تقارير وتسريبات حول سيناريوهات المواجهة العسكرية بين الناتو وروسيا

02-08-2009

تقارير وتسريبات حول سيناريوهات المواجهة العسكرية بين الناتو وروسيا

الجمل: تشير التقارير الواردة اليوم إلى أن مثلث الولايات المتحدة – إسرائيل – حلف الناتو يقوم بالمزيد من عمليات التدريب والتنسيق والأنشطة العسكرية – الأمنية الساعية لاستهداف منطقة آسيا الوسطى والقوقاز الجنوبي.
* أبرز التفاصيل والمعلومات الواردة:
ظهرت المعلومات والتفاصيل الجديدة من خلال ثلاثة تسريبات رئيسية عكست ما يجري من وقائع ميدانية في آسيا الوسطى والقوقاز الجنوبي واللتان تمثلان التخوم الجنوبية والجنوبية الغربية الأكثر حساسية لجهة التأثير على الأمن القومي الروسي، ويمكن الإشارة إلى هذه التسريبات على النحو الآتي:
• تسريب روسيان أنفورميشان: يشير التقرير إلى قيام مثلث الولايات المتحدة – إسرائيل – حلف الناتو بمباشرة تزويد القوات الجورجية بالسلاح والعتاد العسكري المتطور إضافة إلى التدريبات العسكرية المتقدمة ويتمثل أبرز النقاط التي أوردها التقرير في الآتي:
- خلال الفترة الممتدة من انتهاء الحرب الروسية – الجورجية حتى الآن تلقت القوات الجورجية المزيد من الأسلحة والعتاد العسكري إضافة للتدريب.
- تشير التخمينات العسكرية إلى أن القوات الجورجية نجحت ليس في تعويض خسائرها العسكرية والبشرية التي تكبدتها في الحرب مع روسيا وحسب، وإنما أصبحت حالياً في وضع أفضل بكثير من الوضع الذي كانت عليه قبل اندلاع الحرب الجورجية – الروسية.
- الأطراف التي باشرت تزويد جورجيا بالقدرات العسكرية هي الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو.
- صرح ديمتري روغوزين المبعوث الروسي لدى حلف الناتو محذراً من مخاطر استمرار التدفقات العسكرية لجورجيا بواسطة الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو، باعتبارها إمدادات ستؤدي إلى عسكرة منطقة القوقاز الشمالي والجنوبي.
- أكد مصدر روسي أن موسكو ستسعى إلى فرض العقوبات ضد الشركات والمنشآت المتورطة في تزويد جورجيا بالإمدادات العسكرية.
- أعلنت روسيا أنها أصدرت قراراً بحظر تزويد جورجيا بالمعدات التكنولوجية المدنية ذات الاستخدام المزدوج أي التي يمكن استخدامها للأغراض العسكرية.
- الدعم الأمريكي لجورجيا لم يقتصر على الأسلحة والمعدات العسكرية وإنما كذلك على المساعدات المالية والاقتصادية الكبيرة.
- تزايد إشراف مثلث الولايات المتحدة – إسرائيل – حلف الناتو على الروابط الأمنية بين جورجيا وأوكرانيا باعتبارهما دولتين حليفتين للغرب وفي الوقت نفسه عدوتان لروسيا، وعلى هذه الخلفية فإن تعاون هذا المثلث يركز على دعم هاتين الدولتين عسكرياً وأمنياً وفي الوقت ذاته بناء تحالف عسكري – أمني جورجي - أوكراني غير معلن ضد روسيا.
• تسريب الخبير ريك روتزف: تطرقت التسريبات إلى المعلومات التي نشرتها بعض الصحف الاسكندنافية التي أكدت أن بعض عناصر القوات السويدية والفنلندية المشاركين في حرب أفغانستان أشاروا إلى أنهم يخضعون لتدريبات مكثفة في شمال أفغانستان على كيفية خوض المواجهات مع القوات الروسية، وكان من أبرز النقاط الواردة في التسريب ما يلي:
- تتمركز القوات السويدية والفنلندية في مناطق شمال أفغانستان المتاخمة لدول آسيا الوسطى.
- ظلت واشنطن تطالب السويد وفنلندا بزيادة قواتهما في أفغانستان ولاحقاً بسبب تزايد الهجمات اضطرت السويد وفنلندة إلى زيادة القوات وبعد ذلك تبين أن الاعتداءات التي تعرضت لها القوات السويدية والفنلندية كانت بواسطة بعض الأطراف الأفغانية الوثيقة الصلة بأمريكا بما يلغي الشكوك أن هذه الاعتداءات كانت مفتعلة بواسطة القوات الأمريكية لإرغام السويد وفنلندا على القيام بزيادة القوات للقيام بالعمليات العسكرية المستقبلية ضد روسيا باعتبارها مصدر الخطر الرئيسي المحتمل ضد أمن فنلندا.
- برز تقرير عسكري فنلندي آخر يقول أن القوات الفنلندية الموجودة في شمال أفغانستان تخضع حالياً لعمليات تدريب مكثفة بإشراف الخبراء الأمريكيين للقيام بالعمليات العابرة للحدود مع دول آسيا الوسطى وطالما أن حدود آسيا الوسطى مع أفغانستان كانت لعشرات السنوات تمثل حدود الاتحاد السوفيتي السابق فإن تطابق طبيعة حدود آسيا الوسطى مع الحدود الفنلندية - الروسية يجعل من تدريبات القوات الفنلندية على اختراق الحدود مع دول آسيا الوسطى نموذجاً متماثلاً مع قيام هذه القوات باختراق الحدود الفنلندية – الروسية.
إضافة لهذين التسريبين فقد نشرت مواقع بارينز ونيوز تريند وهلسينكي سانومات الإلكترونية المزيد من التقارير التي كشفت عن انهماك خبراء حلف الناتو في مشروع تدريب قوات الناتو الموجودة في أفغانستان على سيناريوهات المواجهات العسكرية المحتملة مع القوات الروسية وإضافة لذلك أكدت بعض التسريبات أن قيادة الناتو لم تكتف بتدريب قواتها على سيناريوهات المواجهة مع القوات الروسية في المسرح الأفغاني وإنما توجد حالياً مناورات وتدريبات دورية تقوم بها قوات الناتو في المسرح الجورجي لرفع جاهزية قوات الناتو لاحتمالات المواجهة العسكرية مع روسيا.
* ردود الأفعال الروسية:
أدركت موسكو بشكل متزايد حقيقة الأداء السلوكي العسكري بواسطة القوات الأمريكية وقوات الناتو والقوات الجورجية وغيرها من قوات حلفاء أمريكا في المسرحين الأفغاني والجورجي، وحالياً تقول المعلومات أن روسيا سعت لاتخاذ الإجراءات والترتيبات الوقائية العسكرية الآتية:
• تعزيز قدرات قوة الردع العسكري السريع المضطرد وهي عبارة عن تحالف عسكري يضم قوات: روسيا – بيلاروسيا – أرمينيا – كازاخستان – كيرغيزستان – طاجيكستان – أوزبكستان.
• تعزيز التنسيق العسكري – الأمني المتبادل بين دول منظمة تعاون شنغهاي.
• نشر المزيد من القطعات العسكرية الروسية في المناطق المواجهة لبحر البلطيق والحدود الروسية - الفنلندية ومناطق القوقاز الشمالي المواجهة للحدود الروسية – الجورجية إضافة إلى نشر المزيد من القوات الروسية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللذان أعلنا الانفصال عن جورجيا واعترفت بانفصالهما موسكو.
عموماً، من المستبعد حدوث مواجهة عسكرية أمريكية – روسية ولكن من الممكن أن تظهر بعض حروب البروكسي في المناطق المتاخمة لروسيا التي من المحتمل أن تشمل سيناريو الحرب الروسية – الفنلندية والحرب الروسية – الأوكرانية والحرب الروسية – الجورجية وحرب روسيا مع دول البلطيق (إستونيا – لاتفيا - ليتوانيا)، وكذلك على النحو الذي ستكون فيه هذه الحروب على غرار سيناريو الحرب الروسية – الجورجية وبرغم أن موسكو تملك القدرة على حسم كل هذه الحروب فإن المطلوب أمريكياً على ما يبدو هو إرهاق روسيا واستنزاف قدراتها في الحروب الإقليمية والمحلية وبالقدر نفسه رفع معدلات كراهية السكان لروسيا والروس.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...