التسلل الإسرائيلي فوق سوريا يثير تساؤلات تركية

10-09-2007

التسلل الإسرائيلي فوق سوريا يثير تساؤلات تركية

استمرت في تركيا امس، تداعيات الخرق الاسرائيلي للأجواء السورية ليل الاربعاء الخميس الماضي، في ظل الحديث عن ان المقاتلات الاسرائيلية دخلت الى سوريا من البحر لكنها خرجت الى الأراضي التركية، اذ طلبت أنقرة رسميا من تل ابيب، توضيحات بعدما عثرت على خزاني وقود على أراضيها قرب الحدود السورية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية ان الوزير علي باباجان طلب من اسرائيل توضيحات حول الحادثة إلا انه لم يلق جوابا. وكانت الصحف الاسرائيلية أشارت امس الاول الى ان وزارة الخارجية التركية استدعت مسؤولا إسرائيليا للاستفسار عن الحادثة. وقال مصدر دبلوماسي تركي «طلبنا من إسرائيل توضيح ما حدث»، مضيفا أن السلطات التركية تحاول التحقق مما إذا كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية انتهكت المجال الجوي التركي لفترة وجيزة.
وكان لافتا مرور انتهاك الطائرات الحربية الاسرائيلية للأجواء السورية عبر تركيا من دون ردود فعل أو تعليقات من جانب السلطات التركية، أو حتى من جانب وسائل الاعلام، فضلا عن القوات المسلحة خصوصا. وكانت وزارة الخارجية التركية قد اكتفت الخميس الماضي بإصدار بيان يعبر عن القلق من أن تفتح مثل هذه الاحداث على توترات، متمنية أن تتحرك الاطراف بهدوء وتأن.
وأشار مقال في صحيفة «يني شفق» المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، الى ان رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان وعلي باباجان، كما رئيس الجمهورية عبد الله غول، قد التزموا الصمت. أكثر من ذلك، تشير الصحيفة الى ان رئاسة أركان الجيش التي لا تغلق فمها عند أي حادث صغير، لا تزال تلتزم الصمت ما دام الأمر لا يتعلق بحزب العمال الكردستاني. وذكر المقال انه حتى زعماء المعارضة الذين كانوا يتهمون حزب العدالة والتنمية خلال الحملة الانتخابية بأنه حزب «اميركي ـ اسرائيلي»، ايضا التزموا الصمت.
وفي الصحافة التركية، تجاهلت معظم وسائل الاعلام التعليق على الحادثة، ولم تقم بانتقادها خصوصا انها على الحدود التركية بل ربما داخلها.
وتتساءل الصحيفة قائلة «كيف يمكن إيضاح انه لم يصدر أي بيان تركي يقول على الأقل انه يقابل بأسف انتهاك أراضي دولة صديقة وجارة مثل سوريا.. لا سيما ان هناك ادعاءات رهيبة تشير الى ان الطائرات الاسرائيلية عبرت تركيا أو حلقت فوقها».
في موازاة ذلك، نشرت صحيفة «حرييت» معلومات مهمة جدا عما حدث ليل الاربعاء الخميس بين سوريا وإسرائيل، مشيرة الى ان المقاتلات ألقت خزاني وقود فوق الأراضي التركية لتسهيل هربها، فيما كانت مهمتها جمع معلومات استخباراتية عن محطات مراقبة أو رادارت في الأراضي السورية في نقطة مقابلة لمنطقة شانلي اورفة التركية.
وذكرت الصحيفة من دون ان تذكر مصادرها أن عدد الطائرات الاسرائيلية كان من ثلاث الى اربع طائرات ومن طراز «اف 15 ـ أي» التي صنعتها شركة بوينغ الاميركية والتي حصلت اسرائيل على 25 منها نظرا لإمكانية هذه الطائرات التحليق لمسافات طويلة تبلغ 1300 كلم بفضل خزانات الوقود الاضافية فيها والتي يقال انها تستهدف ضرب ايران.
وأشارت الصحـيفة الى ان الطائرات الاسرائيلية عبرت الى الاراضي السورية في الســاعة الثانية عشرة منتصف ليل الاربعاء الخميس عبر قضــاء سامان داغ في محافظة هاتاي (الاسكندرون) عند الحدود الســورية ثم اتجهت شمالا عبر منطقة كيريك خان محلقة على ارتفاع منخفض جدا.
وقال مواطنون في هذه الأقضية ان الطائرات كانت تحلق على ارتفاع 500 متر فقط وأن زجاج المنازل قد ارتجّ. وما لبثت الطائرات ان اختفت فوق قضاء حسة في هاتاي. ولكن بعد 15 دقيقة عادت هذه الطائرات لكن هذه المرة من جهة الشمال الى الجنوب، ايضا على ارتفاع منخفض جدا. وفي هذه الاثناء، أسقطت الطائرات الاسرائيلية خزانين من الوقود في قضاء اوغوزيلي عند مزرعة بويوكغير على بعد 3 كيلومترات من الحدود السورية.
وذكرت الصحيفة ان طــول كل خزان هو اربعة امتار وسعة كل منهما 600 غالون او 2268 ليترا. وقد اكتشفها رعاة في خراج مزرعة بويوكغير عندما كانوا يجمعون الحشيش للأغنام.
ووفقا لخبراء، لفتت الصحيفة الى ان الطائرات الاسرائيلية كانت تريد جمع معلومات حول محطات مراقبة سورية في المنطقة المقابلة لشانلي اورفة، وان سوريا أطلقت صواريخ «سام» ما اضطر الطائرات الاسرائيلية للقيام بمناورة للتخلص من خزانات الوقود وتسريع هربها.
وبعد.. هل تفتح هذه الحادثة ملف التعاون العسكري بين تركيا واسرائيل؟ وهل تهدف اسرائيل الى إحداث توتر في العلاقات بين أنقرة ودمشق؟

محمد نور الدين

المصدر: السفر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...