الانتخابات الفنزويلية ومستقبل الرئيس هوغو تشافيز

26-09-2010

الانتخابات الفنزويلية ومستقبل الرئيس هوغو تشافيز

الجمل: تنظر الأوساط الإقليمية والدولية باهتمام بالغ إلى فعاليات جولة الانتخابات العامة البرلمانية الفنزويلية التي انطلقت صباح اليوم، وفي هذا الخصوص تقول التقارير والمعلومات بأن أنصار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز يواجهون معركة صعبة في مواجهة المعارضة المدعومة بواسطة أمريكا وبلدان الاتحاد الأوروبي: ما هي احتمالات السيناريو الانتخابي الفنزويلي المتوقع؟ وما الذي سوف يترتب على نتائج هذه الجولة الانتخابية؟
* أهمية جولة الانتخابات بالنسبة لمستقبل الرئيس تشافيز
تقول المعلومات والتقارير بأن جولة انتخابات اليوم هي الأولى منذ عام 2000م حيث انعقدت آخر جولة انتخابية، وذلك لأن جولة انتخابات عام 2005 قد تمت مقاطعتها بواسطة أحزاب المعارضة.
سوف يتوجه الفنزويليون اليوم لاختيار 165 نائباً، وتقول المعلومات بأن تصاعد حدة الدعاية والحملات قد أدت إلى عملية استقطاب سياسي أكثر عمقاً واتساعاً، وفي هذا الخصوص فإن توجهات الفنزويليون وتفضيلاتهم الانتخابية سوف تنحصر في خيارين:خارطة فنزويلا
• خيار التصويت لصالح المعسكر البوليفاري الذي يتضمن الحزب الاشتراكي الفنزويلي المتحد الذي يتزعمه الرئيس الحالي هوغو تشافيز.
• خيار التصويت لصالح المعسكر المعارض، والذي يتكون من تجمع الأحزاب اليمينية الموالية لواشنطن.
هذا، وتقول المعلومات والتقارير بأن معسكر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز سوف يواجه موقفاً صعباً لأن حزب أرض الأجداد الفنزويلي الحليف لتشافيز قد قرر التخلي عن تحالفه معه، وخوض المنافسة بشكل مفتوح مستقل عن التحالفات.
على خلفية خارطة الصراع الانتخابي الفنزويلي سوف يحدد الناخبون الفنزويليون عبر صناديق الاقتراع اليوم إذا كانوا يريدون المزيد من توجهات الرئيس هوغو تشافيز أم أنهم يفضلون تغيير الاتجاه نحو البديل السياسي الآخر المتاح لهم بواسطة تجمع المعارضة الفنزويلية.
* توازنات الصراع الانتخابي الفنزويلي
أدت مقاطعة المعارضة الفنزويلية لانتخابات عام 2005 إلى حصول أنضار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز على عدد كبير من المقاعد البرلمانية بما مكّن تشافيز من فرض سيطرته الكاملة على السلطة التشريعية، وفي هذا الخصوص، فقد سعى تشافيز إلى تمرير بعض التعديلات الدستورية بما أدى إلى تعديل قانون الانتخابات وطريقة توزيع وتخصيص الدوائر الانتخابية وذلك على النحو الآتي:
- المناطق الريفية حيث يتمركز أنصار تشافيز تم تخصيص  عدد أكبر من المقاعد البرلمانية.
- المناطق الحضرية حيث يتركز أنصار المعارضة تم تخصيص عدد أقل من المقاعد البرلمانية.
وعلى هذه الخلفية، فإن فوز أصار الرئيس تشافيز بمقاعد المناطق الريفية سوف يجعل من الصعب على المعارضة الفنزويلية الفوز بأي أغلبية برلمانية، إلا إذا نجحت هذه المعارضة في الحصول على ثلثي المقاعد البرلمانية المخصصة للمناطق الحضرية. وإضافة لذلك، فإنه حتى إذا حصلت المعارضة الفنزويلية على الأغلبية العادية داخل البرلمان في هذه الانتخابات، فإنها لن تستطيع إبطال التعديلات الدستورية التي أجراها تشافيز، طالما أن حصول المعارضة على ثلثي مقاعد البرلمان هو أمر يندرج في عداد المستحيلات.
* سيناريو الصراع الفنزويلي- الفنزويلي القادم
ينظر المراقبون لجولة انتخابات اليوم البرلمانية العامة الفنزويلية على أساس اعتبارات أن نتائجها سوف تقدم المزيد من المؤشرات التي تفيد لجهة الدلالة على حقيقة موقف مصير الرئيس هوغو تشافيز في جولة الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في عام 2012م.
أشارت بعض مراكز الدراسات وبحوث الرأي العام الأمريكية إلى التوقعات الآتية:
• سوف يحصل أنصار الرئيس تشافيز على الأغلبية الحالية في البرلمان الجديد.
• سوف تحصل المعارضة على عدد أقل من المقاعد في البرلمان الجديد.
وتأسيساً على ذلك، فمن المتوقع أن يستمر الرئيس تشافيز في فرض سيطرته على البرلمان، ولكن هذه المرة سوف يواجه بالمصاعب الآتية:
- عدم القدرة على تمرير المزيد من التعديلات الدستورية الجديدة طالما أنه لا يملك أغلبية الثلثين.
- مواجهة المزيد من الصراعات السياسية داخل البرلمان، وذلك لأن المعارضة سوف يكون لها صوت واضح داخل البرلمان الجديد.
تتوقع واشنطن أن يؤدي وجود المعارضة الفنزويلية داخل البرلمان إلى حدوث المزيد من الاستقطابات الجديدة في أوساط الرأي العام الفنزويلي وذلك على النحو الذي يمكن أن يؤدي إلى تآكل شعبية الرئيس تشافيز، بما يتيح إسقاطه نهائياً عن السلطة في انتخابات عام 2012م، وإضافة لذلك، فإن وجود المعارضة داخل البرلمان الجديد سوف يتيح فرض المزيد من القيود على حرية تحركات الرئيس تشافيز وعلى وجه الخصوص في الاعتبارات المتعلقة بالآتي:
• في مجال السياسة الداخلية: الحد من توجهات تشافيز لجهة تكثيف سياسات تقديم الدعم، وفرض الضرائب على الشركات والمنشآت الخاصة، إضافة إلى دعم حرية التعبير والأنشطة السياسية.
• في مجال السياسة الخارجية: الحد من توجهات تشافيز المعادية للولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى الضغط أكثر فأكثر على تشافيز لجهة دفعه من أجل تقليل توترات فنزويلا مع الدول الغربية.
أما ما هو أكثر أهمية، فسوف يتمثل في أن المعارضة الفنزويلية المرتبطة بأمريكا سوف تسعى إلى تعبئة الرأي العام الفنزويلي ضد الرئيس تشافيز من خلال المطالبة بدفع السياسة الخارجية الفنزويلية نحو اعتماد مواقف الحياد الإيجابي الذي يتضمن الانفتاح على التعاون مع الجميع بما في ذلك إسرائيل. وإضافةً لذلك، تقول بعض المعلومات والتسريبات بأن محور واشنطن-تل أبيب سوف يسعى خلال الفترة القادمة من أجل تعزيز قدرات دولة كولومبيا المجاورة لفنزويلا، بما يضع نظام الرئيس هوغو تشافيز في مواجهة المخاطر الإقليمية، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى استدراج تشافيز ضمن إستراتيجية سباق التسلح، بما سوف يؤدي بدوره إلى دفع تشافيز باتجاه شراء المزيد من الأسلحة المتطورة لحفظ التوازن العسكري مع كولومبيا، وفي هذه الحالة سوف يضطر الرئيس تشافيز إلى الضغط على الميزانية، بالشكل الذي يُخضع الاقتصاد الفنزويلي لمخاطر الإجهاد، وهو المطلوب أمريكاً لإضعاف شعبية تشافيز خلال العام القادم وحتى عشية الانتخابات الرئاسية الفنزويلية القادمة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...