شيخ عقل طائفة الدروز في سوريا: من يدعو الى تسليح المعارضة يدعو لخراب البلاد

اكد يوسف جربوع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا ان الدعوات الرامية إلى تسليح المعارضة السورية في الداخل هي دعوات لخراب البلاد ، وتصعيد العنف، مشيرا إلى أن الحوار يشكل المخرج الوحيد لحل الازمة السورية سلميا.

وردا على سؤال حول الدعوات التي تطالب بضرورة تسليح المعارضة قال الشيخ جربوع في مقابلة مع وكالة انباء (شينخوا) بدمشق" نحن ضد استخدام العنف بكل أشكاله ومن أي جهة من الجهات ، ومن يدعو لتسليح المعارضة يدعو لخراب البلاد، وتدميرها، فالعنف لا يمكن أن يقدم حلولاً منطقية، واحترام الإنسان وقيمته ووجوده هو الحق والأحق، ولذلك نرى التسليح والدعوة إليه ليس بمصلحة أحد من الأطراف الداخلية والخارجية".

وكانت بعض دول الاتحاد الاوروبي طالبت بضرورة تسليح المعارضة السورية، غير ان بعض الدول الاخرى في الاتحاد حذرت من تداعيات هذه الخطوة نظرا لخطورتها، ولاقت هذه الدعوة ترحيبا من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي المحت بأنها ستزود المعارضة السورية ببعض الاسلحة غير المميتة ، الامر الذي اعتبرته دمشق بانه يؤجج العنف في الداخل السوري ويبعد الحل السياسي.

وانتقد شيخ عقل طائفة الدروز إعطاء المقعد السوري في جامعة الدول العربية للمعارضة الخارجية،معتبرا " ان هذا الإجراء يشكل سابقة خطيرة في تاريخ الجامعة، ويشكل خرقا قانونيا لميثاقها"، مؤكدا ان هذا القرار لا يصب في مصلحة الشعب السوري ، بل يعمق الخلافات بين مكوناته بهدف اطالة امد الازمة وتفتيت البلاد وإنهاكها .

وكانت القمة العربية التي انعقدت في الدوحة اواخر الشهر الماضي قد اعطت المقعد السوري للائتلاف المعارض، والذي اعتبرته دمشق انتهاكا صارخا لميثاق الجامعة العربية .

واعتبر الشيخ جربوع "ان الازمة السورية خلال عامين مرت بعدة مراحل، وكان العنف هو السمة الابرز لهذه الازمة بسبب تدخل قوى خارجية ودعمها للمعارضة المسلحة التي تعمل بدورها على تدمير البنى التحتية لسوريا ، مؤكدا ان الحوار هو الحل الوحيد للخروج من الازمة السورية سلميا شريطة دون إقصاء أي طرف على حساب الآخر" .

واضاف جربوع ان الحوار ينبغي ان تشارك فيه مختلف الفعاليات الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والمنظمات الأهلية، بهدف تحديد مسار المستقبل ووضع مناهج وخطط تنمو بواقعية الحدث واستشراف المستقبل دون تهميش ".

ولفت الى انه " من الطبيعي أن يختلف الناس ، لولا اختلافهم لما كان هناك حوار، فالناس تتحاور على الأشياء المختلف عليها ، وليس المتفق عليها ، والالتزام بكل ما هو حق وصحيح ومنطقي ويحقق المصلحة العامة وليس مصلحة فئة على حساب فئات أخرى ، إذ لا يتم الحوار إلا بالوحدة والوحدة لا تكون إلا بالتنوع " .

وكانت المعارضة السورية في الداخل والخارج قد قاطعت جلسات اللقاء التشاوري الذي عقد في يوليو عام 2011 بحجة عدم توفر البيئة المناسبة للحوار، كما تطالب باسقاط النظام وتشكيل حكومة انتقالية وبرلمان تعددي ، وحتى الان ترفض الجلوس الى طاولة الحوار مع النظام.

وحول خلو محافظة السويداء جنوبا على مدى اكثر من عامين من أي اعمال عنف واشتباكات رغم انها فتحت ابوابها للكثير من المهجرين السوريين من مختلف المحافظات ،قال الشيخ جربوع إن " محافظة السويداء لا يوجد فيها بيئة حاضنة للارهاب".

واشار إلى ان ابناء المحافظة كانوا و مازالوا مع نهج اصلاح النظام ، وليس اسقاطه بقوة السلاح ، وعبر التدخل الخارجي ، مبينا ان هناك محاولات استفزازية على أطراف المحافظة من قبل بعض الجماعات المتطرفة لبث الفتن ، وزعزعة الامن والاستقرار فيها عبر نشر ثقافة الخطف والقتل وسرقة المقدرات وقطع الطرقات وضرب بعض البنى التحتية للاقتصاد .

واضاف ان السويداء فتحت أبوابها لمعظم ابناء المحافظات السورية التي شهدت محافظاتهم اعمال عنف واشتباكات وقدمت لهم المأوى المناسب ضمن حدود طاقتها وقدرتها ، إذ لا يمكن لها أن تستوعب أعداداً كبيرة وأهلها يعيشون حالة من الفقر " داعيا معظم السوريين إلى العودة لمنازلهم وبيوتهم وأماكنهم إذ لا يمكن حماية المكان إلا من أهله واصحابه .

وتأوي محافظة السويداء الالاف من الاسر المهجرة من عدة محافظات سورية، وتم ايوائهم في معسكرات الطلائع وبعض المدارس والمقرات الحكومية ، وقسم منهم يسكن في بيوت ، غير ان هذا العدد الكبير شكل عبئا كبيرا على ابناء المحافظة فشهدت ازمات متعددة من اهمها الخبز ووقود التدفئة .

ودعا الشيخ جربوع الى ضرورة ترك السلاح ونبذ العنف بكافة اشكاله والرجوع الى لغة الحق والمنطق وترجيح العقل لكي نساهم في حل الازمة السورية.

المصدر: الخبر