شاب يغرر بفتاة وأسرتها تلجأ للقضاء

29-09-2009

شاب يغرر بفتاة وأسرتها تلجأ للقضاء

وقف طويلا يفكر مع نفسه.. ماذا يفعل؟!
لم يفكر يوما بأن تلك القصص المخيفة التي تحدث هنا وهناك.. ستنسل إحداها لتكون ابنته إحدى ضحايا هذه القصص.. فما حدث مع هذه العائلة وتلك الفتاة.. قابل لان يحدث في كل عائلة وعند كل لحظة..

ابنته التي لم تبلغ من العمر السابعة عشرة.. سذاجتها وقلة معرفتها بالخطر الذي يكمن خارج جدران منزلها.. جعلها تثق بأحدهم الذي أوعز لها برسائل من الحب.. ووعودا بقصور من الرمل، وترهات عن السعادة والزواج، والبنات والبنين..
مخليتها الطفولية جعلتها تسرح في خيالها حيث اعتقدت انه هو من ستؤسس معه لعائلة.. ومنزل.. وأطفال..
بعد عدة رسائل ومكالمات هاتفية.. بعيدة عن رقابة الأهل.. وبعد عدة لقاءات في الحدائق والكافيتريات..
استطاع الشاب (و) البالغ من العمر (25) عاما ان يقنع الفتاة التي لم تكمل ربيعها السابع عشر بالهرب خارج محافظتهما إلى محافظة أخرى لأجل الزواج ومن ثم مصارحة الأهل، وذلك بعد أن أقنعها بأن عليهما الهرب أولا.. ومن ثم يعودان إلى البلدة ليسكنا بمنزل أهله أولا ريثما يتمكن من الاستقلال ضمن منزل خاص بهما..

بساطة الفتاة وتفكيرها المراهق.. الغير مبالي.. جعلاها تغرق في حلمها الوردي، وترى به بأنه من سيحملها على حصان أحلامها الأبيض. غير آبهة بما سيعود بهذا العمل الطائش على نفسها وأهلها..

اتفقا على الهرب.. وفعلا حدث.. في إحدى الصباحات أن أخذت الفتاة معها بعض ملابسها ومبلغ 2000 ليرة سورية كانت قد ادخرتها من مصروفها، وسوارا ذهبيا لها..
كان ينتظرها في محطة القطار البعيدة عن العين.. وفعلا سافرا إلى دمشق حيث كان هذا الشاب قد استأجر منزلا في منطقة الميدان..
أمضى مع الفتاة ثلاثة أيام.. ثم ما لبث ان شعر بالملل وبحجم مسؤولية الفعل الذي قام به.. فأعاد الفتاة إلى محافظتها، وتركها عند باب ذويها.. وفر هاربا..
لاقت الفتاة أسوأ العقاب من والديها، فما قامت به يشكل خطا فادحا في العائلة.. ولا يغتفر.. ولا يمحى بسهولة..
حمّل الأب مسؤولية مراهقة الفتاة وانعدام توازن تفكيرها للأم.. وكذلك الأم حمّلت الأب مسؤولية إلقاء كامل العبء عليها وحدها..
ولكن بقيت الفضيحة تنتظر وراء باب المنزل في عيون أهل الحي كافة، متمثلة بأسوأ استغلال شنيع لكبرى بناتهم..
عاد الأب بعد استعراض تسلسل الأحداث بالتفكير مليا بالطريقة التي ستجعله يخرج من هذه القصة بأقل الخسائر الممكنة..
فابنته الآن إلى جانبه، لكنها تحمل في حياتها الآن خيبة كبيرة..
والحي أصبح الآن يعلم بأدق تفاصيل القصة..
العار الذي شعر به هذا الأب لم يكن عارا بما جرّته عليهم هذه القصة بقدر ما وجد عارا أن يتمكن شاب سيء السمعة والسيرة من الوصول إلى منزله ليأخذ من بيتهم الهدوء والأمان ويخطف من ابنته الطفولة..
هل يفعل كما يفعل أقرانه بأن يلجأ إلى القتل كما لو كان آخر الحلول الكي او البتر..
الا يكفيه أن ابنته غرّر بها، وقتلت طفولتها ليأتي هو ويجهز على روحها..
هل يعنيه أقاويل أهل الحي والأقرباء
أفكار كثيرة زاحمت عقله المثقل بالألم والخزي والحزن.. وكذلك بالغضب الشديد..
فكر مرة أخرى قبل ان يحزم أمره.. ويذهب إلى محاميه.. ليقرر ان يرفع ادعاء بحق الشاب الذي خطف ابنته لثلاثة أيام..
ما اذكره هنا ليس مجرد حلا غير موجود الا على هذه الورقة.. بل هو واقع حقيقي جرى منذ أشهر ضمن عائلة طغت فيها العاطفة الإنسانية والعلاقة الأبوية الحقيقية بين الأب وابنته..
ففي النهاية الفتاة ابنته البكر التي فرح حين خطت أول خطواتها، وعاقبها حين أخطأت، لكنها في النهاية ابنته.. فرد من أفراد عائلته.. وخطأها الكبير لايعني ابدا أنها قد حكمت على نفسها بحكم الموت..
لم يلق بالا لكل الأقاويل وبعض الأصوات الخبيثة التي أشارت له بقتلها أو حبسها..
جلّ تفكيره كان بأن لا تقتصر النتائج التي انعكست سلبا على ابنته فقط..
فابنته تعرضت لاعتداء ولو كان ذلك برضاها، وعلى من قام بذلك أن يتحمل تبعة عمله في استغلال فتاة قاصر..
هي وقفة لكل من يسمح للغضب بان يسيطر عليه ليصل به التفكير حد الغضب والإصابة بتشوش التفكير والأخلاق وصولا به إلى انعدام العقل ومن ثم الابتعاد عن الصفة الإنسانية إلى صفات لاتندرج الا تحت بند قانون الغاب..
فلنبتعد عن عصبيتنا.. همجيتنا.. التي أوغلت بها عميقا العادات والتقاليد البالية ولندع مجالا للعقل لان يفكر وحده دون أي تأثيرات خارجية حوله..
فنحن في النهاية بشر وجميعنا لنا أخطائنا رجالا ونساء
" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"

قانونياً...

في مثل هذه الحالة.. يستطيع الأب أو من ينوب مكانه في الولاية على القاصر أن يرفع ادعاء بحق الشاب الذي غرّر بابنته بتهمة خطف قاصر، وتهمة وعد بالزواج وفض بكارة..
والمشرع يعاقب الفاعل بالعقوبة الأشد..

وذلك وفقا للمواد (481 - 500 – 504) من قانون العقوبات
التالي نصها

المادة 481
1 ـ من خطف أو أبعد قاصراً لم يكمل الثامنة عشرة من عمره ولو برضاه بقصد نزعه عن سلطة من له عليه الولاية أو الحراسة عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وبالغرامة مائة ليرة.
2 ـ وإذا لم يكن القاصر قد أتم الثانية عشرة من عمره أو خطف أو أبعد بالحيلة أو القوة كانت العقوبة الأشغال الشاقة الموقتة.

المادة 500
1 ـ من خطف بالخداع أو بالعنف فتاة أو امرأة بقصد الزواج عوقب بالحبس من ثلاث سنوات إلى تسع سنوات.
2 ـ يتناول العقاب الشروع في ارتكاب هذه الجريمة

المادة 504
1 ـ من أغوى فتاة بوعد الزواج ففض بكارتها عوقب، إذا كان الفعل لا يستوجب عقاباً أشد، بالحبس حتى خمس سنوات وبغرامة أقصاها ثلاثمائة ليرة أو بإحدى العقوبتين.
2 ـ في ما خلا الإقرار لا يقبل من أدلة الثبوت على المجرم إلا ما نشأ منها عن الرسائل والوثائق الأخرى التي كتبها.

ربا الحمود

المصدر: الثرى

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...