أدوية نفسية وأخرى مخدرة تُباع في الشوارع

22-01-2012

أدوية نفسية وأخرى مخدرة تُباع في الشوارع

ألقت الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد منذ أشهر والاضطرابات الأمنية في بعض المحافظات السورية بثقلها على قطاع الدواء في سورية ما ساعد على استفحال بعض المشكلات مثل انتشار الأدوية المهربة، أو المزورة، وانتشار الأدوية النفسية «المخدرة» في بعض المناطق، وبيع بعض أنواع المستحضرات الدوائية على البسطات وفي المحال التجارية، وغيرها من المشكلات التي قد تكون جدّ مؤذية.
 
و قالت الدكتورة رجوة جبيلي معاون وزير الصحة لشؤون الدواء إن موضوع الرقابة الدوائية في سورية غير منفصل عن المشكلات التي تشهدها البلاد منذ أشهر، وقد تأثر مستوى وأداء هذه الرقابة بشدة خلال عام 2011 بسبب عدم تمكن الجهات الرقابية من الوصول إلى الكثير من المناطق المضطربة أمنياً، وقد تعرض عدد من موظفيها للاعتداء أو القتل وسياراتها للخطف والحرق، ما حال دون قدرة كوادرنا على القيام بواجبهم في المناطق المضطربة، على الرغم من ورود الكثير من الشكاوى حول مخالفات جسيمة تُرتكب في ظل الفوضى التي تشهدها بعض المناطق، وصلت إلى حد بيع بعض أنواع الدواء على البسطات وفي المحال التجارية، مضيفة إن نطاق عمل الرقابة الدوائية هو الصيدليات ومستودعات الدواء، ولكن الوزارة عملت وتعمل مع مديرية حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد والتجارة، والجهات المختصة الأخرى لمكافحة ظاهرة بيع الأدوية خارج الصيدليات وهي على الأغلب أدوية مهربة وقد يكون بعضها مزوراً، وتُعرض في شروط حفظ غير صحية، وقد تكون خطيرة لكونها لم تخضع للتحاليل المطلوبة التي تُجريها الوزارة قبل ترخيص الدواء.
من جهتها قالت الدكتورة ميساء نصر مديرة الرقابة الدوائية في وزارة الصحة إن مديريتها ودوائر الرقابة الدوائية في مديريات الصحة بدأت مطلع عام 2011 بتنفيذ التعليمات المتضمنة تكثيف جولات الرقابة على مستودعات الأدوية والصيدليات المنتشرة في المحافظات، وتوسيع كوادر الرقابة الدوائية من خلال تنظيم دورات تدريبية بدمشق لكوادر مديريات الصحة، وزيادة عدد العينات الدوائية المقطوفة من المعامل والمستودعات والصيدليات بهدف تحليلها والتأكد من سلامتها وجودة تصنيعها، ولكن سرعان ما عرقلت الأحداث الأمنية الخطة.
وأشارت نصر إلى أن فرق الرقابة الدوائية قامت بالجولات اللازمة خلال العام الماضي على معامل الدواء على الرغم من الظروف الأمنية، مؤكدة أن هذه المعامل تلتزم بشروط التصنيع الجيد، لافتة إلى أن المخالفات والمشكلات ازدادت بشكل ملحوظ في الكثير من الصيدليات، فالكثير من الصيادلة لم يعودوا قادرين على الوصول إلى صيدلياتهم ما دفعهم إلى تكليف أشخاص غير أكفّاء ببيع الدواء في الصيدليات، و«هذا أمر بالغ الخطورة والأذى كان موجوداً قبل الاضطرابات الأمنية ولكننا لم نعد قادرين على معالجته في ظل هذه الظروف».
وأضافت نصر: إن مشكلات أخرى كانت «الرقابة الدوائية» تكافحها ولم تعد قادرة على ذلك، مثل بيع الأدوية النفسية خارج السجلات الخاصة ومن دون وصفات طبية، مع ورود شكاوى بهذا الخصوص ومعلومات حول انتشارها في الشوارع في بعض المحافظات مثل حمص وحماة وإدلب، وهي على الأغلب تأتي من مصادر مجهولة خارجية وتنقلها أيدٍ عابثة عبر الحدود، وكذلك مشكلة انتشار الأدوية المهربة، أصبحت خارج نطاق السيطرة خصوصاً مع ورود معلومات عن انتشارها بشكل كبير.
وتابعت نصر: بعض المعامل في حماة وريف دمشق وفي مناطق أخرى، تنتظر منذ أشهر قيامنا بزيارة للكشف عليها للموافقة على منحها التراخيص الصحية، و«لكننا لم نتمكن من القيام بهذه الزيارات».
وتحدثت نصر عن مشكلة أخرى تتعلق بالتخديم الدوائي حيث اشتكى أصحاب معامل دواء في حلب من عدم تمكن سياراتهم من توزيع الدواء في الكثير من المحافظات والمناطق التي تشهد منذ أشهر أعمال شغب وتخريب، بسبب التهديدات التي وصلتهم بمهاجمة أو حرق منشآتهم في حال لم يوقفوا تعاملهم مع «الدولة» وكذلك محاولات الخطف والسرقة والتخريب التي واجهت سيارات توزيع الدواء، وبالتالي تم حرمان المرضى في مناطق بأكملها من أصناف كثيرة من الأدوية التي قد تكون ضرورية للغاية.
من جهة ثانية كشف مصدر في مديرية صحة إدلب  أن الأوضاع الأمنية المضطربة في المحافظة عرقلت جهود دائرة الرقابة الدوائية في المحافظة خلال عام 2011 فانخفض عدد جولاتها الرقابية على الصيدليات من 277 جولة عام 2010 إلى 47 جولة خلال عام 2011، كما انخفض عدد الجولات الرقابية على مستودعات الأدوية من 153 إلى 137، أما عدد الضبوط المسطرة فانخفض من 92 ضبطاً عام 2010 إلى 15 ضبطاً عام 2011.
وكشف مصدر في مديرية صحة حماة أن الأوضاع الأمنية المضطربة التي سادت المحافظة خلال الأشهر الماضية صعّبت بشكل كبير قيام دائرة الرقابة الدوائية بجولات رقابية في حماة وريفها لما تتعرض له سياراتها من محاولات خطف وسرقة.
وفي حمص لم تقم دائرة الرقابة الدوائية بمديرية الصحة بأي جولة رقابية منذ بداية شهر تشرين الأول من العام الماضي بحسب مصدر في مديرية صحة حمص.

باسم الحداد

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...