واشنطن بوست: فشل ترامب في الدبلوماسية أدى إلى نبذ الولايات المتحدة لا إيران

23-09-2020

واشنطن بوست: فشل ترامب في الدبلوماسية أدى إلى نبذ الولايات المتحدة لا إيران

رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن سياسية ترامب أدت إلى عزل أمريكا بدلاً من عزل إيران حيث قالت في مقالها اليوم إنه “منذ زهاء عقد من الزمن، وجدت إيران نفسها منبوذة في محافل الأمم المتحدة، وخاضعة لعقوبات شاملة وافق عليها مجلس الأمن بالإجماع.. واليوم الولايات المتحدة معزولة”.

وتضيف أنه مع بدء جلسة هذا العام للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، ستجد الولايات المتحدة نفسها في عزلة استثنائية وغير مسبوقة، بفضل الفشل الذريع لدبلوماسية إدارة ترامب، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على إيران قد عادت إلى حيز التنفيذ، في محاولة واضحة للتنصّل من التزامها ليس فقط تجاه طهران فحسب، بل تجاه أقرب حلفائها أيضاً.

وأصدرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، التي شاركت الولايات المتحدة في السعي لكبح البرنامج النووي الإيراني لسنوات عدة، بياناً مشتركاً قالت فيه إن الإعلان الأمريكي “غير قادر على أن يكون له أثراً قانونياً”.

وتؤكد أن الدول الأوروبية الـ3 ستواصل إلى جانب روسيا والصين، مراعاة شروط اتفاق 2015 الذي يحدّ من النشاط النووي الإيراني، أن المعادلة التي تطرح بأن الصفقة قد ماتت وأن العقوبات عادت، تضع الولايات المتحدة في حالة من العزلة الدولية، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى إجبار بقية العالم على التوافق مع نسختها للواقع الذي فرضته من خلال التهديد بفرض عقوبات على البنوك والشركات التي تسهّل صفقات الأسلحة مع إيران، علاوةّ على ذلك، فإن الاعتماد المستمر على النظام المالي العالمي المتمثّل بالدولار الأمريكي يزيد هذه السياسة شراسةً على الرغم من خطر ضعف الدعم الدولي للدولار كعملة احتياطية.

وترى الصحيفة أنه بالمحصّلة، دمّرت إدارة ترامب التحالف الدولي الذي أجبر طهران على تقييد أنشطتها النووية في حين فشلت حملة “الضغط الأقصى”، التي أطلقها الرئيس ترامب، في الحصول على مزيدٍ من التنازلات الإيرانية حسب توقّعاته من جهة، وفي إحداث تغيير في نظام طهران من جهة أخرى، وهو الهدف الذي تبنّاه وزير الخارجية مايك بومبيو، ضمنياّ.

في غضون ذلك، كثّفت إيران من نشاطها النووي، ولديها الآن 5 أضعاف كمية اليورانيوم المخصّب عما كانت عليه قبل عامين ونصف.

وزعمت الإدارة الأمريكية، بصورة أحادية الجانب، أنها تمتلك الحق في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، بموجب بند في الاتفاق النووي يسمح لأي من الموقّعين بالتصرّف على هذا النحو، لكن حلفاء الولايات المتحدة، إلى جانب بقية أعضاء مجلس الأمن، وجدوا أن الولايات المتحدة فقدت حقّها عندما انسحبت من الاتفاقية، حيث يريد الأوروبيون الحفاظ على ما تبقى من الاتفاق، لأنه يسمح لمفتّشي الأمم المتحدة بمراقبة العمل النووي الإيراني والإبلاغ عنه.

وبحسب الصحيفة الأمريكية لا تقدّم إدارة ترامب أي منفذٍ للمضيّ قدماً سوى الصراع المتنامي الذي قد يجرّ إلى الحرب.

وتنهي الواشنطن بوست بأنه وعلى الرغم من صعوبة الملف الإيراني الشائك، قد يتسنّى للسيد بايدن إصلاح الصدع الكبير بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها، والعمل على إبطال مفاعيل الدبلوماسية الأميركية الأكثر فشلاً في تاريخ الولايات المتحدة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...