والنفسية حيث يقدم المعالجون النفسيون علاجات سلوكية ومعرفية وأسرية وغيرها من التواصل وتمكين الأفراد للتغلب على المشاكل والمساعدة في إيجاد الحلول لها. وفي ضوء ذلك أوضحت الوزارة أن لديها شبكة واسعة من المشافي والمراكز والعيادات التي تقدم الخدمة النفسية منها مشاف تخصصية مثل مشفى ابن رشد ومشفى ابن خلدون وابن سينا ومنها مشاف فيها عيادات أو شعب مثل مشفى دمشق ومشفى اللاذقية وطرطوس والسويداء وأغلب المحافظات السورية وهذه الخدمات إما تقدم عن طريق طبيب نفسي أو طبيب مدرب على الاضطرابات النفسية وأشارت الوزارة إلى أن مديرية الصحة النفسية تقوم بعملها على أكمل وجه من حيث وضع الخطط والبرامج ومتابعة الأدوية النفسية والإشراف الفني على خدمات الصحة النفسية في المشافي والمراكز الصحية والعيادات والمساهمة في تدريب الكوادر الصحية اللازمة لخدماتها والعمل على تطوير تشريعات الصحة النفسية وغيرها.

وعلى الرغم من وجود تشريع في سورية بخصوص الصحة العقلية إلا أنه يعود للعام 1953 ما يجعله غير مواكب للوقت الحالي، وقد صاغت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تشريعات جيدة تتعلق بالصحة العقلية في عام 2010 لكن لم يتم التصديق عليها بعد، كما تمت مراجعة سياسة الصحة العقلية في سورية عام 2007 وأقرت رسمياً في 2011 والتي تهدف إلى دمج الصحة العقلية في الرعاية الصحية الأولية ونظم الرعاية الصحية الثانوية عبر اشتراك مهنيي الصحة العقلية في مركز الرعاية الصحية، وإدراج وحدات الطب النفسي ضمن المستشفيات العامة وتنظم حملات توعية للحد من وصمة العار المرتبطة باضطرابات الصحة العقلية، كما تم إنشاء بعام 2011 مديرية للطب النفسي بوزارة الصحة حسب ما أشار إليه مصدر بوزارة الصحة.

عمار الياسين- هبة نصر

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...