مذابح متنقلةفي العراق:400قتيل وجريح..والاحتلال مستمر..

29-07-2008

مذابح متنقلةفي العراق:400قتيل وجريح..والاحتلال مستمر..

في واحدة من أسوا المذابح التي شهدها العراق هذا العام، وأكثرها دموية، سقط ما لا يقل عن ٥٧ قتيلا عراقيا و٢٨٧ جريحا، عندما استغلت أربع انتحاريات مشاركة عشرات الآلاف من الشيعة في إحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم في بغداد، وفي تظاهرة للأكراد في كركوك احتجاجا على مشروع قانون انتخاب مجالس المحافظات، لشن تفجيرات منسقة، اعادت الى الاذهان مرة اخرى حقيقة ان العراق الخاضع للاحتلال الاميركي ما زال بعيدا عن استعادة امنه واستقراره.
في هذا الوقت، قال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني، في واشنطن، ردا على سؤال بشأن المفاوضات الحالية حول »المعاهدة الإستراتيجية« بين بغداد وواشنطن وتسمح للاحتلال بالبقاء فترة طويلة في العراق، »بشكل عام اشعر أننا في الاتجاه الصحيح لإبرام اتفاق«. وعما إذا كان الاتفاق سيبرم قبل كانون الأول حيث ينتهي تفويض الأمم المتحدة للاحتلال، قال البولاني »المفاوضات تتواصل، وأظن أننا على الطريق الصحيح للتوصل إلى شيء ما«.
وقال المتحدث باسم الجيش العراقي في بغداد الجنرال قاسم الموسوي »فجرت ثلاث نساء أنفسهن بين الزوار المتوجهين إلى الكاظمية« شمالي بغداد للمشاركة في إحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم، التي ستبلغ ذروتها اليوم.
وأشار مسؤول امني إلى أن انفجار عبوة سبق الهجمات الانتحارية المنسقة في حي الكرادة الشيعي وسط بغداد. وأدت الانفجارات إلى مقتل أكثر من ٣٢ شخصا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من .١٠٢
وكان حوالى ألف شخص قتلوا في المناسبة ذاتها العام ٢٠٠٥ بسبب التدافع على جسر الأئمة أو دهسا تحت أقدام المتدافعين أو غرقا في مياه دجلة، بعد انتشار شائعة عن وجود انتحاريين. يشار إلى انه الهجوم الدموي الأكبر منذ مقتل ٦٣ شخصا في انفجار شاحنة في حي الحرية في بغداد في حزيران الماضي.
وسارع البيت الأبيض إلى دعوة العراقيين وحكومتهم إلى التعامل بـ»بهدوء ومثابرة« مع أعمال العنف. وقال المتحدث باسمه غوردن جوندرو إن »الولايات المتحدة تدين الهجمات العنيفة ضد العراقيين الأبرياء«. وأضاف »نطلب بإلحاح من العراقيين وحكومتهم أن يتحركوا بهدوء ومثابرة ضد التهديد الذي يمثله متطرفون يمارسون العنف، ويسعون إلى زعزعة استقرار البلاد«.
وقال السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر وقائد قوات الاحتلال الجنرال ديفيد بتراوس، في بيان مشترك، »من المهم أن يبقى الشعب العراقي موحدا وثابتا في مواجهة الإرهابيين الذين لا يتوانون عن استخدام العنف لتدمير العراق الحر وزعزعة التقدم الذي ضحى الكثيرون من العراقيين بحياتهم من اجله«.
وفي طهران، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي الهجمات الإرهابية ضد زوار الإمام الكاظم، محملا »سياسات الاحتلال الخاطئة« مسؤولية ما يحصل.
وفي الوقت ذاته في كركوك، قتل ٢٥ شخصا وأصيب ١٨٥ بتفجير انتحاري، أعقبه تبادل لإطلاق النار بين الأكراد والتركمان. وأعلن المتحدث باسم الشرطة برهان طه وشهود أن الهجوم نفذته امرأة، وأنه تم العثور على أشلاء بشرية لها. وعثر على سيارة مفخخة في المنطقة.
ووقع الهجوم خلال تظاهرة كردية احتجاجا على مشروع »قانون انتخاب مجالس المحافظات«، الذي يتضمن فقرة تتعلق بتوزيع المناصب الإدارية بالتساوي بين الأكراد والعرب والتركمان في كركوك، شارك فيها عشرات الآلاف من الأكراد. وسارعت الشرطة إلى فرض حظر تجول شامل في المدينة.
وتضاربت الروايات حول إطلاق النار بعد وقوع الانفجار. وقال مسؤول »الحزب الديموقراطي الكردستاني« في كركوك نجاة حسن إن »جموع المتظاهرين فروا اثر وقوع الانفجار، لكن حراس مقرات أحزاب سياسية، منها الجبهة التركمانية، بادروا إلى إطلاق النار في الهواء خشية توجه المتظاهرين إلى مقراتهم، ما دفع بالمتظاهرين إلى الرد«.
وقال العضو التركماني في مجلس محافظة كركوك علي المهدي إن متظاهرين مسلحين هاجموا مبنى مكتب سياسي تركماني وحاصروا منزله. وذكرت »اسوشييتد برس« إن العشرات من الأكراد أطلقوا النار على مكاتب الحزب التركماني.
وقال رئيس شرطة كركوك اللواء جمال طاهر إن المتظاهرين لاذوا بمكتب الحزب التركماني بعد الانفجار، لكنهم تعرضوا لإطلاق نار من حراس المبنى الذين اعتقدوا أنهم سيهاجمونهم. وأضاف أن المتظاهرين أقدموا بعدها على إحراق السيارات وإشعال مبان، ولكن الوضع أصبح تحت السيطرة.
وقتل ٤ أشخاص بانفجار في ديالى، التي يتوقع أن تبدأ عملية عسكرية فيها مطلع آب المقبل.
وقال بتراوس، لـ»رويترز«، إن »القوات العراقية وقوات التحالف تسيطر عمليا على غالبية العراق«، وانه يمكن للقوات العراقية أن تتحمل مسؤولية امن البلد بنهاية العام .٢٠٠٩ واعتبر أن التقدم في العراق العام الماضي كان »دراماتيكيا بشكل كبير«، إلا انه حذر من أن الانتحاريين قد ينسلون من خلال الشبكة الأمنية. وأشار إلى انخفاض عدد المقاتلين الأجانب الذين يدخلون العراق من حوالى المئة شــهريا في العام الماضي إلى .٢٠

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...