نابلـس: المسـتوطنون يقتحمـون «قبـر يوسـف»

05-11-2010

نابلـس: المسـتوطنون يقتحمـون «قبـر يوسـف»

واصل المستوطنون استفزازاتهم للفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث اقتحم المئات منهم «قبر يوسف» في مدينة نابلس، وقاموا بأداء طقوس تلمودية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين في المنطقة وجنود الاحتلال، في وقت اكدت السلطات الاسرائيلية مجددا استخفافها بالسلطة الفلسطينية في رام الله، حيث قررت، من دون سابق انذار، تقليص التسهيلات الأمنية الممنوحة لقيادات في السلطة وحصرت تسهيل المرور إلى الأردن عن طريق «جسر اللنبي» بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، في قرار تزامن مع وصول مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان إلى تل أبيب، لاجراء محادثات تناولت سبل استئناف المفاوضات المباشرة. مستوطنون يؤدون طقوساً توراتية على «قبر يوسف» في مدينة نابلس في الضفة الغربية أمس
وذكرت مصادر فلسطينية أنّ أكثر من 600 مستوطن اقتحموا فجر أمس «قبر يوسف»، الذي يعتبره الفلسطينيون قبراً لأحد الأئمة المسلمين في مدينة نابلس، حيث أدوا طقوساً توراتية بزعم أن القبر لليهود.
وأشارت المصادر إلى أن المستوطنين وصلوا إلى المكان على متن حافلات تابعة لإحدى التنظيمات الدينية المتشددة، وذلك بعدما فرض جيش الاحتلال إغلاقاً تاماً على الأحياء الشرقية من مدينة نابلس، لا سيما تلك القريبة من مكان القبر.
وأضافت المصادر أنّ المستوطنين «نظموا احتفالات صاخبة وطقوسا توراتية في المكان، قبل أن ينسحبوا منه بعد شروق الشمس»، مشيرة إلى أنّ مواجهات وقعت بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان الفلسطينيين من دون أن يبلغ عن إصابات.
يأتي ذلك، في وقت تراجعت إسرائيل عن قرارها تجميد تعاونها مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، لكنها اعتبرت أن القرارات الأخيرة للمنظمة حول اعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم (الذي يسميه اليهود «قبر راحيل»)، مواقع إسلامية، غير مقبولة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور «لم نعلق تعاوننا بالكامل مع هذه المنظمة ونحن نشارك في عدد كبير من المشاريع التي ستستمر»، مشيراً إلى أنه ثمة «خطأ ناجما عن ترجمة متسرعة لمكتب نائب وزير الخارجية داني ايالون أدى إلى اقتطاع أجزاء من تصريحاته»، لكنه أوضح أنّ «إسرائيل تعلق تعاونها مع القرارات الأخيرة لليونسكو حول الشرق الأوسط وتعتبرها غير موجودة».
وفي القدس المحتلة، اندلعت مواجهات، مساء أمس، بين مواطنين من حي البستان في بلدة سلوان وجنود الاحتلال. وقال عضو لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو دياب إن «سيارة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال تعطلت بالقرب من خيمة الاعتصام بحي البستان، وأن جنود الاحتلال يتعاملون بهستيريا مع المواطنين ويطلقون القنابل الصوتية الحارقة والغازية الدخانية السامة المسيلة للدموع على الشبان في المنطقة بشكل كثيف».
في هذه الأثناء، قررت اسرائيل حصر تسهيل المرور إلى الأردن عن طريق «جسر اللنبي» بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض.
وقال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع أن سلطات الاحتلال منعته من المرور بسيارته الخاصة إلى الأردن بسيارته الخاصة، الأمر الذي أكده المتحدث باسم منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غي أنبار، الذي أشار إلى أنّ المنسق الجنرال ايتان دانغوت «اتخذ هذا القرار أمس (الأربعاء)».
وأوضح أنه «سيسمح لرئيس الوزراء فياض والرئيس عباس فقط بالعبور بسيارتيهما»، مضيفا ان المسؤولين الفلسطينيين أُبلغوا بالقرار. وبرر المتحدث هذا القرار بضرورة التعامل بصورة موحدة مع الشخصيات الفلسطينية الكبرى، مؤكدا انه باستثناء منع العبور بسيارة خاصة «فان وضعهم كشخصيات مهمة على جسر اللنبي لم يتغير».
واعتبر المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب، في مقابلة مع الإذاعة الرسمية الفلسطينية، أن تراجع إسرائيل عن اتفاقات تقضي بتسهيل تحرك المسؤولين أمر خطير جدا يندرج في اطار الاجراءات الإسرائيلية لخنق الشعب الفلسطيني.
إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع مدير جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان في تل أبيب، تناولت، بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، «المفاوضات المتعثرة وإمكانية إحيائها من جديد»، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني والجدار الأمني الذي تنوي إسرائيل إقامته على طول الحدود المصرية.
وكان سليمان أجرى محادثات مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، الذي أشار إلى أنّ «الاجتماع يأتي في اطار المساعي المصرية لتسوية الخلافات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بهدف استئناف المفاوضات بينهما».
بدوره، قال سليمان إن زيارته تهدف إلى تشجيع استئناف محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف «نحن قلقون للغاية بشأن تقدم عملية السلام. وما زلنا نعتقد أن أمامنا فرصة طيبة يجب علينا عدم إضاعتها. تعلمون أن عملية السلام مهمة للغاية ليس فقط لمصر بل للعالم العربي كله، وللفلسطينيين وللإسرائيليين وللجميع في المنطقة».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...