عباس – أولمرت وترتيبات ما قبل مؤتمر السلام

05-10-2007

عباس – أولمرت وترتيبات ما قبل مؤتمر السلام

الجمل:  يقول خبراء الإستراتيجية، بأن الحرب هي استمرار  للسياسة بوسائل أخرى، والسياسة نفسها هي استمرار للحرب بوسائل أخرى أيضاً، وتأكيداً لذلك، عندما تفشل مؤتمرات السياسة في حل الخلافات، تلجأ الأطراف إلى الحرب، ولكن عندما تفشل الحرب في الوصول إلى النتائج الجديدة، تعود الأطراف المتحاربة مرة أخرى إلى نقطة البداية: وتحديداً إلى المؤتمرات السياسية!!!
* مؤتمر بوش للسلام:
دعا الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش إلى عقد مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة، من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وقد نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم على موقعها الإلكتروني، بأن المؤتمر سيتم عقده في يوم 26 تشرين الثاني القادم بإشراف الإدارة الأمريكية، وتحديداً في مدينة أنابوليس، وتقول الصحيفة الإسرائيلية، بأن الإدارة الأمريكية سوف تقوم بتأكيد هذه المعلومات لاحقاً!!! – وكما هو معروف فإن فرحة الصحف الإسرائيلية أكبر في الحصول على المعلومات المتعلقة بالإدارة الأمريكية، ونشرها قبل الصحف الأمريكية!!!
تقرير الصحيفة الإسرائيلية أعده مراسلوها: باراك رافيد، عافي ايزاخاروف، والوف بين، وحمل عنوان (مصادر إسرائيلية: تاريخ مؤتمر سلام الشرق الأوسط تم تحديده ليكون في 26 نوفمبر).
استعرضت صحيفة هاآرتس، ما تم إنجازه حتى الآن في مخطط سيناريو مؤتمر السلام، ومن أبرز ما توصل إليه الإسرائيليون في جهود عملية ترتيب السيناريو تم الآتي:
• البيان المشترك الإسرائيلي – الفلسطيني: وهو البيان الذي سوف (يصدره الطرفان المتنازعان الفلسطيني والإسرائيلي) وتقول معلومات الصحيفة بأن هذا البيان حتى الآن تم الاتفاق مع محمود عباس بأن (يشير) إلى القضايا الجوهرية المتعلقة بـ(اتفاق الوضع النهائي) الذي يحدد قيام الدولة الفلسطينية، وضع القدس، قضايا اللاجئين، والحدود.
وأشار التقرير إلى أن ما يتم الإشارة إليه في البيان المشترك، (ليس ملزماً)، وفقط سوف تهتم إشارة البيان بالمسائل التوافقية العامة..
• التطورات على جانب السلطة الفلسطينية: يقول التقرير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ومحمود عباس قد قاما بإعطاء الضوء الأخضر لغرف التفاوض لكي تبدأ في العمل وتحضير ترتيبات أوراقها التفاوضية، والقيام بعمليات التفاوض الإسرائيلية – الفلسطينية الـ(تكتيكية) التي تسبق المؤتمر، وقد تحدد يوم الأحد الموافق 7 تشرين الأول الجاري لكي تبدأ المفاوضات التمهيدية بين الفريق الإسرائيلي وفريق السلطة الفلسطينية.. وقد وصف مصدر إسرائيلي عملية التفاوض بين الفريقين الإسرائيلي والفلسطيني، بأنها تشبه مراحل (التجاوب) والتفاهم الأولية... والتي لو استمرت وتطورت من الممكن أن تصل إلى مرحلة الـ(زواج)...
• التطورات على الجانب الأمريكي: سوف تصل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يوم الاثنين الموافق 8 تشرين الأول الجاري، وسوف تقوم بمقابلة المسئولين الإسرائيليين، ومسئولي السلطة الفلسطينية، وأشار التقرير إلى أن الوزيرة الأمريكية تريد أن تتأكد من أن البيان المشترك الإسرائيلي – الفلسطيني (الذي يقوم الإسرائيليون بطبخه الآن بمشاركة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية) قد تضمن الإشارة إلى قضايا الوضع الدائم النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية ترى بأن مجرد إشارة البيان لقضايا الوضع النهائي سوف تكون كافية لإقناع الأطراف العربية بالمشاركة في المؤتمر.
* المؤتمر الدولي القادم وأبرز الإنجازات المتوقعة:
تقول بعض التسريبات الإسرائيلية الجديدة التي وردت في تقرير آخر منفصل أوردته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أيضاً، وحمل عنوان (السلطة الفلسطينية: قمة الشرق الأوسط سوف تحدد فترة ستة أشهر من أجل التوصل إلى صفقة السلام)..
أشار التقرير إلى أن الإسرائيليين ومسئولي السلطة الفلسطينية يحاولون حالياً القيام بالاتفاق حول وضع جدول زمني لفترة ستة أشهر، يهدف إلى الوصول إلى اتفاق السلام الإسرائيلي – الفلسطيني النهائي، وتقول معلومات التقرير بأن الجدول الزمني الجديد سوف يتم وصفه بما يتماشى مع (خارطة الطريق الإسرائيلية - الفلسطينية) التي تم وضعها من قبل.
وحول قدرة الأطراف على الالتزام  ما يتم تحديده وفقاً للجدول الزمني الجديد، تقول الصحيفة بأن محمود عباس قد أكد بأنه سوف يطرح ما يتم الاتفاق حوله على استفتاء فلسطيني عام، وذلك حتى يضمن موافقة الشعب الفلسطيني ووقوفه إلى جانب الاتفاق، ويقضي على انتقادات الأطراف والفصائل الفلسطينية الأخرى المعارضة له.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد أشار التقرير إلى أن حكومة إيهود أولمرت لن تستطيع وحدها القيام بحل مسألة القدس ومسألة الحدود، حتى إذا تخلى الفلسطينيون وتنازلوا عن حق العودة!!!
أبرز التقرير بعض الإشارات المتضاربة من الجانب الإسرائيلي، حول (الجدول الزمني)، وذلك عندما أشار التقرير إلى أن المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قد صرح قائلاً بأن اللقاء الدولي سوف يقوم بإطلاق مفاوضات الوضع النهائي الهادفة إلى تحقيق اتفاق السلام حول كل القضايا والمسائل الجوهرية... وقد قابل تصريح لعريقات تصريح آخر (مضاد له في الاتجاه) من الجانب الإسرائيلي، عندما نقل التقرير تصريح مسئول إسرائيلي رفيع المستوى قال فيه بأن الطرفين (أي أولمرت ومحمود عباس) قد وافقا على بدء محادثات الوضع النهائي، و(بعد مؤتمر نوفمبر، سوف يبدآن التفاوض حول الاتفاق النهائي ولكن بدون جدول زمني) يحدد ذلك!!!
* خلافات محمود عباس – أولمرت:
تقول المعلومات الواردة في تقرير هاآرتس، بأن:
*محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية يريد بياناً مفصلاً يتعرض للقضايا الجوهرية الكبيرة: القدس، المستوطنات الإسرائيلية، الحدود، واللاجئين الفلسطينيين.
* إيهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد بياناً مختصراً مقتضباً، قصيراً، غامضاً، مبهماً في الخطوط العامة المتعلقة بالمفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين.
وعموماً، لم يتم حتى الآن التطرق لا بواسطة الإدارة الأمريكية (صاحبة الدعوة)، ولا الإسرائيليين (سبب المشكلة) إلى القضايا الخلافية الأساسية المتعلقة بالصراع العربي – الإسرائيلي، ومنها قضية الجولان المحتل، كذلك لم ترد أي إشارة حتى الآن إلى (مكانة) مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية ووافقت عليها القمة العربية، ولم يرد عليها الإسرائيليون لا بالسلب ولا بالإيجاب...
وعلى هذه الخلفية، تبرز العديد من التساؤلات حول طبيعة ودور ووظيفة هذا المؤتمر الحقيقية: وبكلمات أخرى ما هو هدف إسرائيل وأمريكا من عقد هذا المؤتمر والعمل مسبقاً وبنشاط من أجل برمجة إفشاله؟
إن الدعوة لعقد مؤتمر دولي بهدف حل المشكلة والعمل مسبقاً من أجل إفشاله تؤكد بوضوح أن الهدف غير المعلن هو ليس عدم حل المشكلة لأنها قائمة، وإنما نقل المشكلة عن طريق إفشال المؤتمر إلى (مرحلة نوعية جديدة).. في الصراع العربي الإسرائيلي، سوف يكون أول ضحاياها هم: السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، والأطراف العربية التي سوف تقبل المشاركة في المؤتمر الدولي الذي يتم إعداده بهذه الطريقة التي تندرج ضمن إستراتيجية (مبدأ الضربة الاستباقية).


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...