دراسة أمريكية تطالب بإعادة الانتشار الاستراتيجي في العراق

01-05-2007

دراسة أمريكية تطالب بإعادة الانتشار الاستراتيجي في العراق

الجمل:      تقاوم الإدارة الأمريكية حالياً مدعومة بجماعة المحافظين الجدد ضغوط الديمقراطيين، والمحافظين التقليديين الجمهوريين الهادفة إلى وضع جدول زمني محدد لسحب القوات الأمريكية من العراق.
تمسك الإدارة الأمريكية بموقفها هذا يمكن أن يؤدي بالطرف الآخر إلى استخدام الكونغرس الأمريكي وقوته التشريعية في فرض قرار الانسحاب كأمر لا مفر منه أمام إدارة بوش، وتقول بعض التحليلات بأن إدارة بوش قد تلجأ إلى فرض بقاء الاحتلال واستمراره كأمر واقع، باستخدام أسلوبين:
- تنفيذ المخططات السرية التي تؤدي إلى مزيد من عمليات القتل والفوضى والدمار داخل العراق وأفغانستان وبقية بلدان العالم، بما في ذلك غرب أوروبا وأمريكا نفسها، بما يوفر لإدارة بوش المزيد من التذرع بخطر الإرهاب.
- استخدام الأساليب العسكرية المضللة، بما يؤدي لمراوغة الكونغرس، عن طريق تطبيق خطط تعتمد على مفهوم إعادة انتشار القوات الأمريكية، بشكل مضلل، بحيث تتم إعادة توزيع القوات الأمريكية جغرافياً داخل العراق، وإعادة بعضها لأمريكا، ثم زيادة عددها مرة أخرى عن طريق القوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان وتركيا والخليج العربي... وهكذا.
تقوم حالياً الكثير من مراكز الدراسات الأمريكية بإعداد وتصميم البحوث المتعلقة بخطط الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق، وعلى سبيل المثال نشر مركز التقدم الأمريكي على موقعه الالكتروني دراسة حملت عنوان (إعادة الانتشار الاستراتيجي).
تقول الدراسة بأن الأمريكيين فقدوا الثقة في قدرة الرئيس جورج دبليو بوش وإدارته في حفظ أمن وسلامة أمريكا.. كذلك تقول الدراسة بأن العالم أصبح أكثر خطورة في الوقت الحالي، وبالمقابل ظلت إدارة بوش على نفس الحال، فاقدة الاتجاه والبوصلة في ميدان القتال الواسع في الحرب ضد الإرهاب.
حددت الدراسة مكونات إعادة الانتشار الاستراتيجي للانسحاب الأمريكي على النحو الآتي:
- إعادة ترتيب التعبئة العسكرية بما يؤدي لسياسة نشر قوات واقعية توازن بين القوات العسكرية الأمريكية العاملة في الميدان، وتلك التي في الاحتياطي، على النحو الذي يعزز قدرة القوات الأمريكية في التحرك والانتقال والتواجد في المناطق الساخنة لمواجهة خطر الإرهاب والقضاء عليه.
- إطلاق حملة إعلامية- نفسية عالمية، بهدف مكافحة سوء الفهم والقضاء على أيديولوجيات الكراهية ضد أمريكا.
- إطلاق المزيد من المبادرات الدبلوماسية الهادفة لمعالجة المشاكل الإقليمية المتزايدة في العالم حالياً.
- استخدام (العمليات الذكية) في إعادة بناء العراق وتجديده.
كذلك أشارت الدراسة إلى ضرورة تغيير أسلوب الحوار والنقاش حول العراق، الدائر داخل أمريكا حالياً بين إدارة بوش ومعارضيها، وذلك لأنه نقاش وحوار لا يؤدي إلى الحلول الجادة والنتائج الصحيحة، ورأت الدراسة أن عوامل ضعف الحوار الأمريكي- الأمريكي حول العراق تتمثل في الآتي:
- غياب المعلومات الصحيحة والدقيقة حول العراق، والوضع الأمريكي في العراق.
- ضعف أسلوب الرئيس بوش في القيادة والسيطرة وذلك لأن إدارته ظلت منقطعة الصلة عن الواقع.
- عدم وجود المعارضة القوية لإدارة بوش، ويتمثل ذلك في ضعف أطروحات السياسيين الأمريكيين المعارضين للحرب، بحيث أن كثيراً من الذين أيدوا الحرب في البداية أصبحوا من المعارضين لها في النهاية، وأيضاً بعض من عارضوا الحرب في البداية أصبحوا من المؤيدين لها في النهاية.
تناولت الدارسة الافتراضات التي تستند عليها الإدارة الأمريكية في تبرير احتلالها العسكري للعراق، وذلك على النحو الآتي:
• الافتراض الأول: (يجب أن تحارب أمريكا أعداءها في الخارج قبل أن يتمكنوا من الدخول إليها)، وترى الدراسة أن مهاجمة العدو في الخارج غير كافية بدليل هجمات لندن ومدريد، وبالتالي لابد من البحث عن أسلوب آخر.
• الافتراض الثاني: (يجب التركيز على العراق لأنه الجبهة المركزية في الحرب ضد الإرهاب)، وترى الدراسة أن الافتراض نصف صحيح لأن الإرهابيين الموجودين حالياً في العراق تزايد عددهم بالآلاف بسبب وجود القوات الأمريكية.
• الافتراض الثالث: (الوجود العسكري الأمريكي يجعل العراق أكثر أمنا)، وترى الدراسة أن هذا الافتراض خاطئ من أساسه، وما يحدث حالياً في العراق يؤكد بأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق قد جعله أقل أمناً.
• الافتراض الرابع: (وجود القوات الأمريكي في العراق يساعد على إجراء التحولات السياسية) وترى الدراسة أن هذا الافتراض خاطئ، وذلك لأن السياسيين العراقيين المتحالفين مع أمريكا أصبحوا يعتمدون على قوة أمريكا العسكرية في القضاء على السياسيين بدل التفاوض والوصول إلى التسويات معهم.
• الافتراض الخامس: (الحجم الحالي للقوات الأمريكية في العراق ضروري للقيام بإنجاز عملية تدريب القوات العراقية)، وترى الدراسة بأنه افتراض خاطئ، وذلك لأن السياسيين العراقيين لن يعتمدوا على أية قوات عراقية مادامت القوات الأمريكية موجودة في العراق.

تنفيذ إعادة الانتشار الاستراتيجي:
تطالب الدارسة الإدارة الأمريكية بتنفيذ إعادة الانتشار الاستراتيجي لقواتها العسكرية الموجودة في العراق، على أساس الاعتبارات الآتية:
• إعادة الترتيب والتعبئة العسكرية:
إجمالي القوات الامريكية في العراق حالياً حوالي 140ألفاً، يتم اعتماد 90 ألفاً كقوات قتال، و 33ألفاً من الحرس الوطني، و13 ألفاً قوات احتياط، وذلك إضافة إلى القوات غير الأمريكية –قوات البلدان الـ26 المتحالفة مع أمريكا-  والبالغ عددها 26 ألفاً. أن تبدأ القوات الأمريكية عملية سحب تدريجي لقواتها، وذلك ضمن مراحل، على النحو الآتي:
- المرحلة الأولى: يتم سحب 60 ألفاً في نهاية العام، أي بحلول 31 كانون الأول.
- المرحلة الثانية: يتم سحب بقية القوات خلال العام القادم.
التمهيد للانسحاب يجب أن يتضمن القيام بعملية سحب القوات الأمريكية إلى خارج المدن العراقية، بحيث تبقى لفترة مؤقتة تغادر بعدها نهائياً.
• إعادة توزيع 18 ألف جندي أمريكي بعد سحبهم من العراق:
- قوات الحرس الوطني البالغ عددها 33 ألفاً يتم سحبها إلى أمريكا.
- يتم تحويل 20 ألفاً من القوات الى أفغانستان لدعم القوات الأمريكية وقوات الناتو.
- يتم تحول 14 ألف جندي أمريكي للقواعد الأمريكية الموجودة في الكويت.
- يتم تحويل 1000 جندي إلى القاعدة الأمريكية بجيبوتي في القرن الافريقي.
- يتم تحويل 1000 جندي أمريكي إلى تيمور الشرقية.
- بقية القوات تتم إعادتها إلى الأراضي الأمريكية.
• القيام بحملة اتصالات عالمية لمقاومة المعلومات الكاذبة وأيديولوجيا الكراهية:
وترى الدراسة بأن عملية سحب القوات الأمريكية سوف تعزز قدرة أمريكا في شن الحرب النفسية ضد الشبكات الإرهابية العالمية، وبالتالي تستطيع أمريكا كسب عقول الآخرين، الأمر الذي يمهد لها السبيل واسعاً لكسب الحرب ضد الإرهاب.
• المبادرات الدبلوماسية الإقليمية الجديدة:
وترى الدراسة بأن فك الارتباط العسكري الأمريكي في العراق، سوف يتيح لأمريكا فرصة الحوار الدبلوماسي الهادئ مع كافة الأطراف العالمية وعلى وجه الخصوص أطراف الصراع في منطقتي الشرق الأوسط والشرق الأدنى. ومن ثم تستطيع الدبلوماسية الأمريكية تحقيق التقدم والنجاح في حل كل أزمات الشرق الأوسط العالقة.
• الدعم الذكي التوجيه لتجديد وإعادة بناء العراق:
ويقصد بالدعم الذكي، المساعدات المخطط لها بشكل جيد على أساس اعتبارات دعم القطاعات ذات الأولوية التي يمكن أن تعيد البنى التحتية المدمرة، والقطاعات الاقتصادية الراكدة إلى عملها الطبيعي.
وتخلص الدراسة إلى أن البقاء في العراق لفترة أطول سوف تترتب عليه الكثير من النتائج والتداعيات الخطيرة، والتي سوف تلقي بظلالها السالبة لا على العراق ومنطقة الشرقين الأوسط والأدنى وحسب، بل وعلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، وأخطر ما في هذه التداعيات يتمثل في:
- تزايد الإرهاب.
- تزايد الكراهية للولايات المتحدة.
- الإضرار بالمصالح الاقتصادية الأمريكية.
- الإضرار بقوة أمريكا العسكرية.
- تزايد الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إعداد: لورانس جيه كورب
بريان كاتوليس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...