البيان الوزاري للحكومة اللبنانية أواسط الأسبوع

19-07-2008

البيان الوزاري للحكومة اللبنانية أواسط الأسبوع

عقدت اللجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، امس، جلستها الثانية، وعزز من هذا الامر تأكيد وزير “حزب الله” في حقيبة العمل محمد فنيش، عضو اللجنة الانتهاء من صياغة البيان في وقت قريب، فيما اكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان عشية تسلمه دعوة رسمية من الرئيس بشار الاسد لزيارة دمشق يسلمه اياها وزير الخارجية وليد المعلم بعد غد الاثنين، ان لبنان على ابواب مرحلة جديدة من العلاقات الاقليمية والدولية تساعده على ان يعود ليلعب دوره على مستوى المنطقة والعالم.

وتواصلت الانعكاسات الايجابية التي ارساها الامين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصر الله مؤخرا، وقد علق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس عليه وعلى كلام فنيش، واعتبر ان هذا الكلام ايجابي، وقال إنه لا داعي للتوتر بالنسبة لصياغة البيان الوزاري.

وردا على سؤال قال السنيورة: “أعتقد أن الكلام الذي قاله الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصر الله أخيرا أمر مهم جدا، إضافة إلى ما قاله الوزير محمد فنيش حول موضوع الدولة وسيادتها، منذ يومين”. مشيراً إلى ان في موضوع الدفاع عن لبنان وحمايته، هذا أمر أساسي، والأمر الآخر هو الكلام على حماية الدولة، وهو أمر لم نتعود سماعه منذ فترة، إضافة إلى الكلام على الاستعداد للبحث والتشاور.

وحول زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بيروت بعد غد الاثنين، قال السنيورة “مسيرتي خلال الأعوام الثلاثة الماضية كانت أننا وسوريا بلدان شقيقان، وكل واحد يجب أن يكون حريصا على سيادة بلده واستقلاله، ولم أغير يوما في هذا الأمر، حتى العبارات التي استعملها لم تتغير، وأنا على ثقة بأن هذا هو الطريق الصحيح، لبنان وسوريا بلدان متجاوران ولديهما مصالح مشتركة، ولكن شقيقان يحترم كل واحد منهما الآخر، ويحترم استقلاله وسيادته. في المرة الماضية وبعد حصول الحكومة على الثقة كانت أول زيارة لي إلى الخارج لدمشق، أنا لم اقل مرة في حياتي إنني لا أريد أن اذهب إلى دمشق”.

وعما اذا سيكون مع الرئيس ميشال سليمان في زيارته لدمشق قال: “هناك دعوة ستوجه إلى الرئيس، ولكن عندما توجه دعوة من القيادة السورية إلى رئيس الوزراء يلبي رئيس الوزراء هذه الدعوة لبحث كل الأمور بهدوء وعقلانية وفي رغبة في إيجاد وسائل تعاون”.

ونقلت مصادر اعلامية عن اوساط مطلعة قولها إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فتح المجال أكثر أمام حصول لقاءات ثنائية سواء مع رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط أو مع رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري.

وأوضحت أنه من المرجح حصول هذا الأمر بعد الانتهاء من وضع اللجنة الوزارية مسودة البيان الوزاري وبالتالي نيل الحكومة الثقة على أساس هذا البيان.

وأشارت المصادر إلى الدردشة الجانبية التي حصلت بين وزير العمل محمد فنيش والنائب جنبلاط الخميس وما يمكن أن يعنيه ذلك من اتجاه نحو فتح صفحة جديدة من العلاقات التي مرت بفترة متوترة جداً إلى درجة المقاطعة.

من جهته اكد عضو اللجنة الوزارية المكلفة اعداد البيان الوزاري الوزير فنيش ان اللجنة لم تدخل في تفاصيل البيان الوزاري، واقتصر البحث في العناوين واعتبر ان صياغات تحضر لوضعها على طاولة النقاش وأمل الانتهاء من وضع البيان الوزاري بصيغته النهائية ورفعه إلى مجلس الوزراء في وقت قريب، متوقعاً ان يعقد المجلس جلسة لإقرار البيان الاثنين او الثلاثاء المقبلين، وفي حال تم ذلك في هذا الموعد فإن مجلس النواب يفترض ان يُعقد الخميس او السبت لإعطاء الحكومة الثقة على اساسه.

واكدت مصادر سياسية ان اعداد البيان الوزاري لن يستغرق سوى ايام قليلة، وتوقعت ان تمثل الحكومة قبل نهاية الاسبوع المقبل امام المجلس النيابي لنيل الثقة. وكشف مصدر وزاري من قوى المعارضة ان اجواء جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري كانت ايجابية للغاية وقد تم التوافق على الخطوط العريضة للبيان الوزاري الذي يستند إلى خطاب القسم لرئيس الجمهورية. بدوره اكد وزير من قوى الموالاة ان كلام الرئيس سليمان خلال الجلسة حدد ثوابت الموقف السياسي وأسس العمل الحكومي الذي سيقوم مبدأ التعاون.

واعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ان “الاسرى المحررين هم اليوم يخوضون مرحلة جديدة ونأمل ان نعبر عن ارادة وطنية جامعة تجسدها الرئاسة الجديدة والحكومة الوطنية لأننا واجهنا العدو ودافعنا عن وطننا وعن كل شعبنا وطوائفه ومناطقه ما كنا نريد مشروعا خاصاً للبلد بل اردنا ان نصون كرامة البلد وكنا نريد ان نعيش احرارا وان نستثمر مياهنا على ترابنا من دون ان يمنعنا عدو او يحول بيننا مستكبر طامع، كنا نريد ان نحقق ارادة شعبنا وسيادته”.

من جانبه اعتبر نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري امس ألا مشكلة في شأن بنود البيان الوزاري وان الوضع الاقليمي يساعد على حلحلة الامور العالقة وكذلك ما حدث في باريس والخطاب الرئاسي.

بدوره اشار عضو اللقاء الديمقراطي النائب اكرم شهيب إلى ان خطاب النائب وليد جنبلاط في عبية اتسم بالانفتاح ذاته الذي أبداه الامين العام لحزب الله وتضمن فرضيات عديدة قابلة للنقاش على طاولة الحوار اذا ما اخذ بها تكون خطوة متقدمة من اجل حل القضايا العالقة والاستمرار في مشروع الدولة لافتا إلى ان الانفتاح على حزب الله تلقفته كل شرائح قوى 14 آذار نافيا ان يكون خطاب جنبلاط تحضيرا لتحالف رباعي جديد ومحددا ثلاث مرجعيات للبيان الوزاري هي خطاب القسم واتفاق الدوحة والقرار 1701.

ورأى عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب فريد الخازن ان المسيرة تعكس التفاهم الحاصل اليوم والبيان الوزاري سيعكس بمضامينه هذا التفاهم، معتبرا اننا دخلنا في اجواء تفاؤل وايجابية على المستوى الخارجي وهذا أمر ايضاً يساعد على فك العقد المختلفة في لبنان ونقل الواقع اللبناني المأزوم إلى واقع آخر يعود بالنفع على الجميع وعلى لبنان.

بدوره نفى وزير الدولة علي قانصو وجود خلافات حول مضمون البيان وخصوصا مع المناخات الايجابية السائدة في البلد، وقال بعد لقائه امس السنيورة، ان البيان الوزاري سينجز سريعا لكي تستطيع الحكومة الذهاب إلى مجلس النواب وتأخذ ثقته وتباشر مهماتها رسمياً.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...