السيسي يقترح تشكيل «قوات عربية مشتركة»: جيل رابع من الحروب يهدد المنطقة بأكملها

23-02-2015

السيسي يقترح تشكيل «قوات عربية مشتركة»: جيل رابع من الحروب يهدد المنطقة بأكملها

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إلى تشكيل قوات عربية مشتركة، باعتبارها ضرورة ملحّة، بالنظر إلى التحديات الضخمة التي تواجهها الدول العربية كافة، محذرًا من أن مصر والمنطقة العربية بالكامل تواجه ما يعرف بـ «الجيل الرابع من الحروب» الذي يُستخدم فيه الإرهاب والتكنولوجيا الحديثة، ومن بينها ظاهرة «التسريبات» التي نفى بشكل قاطع ما نُسب إليه فيها، خصوصًا في ما يتعلق بالعلاقات مع الدول الخليجية.السيسي متحدثا إلى مهاب رئيس هيئة قناة السويس حول مشروع القناة خلال زيارته أمس (رويترز)
وجاء كلام الرئيس المصري في خطاب متلفز، بعنوان «خطاب الرئيس»، وقال السيسي إنه حريص على أن يتكرر شهريًّا الحديث عن كل الأمور التي تهم مصر، والتحدث إلى الشعب المصري «بشكل مباشر ومن دون وسيط».
واستهل السيسي خطابه المتلفز بتقديم التعازي للمصريين في رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية الذين سقطوا في الحرب ضد الإرهاب والمصريين الذين قتلوا في المجزرة الكروية في الاستاد الجوي، والذين قتلوا على أيدي تنظيم «داعش» في ليبيا.
وأضاف السيسي أن القوات المسلحة المصرية ثأرت «بمنتهى الحسم والقوة» لدماء أبناء مصر الذين قُتلوا في ليبيا، مؤكدًا أن ما قامت به كان ردًّا على هذه الجريمة.
وأضاف: «نحن لا نعتدي، ولا نهاجم، ولا نغزو، لكننا نحمي بلدنا وشعبنا»، مكررًا ما قاله خلال زيارته المنطقة الغربية على الحدود مع ليبيا الأسبوع الماضي بأن «رد فعل القوات المسلحة كان محل تقدير كل المصريين والأشقاء العرب والكثير من دول العالم».
وتابع: «نحن جيش لا يعتدي على أحد، ولا يغزو أراضيَ أحد، وطوال السنوات الماضية، وحتى الآن، كنا نحمي حدودنا من داخل أرضنا، ولم يحصل أن اعتدينا أو غزونا.. وهذه قيم مصر وشعبها وقواتها المسلحة».
وتطرق السيسي إلى الضربات الجوية في ليبيا، قائلًا: «تم توجيه ضربات لـ13 هدفا، وهي أهداف تمت دراستها واستطلاعها وجمع البيانات المتعلقة بمكانها وبالموجودين فيها بدقة، نافيًا بذلك ما تردد عن «االقيام بعمليات عسكرية ضد مدنيين»، وكاشفًا في هذا الإطار عن أنه «خلال شهر رمضان الماضي، كانت عناصر إرهابية تتناول الإفطار بعدد ضخم، ولكن تم إيقاف العملية (ضربهم) بسبب وجود أطفال ونساء بينهم».
وفي سياق الحديث عن الحرب على الإرهاب، قال السيسي أن الملك الأردني عبد الله الثاني عرض عليه إرسال قوات لمواجهة هذا الخطر، وأن هذا الأمر عرضته أيضًا دول خليجية أخرى، لا سيما الإمارات.
وشدَّدَ السيسي على أن «تشكيل قوات عربية مشتركة بات ضرورة ملحّة، لأن التحديات التي تقابل دولنا ضخمة جدًّا، ونحن نستطيع التغلب عليها إذا عملنا جنبًا إلى جنب».
وأكد السيسي أن القوات المسلحة تقوم بواجبها بشكل كامل على الجبهة الغربية (ليبيا) والجبهة الشرقية (سيناء) والجبهة الجنوبية.
وفي ما يتعلق بمقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ وأحداث استاد الدفاع الجوي، قال السيسي إن «أي مسؤول يثبت تقصيره سيحاسب»، مضيفًا أن هذين الملفَين أمام النيابة العامة، وأن لا مصلحة في إهمال حقوق الناس أو التجاوز بحقهم. وتابع: «بمجرد انتهاء تحقيقات النيابة العامة سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة».
وفي جردة حساب للأشهر الثمانية التي أعقبت انتخابه رئيسًا للجمهورية «في ظروف بالغة الدقة»، قال السيسي: «كان هناك تجميد لعضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، ولم يكن هناك اعتراف بالتغير الذي حصل في مصر، وعدم تفهم لحقيقة ما يجري في مصر، فضلًا عن الموقف الاقتصادي والموقف الأمني»، مضيفًا أن «مصر اليوم استعادت عضويتها في الاتحاد الأفريقي، وقمنا بزيارات لدول أفريقية عدة (الجزائر، غينيا الاستوائية، إثيوبيا)، وقد حصل تطور في الموقف الإثيوبي، ومصر بدأت تستعيد مكانتها على المستوى الأفريقي».
وتابع: «على المستوى الأوروبي، استقبلنا رؤساء دول أوروبية، وزرنا دولًا عدّة، وثمة مزيد من التفهم والانفتاح على دعم العلاقات مع مصر»، مضيفًا: «لقد منحنا فرصة لتلك الدول لكي تتفهم حقيقة ما يجري في مصر وباقي دول المنطقة، وقد صبرنا كثيرًا في هذا الإطار، لكن ذلك أتى بنتيجة»، ومشيرًا في هذا الخصوص إلى صفقة التسلح مع فرنسا، في إشارة إلى شراء 24 طائرة «رافال» وفرقاطة عسكرية وعدد من المنظومات العسكرية.
وفي ما يتعلق بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر، قال السيسي إن المحادثات كانت مثمرة، مشيرًا بشكل خاص إلى أهمية التعاون الروسي ـــ المصري في تطوير مفاعل الضبعة النووي، باعتباره ضرورة في مجال تنويع مصادر الطاقة، ومطمئنًّا إلى أن «مصر دولة ناضجة جدًّا، ولا تغامر، وليس لديها أي أجندة تخفيها»، وأن «مصر ملتزمة باتفاقية حظر الانتشار النووي، ولكن من حقها استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية».
وشدد السيسي على أن مصر في حاجة إلى الانفتاح على كل دول العالم، مشيرًا في هذا الخصوص إلى أن القاهرة ستستقبل الرئيس الصيني في نيسان المقبل.
وفي ما يتعلق بـ «التهديدات القائمة في الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة»، قال السيسي إن «مصر لم تنجح في 30 حزيران (2013)، لولا وحدة المصريين، وما يجري اليوم هدفه تمزيق مصر والمنطقة بالكامل»، داعيًا إلى أن يأخذ المتنافسون في الانتخابات البرلمانية المقبلة هذا الأمر في الحسبان خلال خوضهم المعركة الانتخابية.
وأشار السيسي إلى أنه اقترح على الأحزاب المصرية تشكيل قائمة واحدة توافقية، للحفاظ على وحدة مصر.
وفي إشارة إلى التسريبات التي تناولت «إساءات» مزعومة ضد دول الخليج، حذر السيسي من أن «الجيل الرابع من الحروب في منتهى الخطورة، ويتم استخدامه في مصر والمنطقة العربية بالكامل»، لافتًا إلى أن هذا الجيل «يُستخدَم فيه الإرهاب ووسائل الاتصال الحديثة والشائعات والحرب النفسية في إطار منظومة متكاملة».
وأضاف: «لقد التقيت بكل أطياف المجتمع المصري، وتحدثت كلامًا مسجلًا بالصوت والصورة لما يقرب الألف ساعة... ولا يوجد فيه أي تجاوز أو إساءة بحق دول أو فصائل أو جماعات أو كيانات».
وتابع: «في إطار الجيل الرابع من الحروب، وفي ظل حرب المعلومات التي يُستخدَم فيها العلم والفن والتكنولوجيا، يمكن أخذ أي كلام وتحويره لتحقيق أهداف معينة»، مضيفًا: «أنا لا أتجاوز ولا أسمح لأحد أن يتجاوز أمامي».
وقال السيسي: «لن أوضح أكثر من ذلك، لكن على أشقائنا في الخليج أن يدركوا أننا ننظر إليهم بكل تقدير واحترام وحب»، مشددًا على ضرورة التنبه إلى «كل محاولات إثارة الخلاف والشقاق»، ومؤكدًا أن «الدعم من قبل أشقائنا في الخليج، خصوصًا في السعودية والإمارات والكويت، كان أحد الأسباب الرئيسية التي سمحت لمصر بالوقوف أمام كل التحديات».
وتطرق السيسي إلى بعض ما تحقق في الداخل على مستوى «العدالة الاجتماعية»، مشيرًا على وجه الخصوص إلى المجالس التخصصية التي تشكلت لحل المشاكل الاجتماعية، وإجراءات أخرى من بينها إطلاق سراح الغارمات، أي النساء اللواتي سجنَّ لعدم تمكنهنَّ من تسديد الديون، متعهدًا بتوفير الدعم للفلاحين، والاهتمام بشؤون القرى وذوي الاحتياجات الخاصة، وإيجاد حل لظاهرة أطفال الشوارع.
كما تحدث عن الشباب المسجونين على خلفيات سياسية، مقرًّا بأن الكثير منهم أبرياء، ومجددًا التأكيد أنه خلال الأيام المقبلة سيتم الإفراج عن دفعة أولى منهم.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...