أوكرانيا وسوريا جبهتا الحرب العالمية الكبرى

19-02-2014

أوكرانيا وسوريا جبهتا الحرب العالمية الكبرى

الجمل ـ اناستازيا كوناليف ـ  ترجمة:مظهر عاقلة :             

بدأ يتكشف للعالم معالم جبهتي الحرب ذات الطبيعة القاسية، حرب تتميز باللاأخلاقية والصعوبة والمنحنى المتشابه ,إلا ان هذه الحرب هي الأقسى على اوكرانيا حيث إن غالبية السكان والنخبة يُعانون من فيروس الغرب,الغرب الذي لايملك إستقلالية لقراره السياسي وينفذ بأمانة المشروع الامريكي.
 روسيا تمكنت من تحقيق الإستقرار النسبي لكلا المعارضتين الأوكرانية والسورية وتسعى لتحقيق تسوية سلمية للنزاع السوري وعدم التدخل في الشأن الداخلي في اوكرانيا ,بينما الولايات المتحدة وتوابعها الغربية تعمل مع المعارضة بشكل مكثف لإجهاض أي تسوية  ,وهنا يمكننا القول بأن إحداث تغيير جذري يعتمد على قوة الإرادة للقيادة الروسية ومصداقية المعارضة .
في الجولة الثانية لمحادثات جنيف 2 لم يتم التوصل الى إتفاق بين المعارضة والوفد الحكومي السوري ويمكن القول إن المحادثات فشلت.وفي تصريح للأخضر الإبراهيمي مندوب الأمم المتحدة"أن الوفود يجب أن تعود لجنيف  فقط عندما يأتون برؤية واضحة ورغبة حقيقية للتفاوض"وأكد على أن التقدم في المفاوضات لا يعتمد على الوفدين فقط ولكن على المنسقين والمنظمين لجنيف2 -روسيا والولايات المتحدة.
يكمننا القول أن الإنجاز الوحيد كان الإتفاق على جدول الأعمال الذي طرح من قبل الإبراهيمي بمناقشة مكافحة الإرهاب والعنف وتشكيل هيئة الحكم الإنتقالي,والذي أصر فيه الوفد الحكومي على مناقشة بند مكافحة الإرهاب كمقدمة للبحث في المواضيع الأخرى والتي ينص عليها جنيف1 وقد صرح  مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري عن إستعداد الوفد الرسمي لمناقشة كل المواضيع بعد الإنتهاء من ملف الإرهاب ,في حين أصر وفد المعارضة على مناقشة تشكيل هيئة الحكم الإنتقالي كبند أول,نستطيع أن نستنتج أن الحكومة السورية تحاول كسب الوقت وهذا مايدفع واشنطن إلى عرقلة المخطط السوري وإن كان بإستحضار الخيار العسكري كحل للأزمة.
على الرغم من ضغوط دولية لاهوادة فيها وكبيرة على الرئيس الأسد وشعبه إلا أنهم أظهروا إرادة قوية ومدهشة ولم يسمحوا بإنزلاق الشرق الأوسط إلى فوضى مرعبة,على غرار ماحدث في ليبيا.


الحدود الروسية عانت من شتاء اوكراني طويل,شتاء يهدد بحرب أهلية.
لسنوات طويلة عملت المنظمات الحكومية وغير الحكومية، الأوربية منها والأمريكية، على تعبئة الشارع الاوكراني بإثارة قضايا الفساد وعدم الإستقرار و الأمن,وقامت الحكومة الحالية بإهدائها هذا على طبق من ذهب.. وخلافا"لسوريا, في اوكرانيا النخبة الوطنية والقوى الشعبية المحبة لاوكرانيا غير مستعدين للوقوف والتضحية حتى النهاية,والعامل الرئيسي في ذلك الحكومة الميؤوس منها والتي فقدت مصداقيتها باستمرارها في  الإختلاس والكذب..
حتى المناطق الموالية لروسيا ليست حريصة أيضا" للدفاع عنها,فالكثير من الشعب الاوكراني يفكرجديا" بإدراج البلاد في المشروع الأوربي.
في حين إن معظم الشعب السوري لن يهدي المعارضة إنتصارا يؤدي إلى المزيد من الدم والمجازر الجماعية.
في المستقبل القريب واشنطن لاتفكر في التدخل العسكري في اوكرانيا لأنه يعني الحرب مع روسيا. وإذا حاولنا أن نقارن بين المعارضة الاوكرانية والسورية .فلا الأولى ولا الثانية قادرة على السيطرة ولاحتى الإتفاق فيما بينها,والأكثر من ذلك المعارضة الاوكرانية في الوقت الحالي نازية في الميدان وتحمل الوجه "الإنساني"بالتفاوض مع الغرب وكذلك المعارضة السورية تجلس في الأمم المتحدة ويختبئ خلف وجهها الإسلاميين الراديكاليين قاطعي الرؤوس ومنتهجي الإبادة الجماعية للسكان المحليين.
علينا أن نعترف بأنه يُحضر لاوكرانيا سيناريو شبيه للسيناريو الليبي, إلا أن الغرب لم يجعلوا من الرئيس الاوكراني يونوكوفيش نظاما" قاتلا" بل يبعثون برسائل تحذره فيها من أن بقاءه سيؤدي إلى تفاقم الوضع وعليه الا يعيق "الديمقراطية" في الميدان.
القيادة الروسية لم تسمح بالتدخل العسكري ضد سوريا ,في حين تنتظر وتراقب الوضع في أوكرانيا ولا تحاول الضغط على المسؤولين في الميدان وأصدقائهم من الأوربين والامريكان وذلك من منطلق الحفاظ على السيادة الوطنية لاوكرانيا.
لاتملك روسيا حتى الآن سيناريو واضحا على هجوم الغرب على حدودها ولكن إن طالت الأزمة فإن الشهور القريبة ستظهر لنا إحدى السيناريوهات الروسية.
روسيا تلعب دورا نشيطا في الأزمة السورية  وذلك بفضل الشراكة الروسية الامريكية لضبط النزاع  والتأثير عليه والغرب يتقبل هذا الوضع,إلا أن أي بيان روسي بشأن الوضع الاوكراني يقابل بعاصفة من الانتقادات الغربية .
في الفترة الأخيرة طرأ تغيير واضح في ما يتعلق بالأزمة الاوكرانية وظهر ذلك من خلال إجتماع الرئيس بوتين ورئيس الوزراء الصيني شي جين يينغ في سوتشي، فقد صرح ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس :تطرق الجانبان للموضوع الاوكراني وأكدا على أهمية عدم جواز أي تدخل  خارجي في مايحدث. وهذا يدل على إدانة قاسية في حال أي تدخل,ولقد رأينا ذلك الإنطباع في مجلس الأمن للأمم المتحدة من خلال القرارات الروسية الصينية الصارمة.
قد تكون هناك مؤشرات لإمكانية الحل في اوكرانيا.روسيا لم تتدخل في الوضع الاوكراني ولم تلجأ للقانون الدولي ,في حين النازييون الجدد وأصدقاءهم الامريكيين أصحبوا اكثر تهديدا" لأمن اوكرانيا ومصالحها الوطنية.



18\02\2014

تُرجم عن www.evrazia.org

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...