مذكرة تفاهم لتفعيل دور المؤسسات الدينية في سورية وإيران بهدف فهم الإسلام بعيدا عن التشدد

03-11-2013

مذكرة تفاهم لتفعيل دور المؤسسات الدينية في سورية وإيران بهدف فهم الإسلام بعيدا عن التشدد

وقعت وزارة الأوقاف السورية ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران أمس مذكرة تفاهم في المجال الديني "الدعوي والتعليمي" بهدف تفعيل دور المؤسسات الدينية في كلا البلدين لتعميق الفهم السائد للإسلام والدعوة إليه بعيدا عن الأفكار المتشددة الهدامة والشاذة التي تنعكس سلبا على حياة الأفراد والمجتمعات داخل البلدان العربية والإسلامية وخارجها وسعيا إلى العودة لمنهج إسلامي قويم في بناء وحدة الأمة الإسلامية.

ووقع المذكرة عن الجانب السوري وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد وعن الجانب الإيراني وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الدكتور علي جنتي بحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود ورئيس منظمة الأوقاف الإيرانية الشيخ علي محمدي.

ونصت مذكرة التفاهم على الاهتمام المشترك بالخطاب الإسلامي بما يخدم مشروع الأمة الواحدة ومستقبلها الحضاري بحيث يكون خطابا منهجيا يدعو إلى الوسطية والاعتدال ونبذ التعصب والتطرف ويتصدى للهجمة التي يتعرض لها الإسلام من جهة ويكون مواكبا لتطورات العصر من جهة أخرى.

كما تضمنت المذكرة العمل على إنشاء قناة مشتركة لتكريس التقريب بين المذاهب الإسلامية ومواجهة الإعلام التحريضي والتكفيري وتفعيل الدعوة إلى تقارب حقيقي دعويا وتربويا وتعليميا وإعلاميا عن طريق تحقيق البلورة الفكرية لثقافة التقريب والوحدة.

ودعت المذكرة إلى استثمار الطاقات في مواجهة التعصب والفرقة والاختلاف والعمل على تحصين الأجيال القادمة من آثارها وإلى تأسيس منهج فقه التالف والعمل على تطبيقه في المسارات كافة وإشاعة ثقافة الألفة والتآخي والتناصح بعيدا عن الأحكام المسبقة على الآخرين.

وشجعت المذكرة كذلك دور المرأة الداعية المسلمة في مجالات الدعوة والإرشاد الديني والاجتماعي والمشاركة الإيجابية في نشر ثقافة التقريب والوحدة الإسلامية وتعزيز دورها وحضورها في معالجة القضايا المصيرية للأمة الإسلامية.

ودعت كذلك إلى ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل بين علماء المذاهب المختلفة وأتباعها فيما يتصل برموز كل مذهب والشخصيات التي يقدرها وعلى رأسها آل البيت الأطهار والصحابة الكرام.

وركزت مذكرة التفاهم على العمل المشترك لإحياء التراث العربي والإسلامي المخطوط واتخاذ السبل الكفيلة بصيانته وحمايته وترميمه ومن ثم تحقيقه ونشره وفق برنامج محدد الأهداف واستمرار العمل المشترك في إحياء ثقافة المقاومة المشروعة بين الشعوب الإسلامية دفاعا عن الحقوق والأرض والمقدسات المحتلة وتكريس الخطاب الإسلامي العام الداعي إلى دعم المقاومة المشروعة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان.

ونصت المذكرة على تشكيل لجنة علمية وفقهية عليا تشرف على إصدار مؤلفات بالأحاديث النبوية الشريفة المتفق عليها بين المذاهب وإصدار مؤلفات فقهية مقارنة بين المذاهب الإسلامية وتحديد نقاط الخلاف بين المذاهب على قاعدة مشتركة وتجاوزها من أجل وحدة الأمة.

كما نصت على التعاون في المؤتمرات المحلية والدولية ووضع الخطوات اللازمة لدعوة الشعوب العربية والإسلامية إلى المزيد من العمل لجمع الكلمة والتمسك بالوحدة وتعزيز التعاون الفني والإرشادي في المجال الديني عبر تبادل الخبرات والتجارب والإفادة من خبرات الطرفين في مجال العناية بالقرآن الكريم وتحفيظه وتجويده وتفسيره والحديث النبوي الشريف والاشتراك المستمر والمتبادل في المسابقات السنوية للقران الكريم التي تجريها الحكومتان.

وشملت المذكرة الدعوة إلى تشكيل فريق عمل مشترك من المختصين من كلا الطرفين بهدف وضع البرامج التنفيذية التفصيلية لمحاور التعاون الرئيسة المتفق عليها والإشراف على تنفيذها.

وفي تصريحات له على هامش توقيع المذكرة أكد وزير الأوقاف أهمية وضرورة العمل الجاد لنشر ثقافة المحبة والتآخي بين شعوب العالم الإسلامي والابتعاد عن التعصب والفرقة والاختلاف والمنهج التكفيري مشددا على العمل على الوحدة والتضامن والتقارب ومواجهة الإعلام التحريضي والتكفيري بما يعزز مكانة المسلمين ويحول دون تفرقهم.

وقال الدكتور السيد إنه "يجب الاستفادة من الطاقات الموجودة للنهوض بالأمة في مختلف المجالات" مشيرا إلى أن سورية تتعرض منذ أكثر من عامين لحرب كونية استهدفت كل مقومات الحياة فيها حيث استخدمت كل الأساليب الهدامة ومنها الفكر التكفيري والنهج الإرهابي حيث تم استهداف الإنسان والبنى التحتية والمساجد والكنائس ودور العبادة.

كما أكد وزير الأوقاف "أن سورية ستبقى بلد الحضارات والتعايش السلمي بين جميع الأديان وستبقى الداعمة للمقاومة في المنطقة وأنها ستخرج منتصرة وقوية بحكمة قيادتها وصمود شعبها" منوها بمواقف إيران الداعمة لقضايا العالم الإسلامي.

حضر التوقيع على مذكرة التفاهم الدكتور محمد توفيق البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام والدكتور نبيل سليمان عضو اللجنة المركزية لاتحاد علماء بلاد الشام مستشار وزير الأوقاف والدكتور محمد شريف الصواف مدير مجمع الشيخ أحمد كفتارو والدكتور بديع اللحام مدير عام صندوق الزكاة والشيخ خضر شحرور مدير معهد الفتح الإسلامي وسماحة السيد عبد الله نظام مدير مجمع السيدة رقية للدراسات الإسلامية والدكتور تيسير أبو خشريف عميد معهد الشام العالي معاون وزير الأوقاف والشيخ بشير عيد الباري مفتي دمشق والشيخ سليم عبده العقاد رئيس لجنة الإنشاد والقراء في وزارة الأوقاف والشيخ كميل نصر باحث في الدراسات الإسلامية والدكتورة سلمى العياش مسؤولة الدعوة النسائية ومساعدتها.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...