الدراما التركية تجتاح اللاذقية

26-05-2008

الدراما التركية تجتاح اللاذقية

«لميس، يحيى، رفيف، عمر» وسواهم من الممثلين الأتراك بأسماء عربية استحوذوا على عقوللقطة من «سنوات الضياع». الشباب السوري من خلال مسلسل «سنوات الضياع».

وسرعان ما أضحت أحداث هذا المسلسل منطلقاً لإقامة تجمعات شبابية في المقاهي وكافتيريات الجامعات، حيث تكثر التساؤلات والتوقعات عن مجرى الأحداث المقبلة.

تعلق الشباب السوري بهذا المسلسل وصل إلى حد تذمر بعض الطلاب من مواعيد الامتحانات التي تصادف في الفترة ذاتها التي يبث فيها. وإن دلّ هذا على شيء فعلى جاذبية قصص المسلسلات التركية وممثليها. وقد وصل الأمر ببعض الشباب السوريين إلى تقليد شارب يحيى (بولنت إينال) كما أصبحت قصة شعر لميس (توبة بويوكوستن) موضة مطلوبة في صالونات التجميل السورية.

تدور أحداث المسلسل الذي ينتمي إلى خط الدراما الاجتماعية حول رفيف الفتاة الحسناء التي تحب يحيى حباً كبيراً، وبعد ان يتفقا على الزواج، يقع حادث ليحيى يغير من خططهما، وفي هذه الأثناء تتعرف «رفيف» الى عمر ابن صاحب المصنع (عمر) الذي تعمل فيه، وتتعلق به، حتى إنها تنسى حبها ليحيى الذي يقع في غرام لميس. ويطرح المسلسل قضايا اجتماعية واقعية نجدها في مختلف المجتمعات، من مشكلة الفقر المدقع إلى مغريات العمل، والمظاهر الخارجية، والرفاهية الفارغة، وصولاً إلى ما تخلفه الأموال في نفوس البشر، وتتصاعد أحداث المسلسل عندما تسيطر مشاعر الانتقام على النفوس، وعندما ينخدع الإنسان بمظاهر الرفاهية والمال.

وتقول الجامعية إيناس إبراهيم: «إننا مقبلون على اجتياح درامي تركي، في وقت أضحت فيه الدراما السورية تقليدية وبحاجة إلى الخروج من التقليد إلى ميدان التجديد في الشكل والمضمون»، وهو الأمر الذي يعني برأيها إن المنافسة المقبلة ستكون «بين الدراما العربية والدراما التركية وليس بين الدراما العربية والدراما العربية كما كان شائعاً». ويوافق عمار خلوف (طالب أدب إنكليزي) إيناس الرأي بإن تكرار المشاهد وتشابه مواضيع المسلسلات السورية سيدفع المشاهدين الى الانصراف لمتابعة أعمال فنية أخرى. ولعل من أبرز العوامل الأخرى التي حققت جماهيرية واسعة لمسلسل «سنوات الضياع» الدبلجة السورية على لسان فنانين سوريين معروفين، مثل ميسون أبو أسعد وأناهيد فياض وزهير درويش وعباس الحاوي وعلي كريم وإياس أبو غزالة.

ويقول مهند علي (خريج علم اجتماع): «إن جعل المسلسل ناطقاً باللهجة الشامية بدلاً من الفصحى التي كانت سائدة زمن المسلسلات المكسيكية الذي ولى، أعطى المسلسل خصوصية جمعت بين اللكنة الشامية والجمال التركي الذي أسر قلوب الشباب السوري».

عامل آخر ساهم أيضاً في إنجاح هذه الدراما وهو القيم المشتركة بين المجتمعات العربية والمجتمع التركي. «هذه القيم تعكس عادات وتقاليد متشابهة قريبة من الوجدان»، يقول سامي خيربك.

ومهما تعددت الآراء فإن دور الدراما التركية جاء ليشكل جديد شاشات التلفزة العربية بعد المسلسلات السورية المعروفة مثل «حمام القيشاني»، «ليالي الصالحية» و «باب الحارة» وغيرها الكثير. هذا الجديد يتناول قضايا اجتماعية وإنسانية تدور في سياق قصص متشابكة وذات حبكة درامية متسارعة تضمن حماسة المشاهد وعدم تسرب الملل إليه. وتتميز المسلسلات التركية، برأي بعض المحللين، بقدرتها على الدمج بين اللمسة الرومانسية التي تلون هذه المسلسلات والمناظر الطبيعية الخلابة المشابهة لأوروبا وبين عادات المجتمع الشرقي وتقاليده، كون المجتمع التركي يجمع بين الغرب والشرق.

ويرى بعضهم إن «سنوات الضياع» ساهم في استرجاع ذاكرة الإنسان العربي في ما يخص الجارة التركية، التي كنا أكثر قرباً إليها عندما استورد العرب منها: الشيشة والفلافل والحمص والكباب والشوشبرك، إلى جانب روايات عزيز نيسين التي تحول معظمها إلى حلقات تلفزيونية في مسلسل «مرايا» التي اختص بها الفنان السوري ياسر العظمة.

عفراء محمد

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...