الكشف عن سجن سري للنساء والأطفال في العراق

28-05-2010

الكشف عن سجن سري للنساء والأطفال في العراق

نقلت صحيفة 'كريستيان ساينس مونتيور' الامريكية عن شاهد عيان عراقي قوله ان قاعدة المثنى العسكرية قرب بغداد التي كشف عن وجود سجن سري فيها للمعتقلين السنة من منطقة شمال العراق تحتوي ايضا على قسم سري اخر مخصص للنساء والاطفال.
وقال شاهد العيان وهو عنصر في القوات الامنية العراقية التي تقوم بمهام الحراسة انه شاهد في القاعدة التي من المفترض انه لا يوجد فيها سجون ولا سجناء، معتقلين اطفال وهم يلعبون في مركز اعتقال مؤقت وكان هذا في منتصف الشهر الحالي ايار (مايو). وقال 'تمنيت لو اخرجوا الاطفال من المعسكر متذكرا صراخ طفلة لا يتجاوز عمرها الثالثة واسمها طيبة'.
واضاف رجل الامن 'انه لم يكن قادرا حتى على اخبار زوجته واولاده وما هي طبيعة عمله. وتؤكد معلومات الحارس ان السجون السرية التي اقامتها الحكومة العراقية في القاعدة لا تزال عاملة وبعد اسابيع من الكشف عن سريتها وسرية اقبية التعذيب فيها.
وعن سبب حديث الشاهد مع صحيفة اجنبية قال انه ورفاقا له شعروا بالقرف مما يحدث داخل هذه المعتقلات خاصة مع وجود معتقلين من الاطفال والنساء. ونقلت عنه الصحيفة ان الوصول لدرجة اعتقال نساء واطفال امر غير مقبول لان 'شرف المرأة من شرف العراقيين'.
واكد الشاهد ان في السجن على الاقل ست نساء وثمانية اطفال بمن فيهم زوجتا قائدي قاعدة بلاد الرافدين اللذين اغتيلا الشهر الماضي وهما ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري.
وكانت المرأتان قد اعتقلتا مع اطفالهما عندما قتل زوجاهما. واكد متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية الاخبار التي تحدثت عن عملية اعتقال موسعة شملت اطفالا خاصة ان اي طفل عمره اقل من 3 سنوات يسمح له بمرافقة امه.
ويقول الشاهد ان النساء يعتقلن كمتهمات ويعذبن ويجبرن على الاعتراف وفي حالات يعتقلن كورقة مقايضة وضغط على المعتقلين الرجال ودفعهم للاعتراف.
وتشير الصحيفة الى ان هذه الممارسات التي تستخدم النساء كوسيلة ضغط على المعتقلين الرجال موثقة بشكل جيد من قبل منظمات حقوق انسان. ويقول الشاهد ان رجلا رفض الاعتراف، وذلك قبل اربعة ايام وعندها قال المحققون 'احضروا زوجته' وقاموا بوضعها في غرفة ملاصقة لزنزانته واخذوا بضربها بشكل موجع كي يسمع صراخها ثم ذهبوا اليه وهددوه باغتصابها حالة 'لم تعترف'.
ويعتقد ان معسكرات الاعتقال المؤقتة قريبة من اللواء الـ 54 من الكتيبة السادسة في الجيش العراقي وهي الوحدة الموكلة بمهام ما يسمى مكافحة الارهاب في بغداد ومناطق متعددة من البلاد.
وتقول الصحيفة ان عناصر وحدة الاستخبارات الذين هددوا المرأة من هذا اللواء قاموا بتجاوز مهماتهم ونظموا تحقيقاتهم الخاصة مع ان المهمة هي من واجبات لجنة التحقيقات المركزية التابعة لقيادة عمليات بغداد. ولم يصدر اي تعليق لا من وزارة الدفاع ولا من وزارة الدفاع على ما قاله الشاهد. واضاف الاخير انه لم ير اي زائر من منظمات حقوق الانسان الدولية للمعتقل والمرة الوحيدة التي شاهد فيها هو ورفاقه عاملة في وزارة حقوق الانسان التي جاءت للسؤال عن معتقل مفقود وطلب منها مغادرة المكان سريعا.
وكشفت الشهر الماضي صحف امريكية ان وزيرة حقوق الانسان كشفت عن وجود المعتقل السري في القاعدة وانها ابلغت رئيس الحكومة نوري المالكي، وبحسب الرواية الرسمية فقد عبرت الحكومة عن عدم علمها بالامر وامرت بتحقيق لكن الكشف ادى الى اثار سلبية على الوزارة وطلب من موظفيها التوقف عن الحديث للاعلام واوقفت تحقيقاتها في السجون السرية. وتنقل الصحيفة عن الشاهد قوله انه مع وجود قيادة مشتركة مع الامريكيين الا ان العراقيين يحاولون التأكد من عدم معرفة الامريكيين بالتعذيب. واشار الشاهد الى انه رأى في اربع مناسبات عملية تعذيب لمعتقلين باستخدام الشبح والتعليق على ماسورة حديدية وربط برأس المعتقل قلنسوة مكهربة.

المصدر: القدس العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...