ما هي تفسيرات الموقف الروسي الجديد من إيران

29-03-2007

ما هي تفسيرات الموقف الروسي الجديد من إيران

الجمل:   السيناريو الأفضل الذي كان متوقعاً حدوثه بواسطة الإيرانيين في عام 2004م، يتمثل في أن يتم سحب القوات الأمريكية من العراق، وبالتالي:
- تقوم إيران بملء فراغ القوة والسلطة في جنوب العراق، مدعومة في ذلك بمساندة الأغلبية الشيعية الموجودة في جنوب العراق.
- التفرغ التام من أجل المضي قدماً في البرنامج النووي الإيراني.
- توثيق العلاقات الاستراتيجية مع البلدان العربية، بعد خروج الخطر الأمريكي من المنطقة.
- بناء التحالفات الاستراتيجية مع البلدان النفطية العربية، وذلك من أجل إلغاء البنود غير المتوازنة التي تتم بها تجارة النفط بين البلدان العربية الخليجية والغرب.
- إنشاء بورصة نفطية تعطي إيران والبلدان العربية القدرة على التصرف باستقلالية في إيراداتهم النفطية.
السيناريو الأسوأ الذي كان متوقعاً حدوثه بواسطة الإيرانيين يتمثل في الآتي:
- عدم انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
- قيام أمريكا بإشعال صراع سني- شيعي داخل العراق يترتب عليه تحالف أمريكي- سني يؤدي إلى تحالف أمريكي- سني- إسرائيلي.
- الضغوط على حلفاء إيران مثل: سوريا، وروسيا، والصين من أجل التخلي عنها.
- توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، إما بواسطة أمريكا، أو إسرائيل، أو ربما بواسطة الاثنين معاً.
كان واضحاً منذ البداية أن الأداء السلوكي في السياسة الخارجية الروسية يركز على الآتي:
- التحالف مع إيران على أساس اعتبارات المصالح النفطية.
- تعزيز التجارة الروسية- الإيرانية.
- عقد صفقات الأسلحة والعتاد العسكري مع إيران.
- الشراكة الاستراتيجية مع إيران في تمديد خط أنابيب النفط الذي يمتد من جنوب روسيا وآسيا الوسطى وبحر قزوين عبر إيران، وصولاً إلى المحيط الهندي والهند عبر باكستان.
- استخدام إيران كحائط صد أمام تقدم النفوذ الأمريكي الموجود في المنطقة العربية، بحيث لا ينفذ أو يتسلل عبر الأراضي الإيرانية إلى آسيا الوسطى.. كذلك أن تعمل إيران كجدار عازل بين القوات الأمريكية الموجودة في العراق والخليج والقوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان وباكستان.
- عرقلة المشروعات الأمريكية الهادفة إلى استغلال موارد حوض بحر قزوين النفطية، المتنازع عليها بين: روسيا، إيران، أذربيجان، تركمانستان، وكازاخستان.
- أن تدعم روسيا إيران في الالتحاق بتجمع منظمة شنغهاي للتعاون والتي تضم: روسيا، الصين، ودول آسيا الوسطى، بحيث يتم إدخال إيران جنباً إلى جنب مع الهند وباكستان، بحيث تشكل هذه المنظمة قطباً استراتيجياً تتخطى قوته الولايات المتحدة الأمريكية بما يهدد أو يلغي أطروحة الهيمنة الأمريكية على العالم.
وعلى هذه الخلفية، كانت العلاقات الروسية- الإيرانية تتسم بالإيجابية مقارنة مع العلاقات الأمريكية- الإيرانية التي كانت تتسم بالسلبية، وكان المراقبون يجمعون على أنه كلما تزايدت سلبية العلاقات الروسية- الأمريكية، تزايدت إيجابية العلاقات الروسية- الإيرانية.
كذلك على أساس اعتبارات سياسة التعاون الثنائي بين الصين وروسيا إزاء الاعتبارات الخاصة بإقامة نظام دولي متعدد الأقطاب، فقد ظلت الصين تدعم أيضاً الجهود الروسية الهادفة إلى عرقلة الاستهداف الأمريكي ضد إيران.
ولكن فجأة، وبلا مقدمات، أعلنت روسيا صراحة وعلناً قرارها الخاص بإيقاف العمل في المفاعل النووي الإيراني بسبب الخلاف والنزاع حول دفع الاستحقاقات المالية الخاصة بالمشروع، وكانت المفاجأة الأكبر هي قيام طهران على الفور بالإعلان صراحة أنه لم يحدث أن فشلت أو عجزت عن سداد المبالغ المستحقة عليها وفقاً للاتفاق.
وألقت إيران باللائمة على قرار روسيا، واعتبرته قراراً ناشئاً بسبب ما نقله الصحفي كريستيان لوي مراسل وكالة رويترز، والذي أفاد بأن بعض كبار المسؤولين الأوروبيين قد أخبروه بأن روسيا قد أخطرت الاتحاد الأوروبي مبدئياً بأنها سوف لن تقوم بتقديم الوقود النووي الخاص بمفاعل بوشهر، إلا إذا التزمت إيران بالامتثال لقرار الأمم المتحدة، المتعلق بإيقاف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم.
كذلك جاءت مفاجأة أخرى تتمثل في عدم اعتراض روسيا على عقوبات مجلس الأمن الدولي الأخيرة ضد إيران، بل تمثلت محاولة روسيا في العمل فقط من أجل عدم تشديد هذه العقوبات.
وعموماً يمكن القول: إن ابرز التفسيرات للموقف الروسي الجديد، يمكن أن يتمثل في الآتي:
• توجد خلافات عالقة بين روسيا وأمريكا حول شبكة الدفاع الصاروخي والصواريخ البالستية التي تنوي أمريكا نشرها في بلدان أوروبا الشرقية السابقة، والمجاورة لحدود روسيا الغربية.
• توجد خلافات روسية- أمريكية حول القواعد الأمريكية الموجودة في جورجيا، وكيرغيزيستان، وأذربيجان، وبعض بلدان البحر الأسود.
• توجد خلافات روسية- أمريكية حول نزاعات منطقة القفقاس (أوسينيا العليا، أوسينيا السفلى، الشيشان، داغستان، وشركيسيا، وأبخازيا الشركسية)، وبالذات في المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان والحرب ضد الإرهاب، فالكونغرس الأمريكي (عن طريق لجنة منطقة القفقاس وآسيا الوسطى، يعمل على تقديم الدعم للحركات المسلحة التي تحارب روسيا في هذه المناطق، ويصف مقاومة السلطات الروسية لهذه الحركات باعتبارها انتهاكاً لحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه يطالب الحكومة الروسية بالتعاون مع أمريكا في الحرب ضد الإرهاب كشرط للتخلي عن دعم هذه الحركات.
• توجد خلافات أوروبية- أمريكية حول مشروعات التعاون الروسي- الأوروبي المتعلقة بتمديد النفط والغاز الروسي إلى غرب أوروبا، ولما كان الأوروبيون يرتبطون مع الأمريكيين في الحرب ضد الإرهاب، (أي حرب العراق، أفغانستان، وأيضاً استهداف إيران)، فقد أقنع الأمريكيون الأوروبيين عن طريق (علاقات عبر الأطلنطي) بضرورة أن يضغط الأوروبيون على الروس على غرار قاعدة هذه مقابل تلك.. أي التعاون الروسي- الأوروبي ممكن بشرط عدم عرقلة جهود مجلس الأمن الدولي وأمريكا وأوروبا ضد إيران.
وعموماً لم يعد حالياً أمام الروس سوى أمرين أحلاهما مرّ: فدعم إيران غير المحدود معناه تقويض التعاون الاقتصادي الروسي- الأوروبي، وأيضاً المزيد من الوجود العسكري الأمريكي وشبكات الدفاع الصاروخي والبالستي على مشارف الحدود الروسية.. والتخلي عن إيران معناه أن أمريكا سوف تقوم بتوسيع تواجدها في المنطقة، وتسيطر على النفط العالمي وتتغلغل في آسيا الوسطى، بما يهدد خاصرة روسيا الجنوبية وقلب الدولة الروسية الحيوي الموجود في منطقة نهر الدينبر.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...