حوار القاهرة يسابق التوترات الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية

24-02-2009

حوار القاهرة يسابق التوترات الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية

خرقت حركتا فتح وحماس، أمس، التهدئة الإعلامية غير المعلنة بينهما، وتبادلتا الاتهامات التي تراوحت بين «تسميم» أجواء المصالحة بدعم من الخارج، والعمالة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في مؤشر على صعوبة الساعات الأخيرة لبدء جلسات الحوار الوطني الفلسطيني المقررة بعد غد الخميس في القاهرة.
ميدانيا، شهد قطاع غزة منذ صباح أمس اشتباكات عنيفة بن المقاومة وجنود الاحتلال. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان جيش الاحتلال دخل وسط قطاع غزة بعدما رصد فلسطينيين يحاولون زرع عبوة ناسفة، مشيرة إلى أن طوافة أطلقت صاروخا على عربة شوهدت في المكان ويشتبه في أن المقاتلين كانوا يستخدمونها، فيما أشارت مصادر فلسطينية عن إصابة ثلاثة أشخاص في عملية التوغل.
وذكرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مجموعة تابعة لها بينما كانت تستقل سيارة شرقي مخيم المغازي، مشيرة إلى أنّ أفراد المجموعة نجوا من الغارة من دون أن يصاب أحد بأذى.
إلى ذلك، أعلنت «كتائب حزب الله في فلسطين» أنها أطلقت صاروخاً من طراز «الرضوان»، محلي الصنع، باتجاه مستوطنة سديروت، معتبرة أن الهجوم يأتي رداً على الاعتداءات الإسرائيلية.
واتهمت حماس الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالتعاون مع إسرائيل أثناء حربها على قطاع غزة، من خلال تزويدها بخرائط عن مواقع حماس حصلت عليها من خلال عناصر تابعة لها في القطاع، فيما رفضت السلطة الاتهامات، معتبرة أنها محاولة من قبل حماس لتسميم الأجواء وفخ لإفشال الحوار.
وقال مدير جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في غزة محمد لافي إنّ «ضباطا وعناصر من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية كلفوا أتباعهم في قطاع غزة برصد وكشف تحركات المقاومة ونقلها لهم ومن ثم تم نقلها إلى العدو الذي استهدف هذه المواقع».
وأضاف أن «هذه المجموعات قامت عن طريق برنامج (غوغل إيرث) بإعداد خرائط لتحديد المساجد والمؤسسات وأماكن الأنفاق والتصنيع وإرسالها إلى مسؤوليها قبيل الحرب مباشرة»، عارضاً شريط فيديو قال المتحدث باسم الوزارة المقالة إيهاب الغصين إنه «اعترافات لمجموعة من عناصر حركة فتح وضباط وعناصر من الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية تتعلق بتشكيل مجموعات لرصد قيادات وعناصر حركة حماس ومعلومات عن المقاومة الفلسطينية وعناصرها مقابل مبالغ مالية».
واتهم الغصين حكومة تسيير الأعمال برئاسة سلام فياض في الضفة الغربية بـ«ابتزاز» عناصر فتح في غزة وتهديدهم بقطع رواتبهم في حال لم يزودوا قادة الأجهزة الأمنية بمعلومات عن حماس والمقاومة والحكومة في غزة. وحذر الغصين «العملاء والمشبوهين والمنفلتين» من مغبة التخابر مع العدو أو مع «العناصر الموتورة في مقاطعة رام الله».
إلى ذلك، اتهم الغصين فتح بـ«محاولة إفشال» محادثات القاهرة، وذلك من خلال الزج بالعشرات من أعضاء حماس في السجون التابعة للأجهزة الأمنية للسلطة.
وانتقد أمين السر لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اتهامات حماس، معتبراً أنها «تهدف إلى تسميم الأجواء، وهي خطة من دمشق لتسميم أجواء الحوار». وأضاف أنّ «القيادة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والأشقاء في مصر لن يقعوا في هذا الفخ، ونحن سنواصل جهودنا لعقد جلسات الحوار».
ونفى عبد ربه وجود معتقلين سياسيين في الضفة الغربية، معتبراً أن هناك «أفرادا من حماس موقوفون على ذمة قضايا أمنية، وعندما يتم حل هذه القضايا يمكن أن يفرج عنهم، بحسب ما تقرره الأجهزة والهيئات المختصة». وأضاف أنه «إذا كان هناك اعتقال سياسي فهو موجود في غزة فقط».
ورغم هذه الأجواء المتوترة، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو وفد فتح لمؤتمر المصالحة في القاهرة نبيل شعث أنّ «جلسات الحوار ستنطلق يوم الخميس في 26 شباط في القاهرة بمشاركة الفصائل الفلسطينية»، موضحاً أنّ «الاجتماع سيستغرق يوما واحدا وسيتم الاتفاق فيه على تشكيل أعضاء لجان المصالحات التي ستجتمع في الأسبوع الأول من آذار في القاهرة».
وأضاف شعث أنّه «جرى التحدث مع وفد حماس واتفقنا على أسلوب يتم فيه تدريجا حل مشكلة المعتقلين في الضفة الغربية وقطاع غزة وحل مشكلة التعدي على المؤسسات الأهلية في غزة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الاتهامات التي أطلقتها حكومة غزة ضد السلطة «تعتبر مقدمة من حماس لعدم الحضور... رغم اتفاقنا على وقف الحملات الإعلامية التحريضية».
بدوره، قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان إنّ الحركة «حريصة على إنجاح الحوار، لكن لا بد من تهيئة الأجواء والمناخات المناسبة، وذلك بإطلاق سراح المعتقلين بالضفة الغربية ووقف الحملات الإعلامية التحريضية التي تم التفاهم عليها أثناء اللقاءات التي عقدت في وقت سابق بين فتح وحماس في القاهرة». وأضاف أنه ليس لدى حماس «قرار نهائي بالمشاركة لكن هناك توجها بالذهاب إلى الحوار إذا ما تم إطلاق سراح المعتقلين».
وفي براغ، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس، أنه ينبغي أن تتمثل حركة حماس في حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، التي ينبغي أن تتبنى «مقاربة موحدة» في جهود التوصل إلى السلام، مشدداً على أنّ حماس «جزء من الشعب الفلسطيني».
من جهة ثانية، ذكر مسؤولون إسرائيليون أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستقوم بزيارتها الأولى إلى إسرائيل والضفة الغربية الأسبوع المقبل. وأضافوا أنه من المقرر أن تجتمع كلينتون في الثالث من آذار مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين بعد حضور المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة في منتجع شرم الشيخ المصري.
وفي السياق، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ان كلينتون تعتزم إعلان تعهد بمساعدات أميركية «كبيرة» لغزة والسلطة الفلسطينية، موضحاً أنّ الرقم النهائي لم يتحدد بعد لكنه قد يصل إلى مئات الملايين من الدولارات، فيما ألمح مسؤول آخر الى أنّ المساعدات هي بحدود 900 مليون دولار.
إلى ذلك، وصل وفد أوروبي برئاسة رئيس البرلمان الأوروبي هانس غرت بوترينغ إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وقام الوفد، الذي يضم برلمانيين من جنسيات مختلفة، بزيارة مقر لتوزيع المساعدات تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «اونروا» في مدينة رفح قبل ان يتوجه إلى مدينة غزة لزيارة مستشفى القدس والمستشفى الأردني. 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...