عزل الموصل لا يوقف إرهاب «داعش»: أكثر من 100 قتيل بتفجير في الحلة

25-11-2016

عزل الموصل لا يوقف إرهاب «داعش»: أكثر من 100 قتيل بتفجير في الحلة

هجوم «داعشي» جديد في العراق، أصاب بغداد، أمس، هو الأعنف منذ هجوم التنظيم الإرهابي الذي أدمى حيَّ الكرادة عشية عيد الفطر الماضي. وفيما «التحالف» الأميركي يواصل تقطيع أوصال الموصل، مدمراً آخر جسورها، يثبت هجوم مدينة الحلة أمس، الذي راح ضحيته أكثر من 100 زائر «كربلائي»، ما حذر منه أكثر المتفائلين بعملية «قادمون يا نينوى»، وهو أن تمدد التنظيم خارج معاقله حقيقةٌ ثابتة، رغم أن رده على الضغط الذي يتعرض له، لن يكون سوى بمزيدٍ من الإرهاب، وأن مواجهته لن تكتفي بعملية موضعية في الموصل وغيرها.
وارتكب «داعش» أمس، مجزرة جديدة، ذهب ضحيتها أكثر من 100 شخص كانوا في طريق عودتهم من إحياء مراسم ذكرى أربعين الإمام الحسين في كربلاء.
في هذه الأثناء، أنهى «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن «مهمة» تقطيع أوصال الموصل، مدمراً «الجسر العتيق»، آخر الجسور التي تصل الساحل الايسر والايمن في المدينة.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل فلاح الراضي إن «انتحارياً يقود صهريجاً فجر نفسه وسط حافلات كبيرة إضافة إلى حافلتين صغيرتين داخل محطة وقود» في قرية الشوملي شرق مدينة الحلة جنوب شرق العاصمة بغداد، في وقت أشارت قيادة العمليات المشتركة العراقية إلى أن «الصهريج كان مفخخاً بحوالي 500 ليتر من مادة نيترات الأمونيوم».
وقال ضابط برتبة مقدم إن «سبع حافلات على الأقل كانت داخل المحطة لحظة وقوع الانفجار»، فيما ذكر مصدر في استخبارات الشرطة العراقية أن «هذه الحافلات كانت تنقل زواراً إيرانيين وبحرينيين وعراقيين»، مشيراً إلى أن النسبة الكبرى من القتلى هم من الايرانيين.
وأعلن «داعش» في بيان مسؤوليته عن التفجير، متوعداً مَن وصفهم بـ «الرافضة» بأن «ما ينتظرهم في القريب العاجل أوجع وأمر، وإن لظى المعارك في نينوى سيطالهم في بغداد وكربلاء والنجف».

ونقل موقع «سايت» المتخصص برصد المواقع «الجهادية» بيان «داعش»، حيث أشار إلى أن «أبو فهد العراقي» تمكن من «الانطلاق بشاحنته المفخخة والوصول إلى تجمع للزوار فأردى ما يزيد عن 200 بين قتيل وجريح».
«حزب الله» دان في بيان «الجريمة الإرهابية الوحشية التي ارتكبتها عصابات القتل الداعشية في منطقة الحلّة العراقية»، معتبراً أن الاعتداء يأتي في خانة تنفيذ تلك الجماعات «سياسات انتقامية لقوى دولية وإقليمية هزمتها إرادة العراقيين وضيوفهم من الجنسيات العربية والإسلامية الأخرى».
إلى ذلك، وفي ما يتصل بتطورات عملية تحرير الموصل، قال القيادي في قوات مكافحة الإرهاب العميد الركن معن السعدي إن قواته تقاتل «داعش» في حي شقق الخضراء في الأحياء الشرقية للموصل، مضيفاً أن أمام الإرهابيين «خيارين، الاستسلام أو الموت».
وإلى الغرب من المدينة، وعلى اثر التحام قوات «الحشد الشعبي» بقوات «البشمركة» الكردية قرب سنجار، أكد مسؤولون أميركيون وعراقيون، أن المقاتلين اتفقوا على تنسيق تحركاتهم بعد عزل الموصل.
وجرى التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع أمس الأول بين قادة قوات «البشمركة» المنتشرة في سنجار وقائد منظمة «بدر»، المكون الأكبر لقوات «الحشد الشعبي»، هادي العامري.
وقال المتحدث باسم «التحالف الدولي» الكولونيل جون دوريان من بغداد، «إن انضمام تلك القوات يحد بدرجة كبيرة من حرية حركة مقاتلي الدولة الإسلامية من الموصل وإليها»، مضيفاً «هم فقدوا قدرتهم الفعالة على التحرك بأعداد كبيرة والآن صار الأمر أصعب بالنسبة لهم».
وفي الموصل أيضاً، دمرت طائرات «التحالف» الجسر الحديدي العتيق في المدينة، وهو أقدم جسورها الخمسة التي تربط ضفتيها، ويعود تاريخ إنشائه إلى العهد الإنكليزي.
وأوضح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى محمد ابراهيم البياتي، أن «طيران التحالف فصل بهذه الضربة محافظة نينوى الى جزءين وحصر تنظيم داعش في مواقعه»، مشيرا الى أن «التنظيم سيُقبر في أرض نينوى».
ونفذ طيران «التحالف»، على مدى يومين، غارات أسفرت عن تدمير الجسور الخمسة الرابطة بين ساحلي المدينة. وبحسب مراقبين، فإن الضربات دقيقة جداً وستمكن الجهد الهندسي من إعادة الجسور الى العمل بسرعة بعد تحرير المدينة.
من جهة ثانية، نفى قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، «الادعاءات التي تشير الى قيام إيران بإرسال قوات الى العراق للمشاركة بعمليات تحرير الموصل»، مبيناً أن «المقاتلين العراقيين، وضمنهم قوات الحشد الشعبي، لهم القوة الكافية على تحرير المدينة من إرهابيي (داعش) وليسوا بحاجة للقوات الايرانية لمساعدتهم».
ونقلت وكالة «أنباء الطلبة الايرانية» عن جعفري قوله خلال مشاركته في مهرجان «مالك الأشتر»، إن «مساعدة طهران لبغداد مقتصرة فقط على تقديم المشورة وانها لم ترسل أي قوات للبلد الجار»، متوقعاً «انسحاب الارهابيين من مدينة الموصل الى الداخل السوري، إن طالت الحرب عليهم داخل العراق».
وأشار إلى أن قوات «الحشد» قد يتم إرسالها إلى سوريا عقب تحرير الموصل من «داعش»، قائلاً إن «العالم الإسلامي بحاجة إلى دعم ومساعدة بعضه البعض في الوقت الراهن، وقد يتم إرسال الحشد الشعبي إلى سوريا في هذا الإطار».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...