الجمعية العامة تعتمد«تقريرغولدستون»وباب مجلس الأمن يبقى موصداً

06-11-2009

الجمعية العامة تعتمد«تقريرغولدستون»وباب مجلس الأمن يبقى موصداً

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة امس، بأغلبية 114 صوتاً في مقابل معارضة 18 دولة، من بينها الولايات المتحدة، وامتناع 44 دولة غالبيتها من الدول الأوروبية، عن التصويت، قراراً يعلن «تأييد» توصيات تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل في عدوانها الأخير على قطاع غزة، وذلك بعد تمسك الدول العربية بصيغة المشروع الذي تقدمت به، من دون تعديل، وعلى إثر مفاوضات مكثفة مع الجانب الأوروبي استمرت حتى اللحظات الأخيرة قبل التصويت على القرار.
ويطلب القرار الذي انتقدته البعثتان الأمركية والإسرائيلية من الأمين العام إحالة تقرير غولدستون الى مجلس الأمن الدولي، ويدعو الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى إجراء تحقيقات مستقلة ذات مصداقية في الانتهاكات التي أوردها غولدستون. كما يطلب القرار من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، تقديم تقرير إلى الجمعية العامة خلال ثلاثة اشهر حول التقدم الذي تحقق في تنفيذه، والنظر في إحالة الملف إلى أجهزة أخرى في الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، لاتخاذ إجراءات أخرى في حالة عدم الاستجابة للقرار.
وكان مندوب السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة رياض منصور، قد ألمح قبيل التصويت، إلى استعداد عدد من الدول العربية الموصوفة بـ«الاعتدال»، للاستجابة الى طلب الأوروبيين تعديل الفقرة الأولى من القرار التي تعلن «تأييد» تقرير غولدستون، والاكتفاء «بالترحيب» به، أو «اخذه بالاعتبار»، وذلك أملاً في الحصول على دعم عدد أكبر من الدول الأوروبية، مما كان سيمــنحه المزيــد من المصداقيــة من وجــهة نظرها، ويسمح ببــقاء التقــرير حياً قيد المداولة في أجهزة الأمم المتحدة.
ولكن سوريا التي ترأس المجموعة العربية في الأمم المتحدة لشهر تشرين الثاني الحالي، دعت الى اجتماع للسفراء العرب قبل ساعات من جلسة التصويت على القرار في الجمعية العامة، وذلك بعد أن كانت قد أبدت «ملاحظات» على القرار ووصفته «بالضعيف» وأنه يساوي بين الضحية والجلاد.
وبدا أن عدداً كبيراً من الدول العربية يعارض إدخال تعديلات على قرار رأوه معتدلاً في الأساس، وبالتالي خرج الجعفري بصحبة مندوب فلسطين بعد نحو ساعتين من الاجتماع ليعلنا أن المجموعة العربية قررت دفع المشروع للتصويت، من دون تعديل.
وقال الجعفري للصحافيين إن «هناك إجماعاً على المضي قدماً بتقديم مشروع القرار والتشبث به من دون أي تعديل». ورداً على سؤال حول تصريحاته السابقة بشأن تحفظه على القرار، ورفض سوريا إضافة اسمها الى قائمة الدول العربية التي ترعى القرار، قال الجعفري «هذا الكلام غير دقيق وغير صحيح. سوريا تدعم الجهد العربي الإجماعي، وكنا قد أثرنا ملاحظات وليس تحفظات حول هذا المشروع، ولذلك قررنا كمجموعة عربية المضي قدما في صوت واحد لدعم مشروع القرار». أما منصور، الذي بدا أنه تعرض لضغوط عربية، فقال إن المجموعة العربية رأت «أن المصلحة العربية والمصلحة الفلسطينية تقتضي أن يبقى المشروع كما هو». 
وقالت مصادر أن دولاً عربية عديدة حذرت المندوب الفلسطيني من أن سعيه للحصول على أصوات الأوروبيين، سيؤدي الى امتناعها عن التصويت لمصلحة القرار. وقال ممثل دولة عربية طلب عدم ذكر اسمه «قلنا لهم (للفلسطينيين) إنه لو حصل تعديل، فسيحدث انشقاق كبير في المجموعة العربية وهذا خطير».
ورغم تأييد الجمعية العامة للقرار بهذه الأغلبية، فإن باب مجلس الأمن يبقى موصداً أمام فرص تداول التقرير أو اتخاذ قرارات بشأنه في ضوء معارضة الولايات المتحدة لتلك الخطوة، وكذلك تحفظ دول عديدة على مناقشة مجلس الأمن لقضايا تتصل بحقوق الإنسان، ومن بينها روسيا والصين. ولكن الدول العربية قالت إن المهم بالنسبة لها في هذه الفترة إبقاء تقرير غولدستون حياً لممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل للقبول بمبدأ المحاسبة والقيام بتحقيقات جدية في الانتهاكات التي وردت في تقرير غولدستون.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...