«صوت البازلت الأسود» معرض فريد للشعر في خان أسعد باشا

28-05-2007

«صوت البازلت الأسود» معرض فريد للشعر في خان أسعد باشا

مستعينا بحبات الرز المطحون وبودرة البازلت السوداء، قام الفنان الإسباني خوسي مانويل فريشان برسم أعمال فنية ضخمة على أرضية خان أسعد باشا بدمشق القديمة. المعرض الذي نظمه معهد ثربانتس بدمشق والسفارة الإسبانية في سورية بالتعاون مع الأمانة العامة للسياسات اللغوية في حكومة إقليم غاليثيا المحلية في إسبانيا، شهد تعاونا فنيا بين الفنان وعدد من طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق ومن مركز أدهم اسماعيل، وقد استمر العمل فيه ليلا ونهارا لمدة أسبوع تقريباً.  وقالت فيروز مراد المسؤولة الاعلامية في معهد ثربانتس بدمشق، إنه سبق للفنان فريشان أن أقام ورشة عمل في كلية الفنون الجميلة بدمشق يومي 14 و15 أيار( مايو) الحالي، وقد اختار تنفيذ هذا المعرض في خان أسعد باشا، الذي بني في العهد العثماني ليتناغم مع عمارته المتميزة في الأبيض والأسود. واستخدم الفنان 2000 كلغ من الرز المطحون فرش به أرضية الطابق الأرضي للخان مع حوالي 500 كلغ من بودرة البازلت الأسود لكتابة مقاطع شعرية لمجموعة من الشعراء الملتزمين بالحوار بين الشعوب مثل محمود درويش وأدونيس وغامونيدا وغيرهم. والزائر لهذا المعرض الفريد يستطيع ان يسمع مقاطع صوتية من أبيات الشعر المستخدمة مؤداة بصوت مؤلفها الأصلي، في حين كتبت مقاطع منها على اللوحة الكبيرة الممتدة على أرضية المبنى. تخلق هذه الأصوات المنبعثة من غرف الخان بالطابق العلوي نوعاً من التداخل المبهم  الذي يزول رويداً رويداً عند الاقتراب من كل غرفة، ليستمتع بكل قصيدة منفردة. ويتزامن المقاطع الصوتية مع عرض مشاهد تصدر ضجيجاً، فتنقله إلى أجواء المجتمعات الكبيرة المعاصرة. أصوات الشعراء الأصلية منهم: ألبارو كونكيير، أنتونيو غامونيدا، ألفونسو بيكيسغيرو وخوسيى أنخيل بالبنتى من إقليم غاليثيا الاسباني، وجون بيرغير من بريطانيا، وعبد الكبير الخطيبي وعبد اللطيف اللعبي، من المغرب وبدر شاكر السياب من العراق ومحمود درويش من فلسطين وأدونيس ومحمد الماغوط ونزار قباني من سورية. صوت البازلت الأسود ـ يقول الفنان فريشان ـ يدعونا للتأمل بجمال النظرات وقوة الكلمات في الشعر أمام اللامنطقية السائدة في الحياة اليومية للشعوب. ويبحث جمالياً عن ردة فعل الزائر تجاه المواقف التي تميل نحو القتال والحرب واللاعقلانية؛ فالجمال والفن يمثلان هنا أدوات الحوار واستيعاب الآخرين. وينسجم المعرض مع البناء بأكمله في حين تخلق القصائد الشعرية نوعاً من الاستعارة والتناقض بين الضجيج والاستمتاع بهذه القصائد.

هشام عدرة
المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...