عودة الخطوط الحمر بين تركيا وإيران
تواترت خلال الأسبوعين الماضين أكثر من إشارة جدية على أن الحكومة التركية في صدد تغيير نهج «التفرج» الذي طبع سياستها تجاه العراق، منذ احتلاله في .2003
ففي اليوم الأول من عيد الأضحى، قال رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان إن الوضع في العراق له أولوية، حتى على عملية التفاوض مع الإتحاد الأوروبي. وأوضح اردوغان، قبيل زيارته لبنان، أن عملية التنسيق مع الولايات المتحدة للبت بوضع حزب العمال الكردستاني قد فشلت، فيما شدد رئيس الإستخبارات التركية ايمري تانير على ضرورة أن تكف أنقرة عن سياسة التفرج.
وأطلق اردوغان، مؤخرا، أقوى وأوضح الإشارات إلى أن تركيا قد عادت إلى سياسة تحديد «الخطوط الحمر» في العراق، بعدما غابت عن الخطاب الرسمي التركي منذ ثلاث سنوات.
واكتسب تضريح اردوغان، على ما ذكرت صحيفة «راديكال»، اهميتين: أولا إنها من رئيس حكومة تركيا، وثانيا أنها قيلت تحت قبة البرلمان. وهو ما يذكّر بخطاب رئيس الجمهورية الاسبق سليمان ديميريل أمام البرلمان، في الأول من تشرين الأول ,1998 والذي كان بداية للأزمة مع سوريا وإنهاء قضية حزب العمال الكردستاني.
فما هي الخطوط الحمر الجديدة (القديمة) لأنقرة، كما حدّدها اردوغان؟
1ـ حماية الوحدة السياسية والجغرافية للعراق.
2ـ إعادة صياغة التوازنات التي اختلت بين المجموعات العراقية.
3ـ وقف الصدامات المذهبية.
4ـ التفاهم بين الشيعة والسنة لكي يستطيعوا العيش معا في ظل دولة واحدة.
5ـ الدور المركزي للحكومة المركزية في الإشراف على مصادر النفط وتوزيعها.
6ـ وضع جميع المنافذ البرية والحدودية للعراق تحت إشراف الحكومة المركزية.
7ـ تنظيف الدستور العراقي من المواد التقسيمية والتي تضعف وحدته.
8 ـ حل قضية كركوك بالتفاهم بين سكانها.
9ـ إنهاء قضية حزب العمال الكردستاني المتواجدة عناصره في شمال العراق.
10ـ حماية الوجود التركماني عبر ضمانات دستورية.
11ـ تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا والعراق، وتقويم فرص التعاون في مجال الطاقة والنفط والغاز الطبيعي.
وفي التفاصيل الإضافية، التي تطرق إليها اردوغان عدم السماح بتحوّل كركوك الى ناغورنو قره باغ جديدة، عبر فرض أمر واقع. وأوضح أن هناك جهودا جدية وخطيرة لتغيير البنية الديموغرافية لكركوك، وهو أمر «لن نبقى متفرجين عليه».
ووصف الإعلام التركي كلام اردوغان قبل أسبوع حول فشل التنسيق مع أميركا حول حزب العمال الكردستاني بأنه إشارة إلى احتمال تدخل أنقرة عسكريا في شمال العراق.
وتؤشر تحذيرات اردوغان الجديدة والشاملة على «اقتراب» نفاذ صبر أنقرة تجاه الوضع في العراق، علما أن القوات التركية قامت بعمليات عسكرية محدودة في شمال العراق بين مطلع تموز وبداية أيلول الماضيين، وقد تدخل الرئيس الاميركي جورج بوش حينها لوقفها، داعيا أنقرة إلى البحث عن خيارات بديلة. ولا تستبعد صحيفة «زمان» الخيار العسكري من بين الخيارات التي ستلجأ إليها أنقرة.
لكن تركيا تحاول، مع ذلك، استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية مع المقصودين من تحذيرات اردوغان، وعلى رأسهم واشنطن، قبل أي تدبير جراحي قد تلجأ إليه، حيث سيكون وضع العراق في رأس المواضيع التي سيناقشها وزير الخارجية عبد الله غول في زيارته المتوقعة في شباط المقبل إلى واشنطن، كما يُحتمل أن يزور قريبا العاصمة الأميركية رئيس الأركان التركي ياشار بويوك أنيت. وسيبحث اردوغان الوضع أيضا مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي سيزور اسطنبول قريبا.
وصف اردوغان العام 2007 بالنسبة للعراق بأنه عام مفترق الطرق والعام المصيري وبأن الوضع بلغ حدا خطيرا جدا، ولا سيما في ضوء المعلومات عن تصرف الأكراد بمفردهم بمستقبل النفط في شمال العراق بالتعاون مع شركات أجنبية. فهل تستتبع أنقرة تحذيراتها بتهديدات فتدخلات؟.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد