زيكا يلدغ السياحة في العالم و53 مليار دولار خسائر متوقعة بـ2016

29-02-2016

زيكا يلدغ السياحة في العالم و53 مليار دولار خسائر متوقعة بـ2016

أعلنت أكثر من 45 دولة عن إصابة عدد من مواطنيها بفيروس “زيكا”، مما دفع “منظمة الصحة العالمية” مؤخراً، إلى إعلان حالة الطوارئ لمكافحته.

وصدر تحذير من المستوى الثاني في وقت سابق، يؤكد على تزايد خطر الإصابة في حالات محددة، في دول عدة، منها البرازيل، وكولومبيا، والسلفادور، وغينيا، وغواتيمالا، وهايتي، وهندوراس، ومارتينيك، والمكسيك، وباناما، والباراغواي، وسورينام، وجزر العذراء الأميركية، وجمهورية الدومينيكان، وفنزويلا، وبورتوريكو، بالإضافة إلى التحذيرات من الأمراض الأخرى المنقولة عن طريق البعوض في قارتي أفريقيا وآسيا.

ولكن إلى جانب تأثير الفيروس على الصحة فإن الحالة الاقتصادية لأميركا اللاتينية، ومنطقة بحر الكاريبي ستتأثر بشكل كبير، حيث تصل الخسائر لدول أميركا اللاتينية من المكسيك 744 مليون دولار، كوبا644 دولار، جمهورية الدومينيكان 318 مليون دولار، البرازيل 310 مليون دولار، الأرجنتين 229 مليون دولار، أما باقى الدول، فبلغ حجم الخسائر لديها 1233 مليون دولار.

 زيكا يثقل على الناتج المحلي:

يقدر “البنك الدولي” أنه فى المدى القصير، سيكون لفيروس “زيكا” بمنطقة انتشاره تأثير حوالي 0.06% بالناتج المحلي الإجمالي أي 3500 مليون دولار، وذلك وفقاً لتقديرات أولية، وتستند هذه التقديرات على استجابة دولية سريعة، ومنسقة تنسيق جيداً للفيروس، وقدم “البنك الدولي” حتى الآن 150 مليون دولار، لمكافحة الفيروس فى أميركا اللاتينية.

وفي دراسة لوارويك ماكيبين واليكساندرا سايدورينكو، أجريت لمصلحة معهد “لوي” للسياسات الدولية في سيدني بـ2006، خلصا فيها إلى أن حتى وباء من النوع المتوسط، مثل “زيكا” بإمكانه أن يطيح بنسبة 0.8%، من إجمالي الناتج العالمي، وفي أسوأ الظروف اعتبروا، أن هذا الانخفاض سوف يصل إلى معدل 12.6%.

وفي دراسة نفذها الاقتصاديون في مكتب الميزانية الخاص بالـ”كونجرس” الأميركي، والتي وجدت أن وباء أشبه بالأنفلونزا الإسبانية (يمثل زيكا درجة مقاربة لهذا الوباء)، سوف يؤدي إلى خفض النمو في الناتج الإجمالي الحقيقي الأميركي، 5% نقطة، كما أن جولة أصغر حجماً من الوباء سوف تؤدي إلى انخفاض بمعدل 1.5% نقطة.

زيكا يلدغ السياحة أولاً:

تقدر خسائر الدول المصابة بفيروس “زيكا”، 53.2 مليار دولار من عائداتها السياحية خلال عام، بسبب امتناع السياح عن زيارة تلك الدول الموبوءة بالفيروس.

وبحسب بيانات “البنك الدولي” فإن المكسيك تتصدر الدول الأعلى من حيث الدخل السياحي، بين الدول المصابة بالفيروس، حيث يبلغ صافي عائداتها السياحية 14 مليار دولار في 2013.

أما البرازيل والتي من المقرر أن تستضيف دورة الألعاب الأوليمبية في الصيف القادم، فهي تحتل ثاني أعلى الدول من حيث الدخل السياحي، بقيمة تبلغ 7 مليار دولار خلال ذات العام.

وكانت البرازيل هى محل التركيز، بشأن مدى تأثير الفيروس على حركة السياحة، في الوقت الذي أدعى فيه مسؤولون برازيليون، أنه لا يوجد تأثير كبير للفيروس، على الحركة السياحة، وعلى نحو مماثل وعد وزير الصحة المكسيكي بوضع الفيروس تحت السيطرة.

هل تعرض عدوى الفيروس قطاع السفر للحظر الجوي؟

تسمح شركات الطيران بإعادة أثمان تذاكر السفر للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس، سيما النساء الحوامل، أو اللواتي من المحتمل أن يكن حوامل، ممن ابتعن تذاكر السفر إلى المناطق، التي ذكرت مراكز مكافحة الأمراض أنها متضررة من الفيروس.

وعليه، يمكنهن تأجيل رحلاتهن، أو استعادة أثمان التذاكر، فيما تسمح بعض شركات الطيران باستعادة كامل أثمان تذاكر السفر عموماً أو جزء منها، وبكل الأحوال ينصح بالاستفسار قبل حجز الرحلات.

أما الشركات التي تنظم الرحلات البحرية إلى الكاريبي، والمكسيك، وأميركا الوسطى والجنوبية، تمنح المسافرات الحوامل مهلاً لإلغاء حجوزاتهن واستعادة المال، أما السياسة المتبعة بشأن استعادة أثمان التذاكر، فتعتمد على طبيعة المعلومات التي ينصح بالاستفسار عنها قبل الحجز.

لكن معظم سلاسل الفنادق في المناطق المتضررة لم تقدم تسهيلاتها لاستعادة أموال الحجوزات، كما لم تبدأ بسياسات الإلغاء حتى الآن، مع ذلك فإن كثيراً من السائحين غيروا وجهاتهم إلى أميركا أو دول الشمال الأخرى.

الجدير بالذكر أن، الفيروس اكتشف أول مرة خلال 1947 في غابة “زيكا” بأوغندا، وسجلت أول حالة إصابة بشرية، في نيجيريا بـ1954، وظهرت حالات تفشي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ، ولم يعتبر الفيروس في ذلك الوقت تهديداً كبيراً على صحة الإنسان، غير أنه في (مايو) أيار 2015، أفادت أنباء عن تفشيه في البرازيل وانتشاره بسرعة.

وينتقل زيكا عن طريق بعوضة تسمى “زاعجة”، توجد في المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية، وعثر عليها في الأميركيتين باستثناء كندا وشيلي، نظراً لأن شدة البرودة بهما تحول دون بقائها على قيد الحياة، ويمكن للبعوضة بعد امتصاص دماء شخص مصاب، أن تنقل العدوى إذا استطاعت لدغ أي شخص آخر.

ويستهدف “زيكا” الجهاز العصبي للأجنة في أرحام الأمهات المصابات، ويتسبب في معاناة أطفالهن حديثي الولادة من تشوهات خلقية، أبرزها صغر حجم الرأس، وتلفيات في المخ يترتب عليها افتقاد هؤلاء المواليد الجدد لحاستي البصر والسمع.

 والإجراءات الاحترازية التي ينصح باتخاذها في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، أهمها تغطية الجلد بثياب طويلة الأكمام، وارتداء سراويل طويلة، واستخدام وسائل طرد البعوض، والأقمشة والمعدات المعالجة بمادة “بيرمثرين”.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...