تطبيقات فيزياء العطالة في قرارات الثقافة والإعلام الإصلاحية

20-01-2007

تطبيقات فيزياء العطالة في قرارات الثقافة والإعلام الإصلاحية

الجمل - أنور بدر: يقول مبدأ العطالة في الفيزياء: أن أي جسم متحرك في الفراغ يحافظ على سرعته ومنحى الحركة لديه ما لم يتعرض لقوى كابحة أو قوى إعاقة، كالجاذبية أو الاحتكاك أو الاصطدام، وأهمية هذا المبدأ أنه لا يساهم في تفسير الظواهر الفيزيائية فقط، بل يتعداها إلى تفسير الكثير من الظواهر السياسية أيضاً.
فعلى سبيل المثال، هل يتذكر أحد الآن "حكومة عموم فلسطين" التي أعلنت في غزة بتاريخ 23/9/1948إثر قرار تقسيم فلسطين الصادر عن  الأمم المتحدة، وأن هذه الحكومة التي قامت بمباركة جامعة الدول العربية- مع اعتراض الأردن- لم تعترف بها الأمم المتحدة، وانتهت عملياً مع قرار الملك عبد الله بضم الضفة الغربية لمملكته العتيدة، لكن تلك الحكومة برئاسة أحمد حلمي باشا استمرت بالوجود ضمن مكاتب جامعة الدول العربية في مصر حتى وفاة رئيسها أحمد حلمي باشا في نهاية أيلول/ سبتمبر 1963. ولم يكن ثمة مبرر سياسي أو قانوني أو حتى أيديولوجي لاستمرارها كل تلك السنوات سوى قانون العطالة.
أعتقد أن قلة سيتذكرون ذلك الحدث، لكنني أفترض أن قسماً مهماً ممن تجاوز العقد الرابع من العمر سوف يتذكرون أنه بتاريخ نيسان 1971 أعلن عن قيام "اتحاد الجمهوريات العربية" بين كل من سوريا ومصر وليبيا، والتي نص عليها الدستور السوري سنة 1973 في المادة الأولى منه، دون أن يتعرض لها أي من التعديلات اللاحقة على الدستور. وقد نص إعلان الاتحاد عن تشكيل مؤسسات كرئاسة الاتحاد ومجلس وزراء اتحادي ومجلس أمة اتحادي أيضاً، لكن الخلافات داخل هذه الأنظمة والتي بلغت ذروتها مع ذهاب السادات إلى كامب ديفيد أجهضت هذا المشروع القومي.
 والكل يعرف أن مياهاً كثيرة جرت تحت جسر ذلك الاتحاد وفوقه أيضاً، وتبخرت كل المؤسسات الاتحادية المعلن عنها ما عدا بعض المكاتب لا تزال مشرعة أبوابها في العاصمة السورية دمشق، إذ لم يصدر قرار بإغلاقها، ولم يتخذ أي تعديل دستوري بشأن هذا الاتحاد الذي لم ينجز منذ ثلاثة عقود أو أكثر، ولا أعتقد  بوجود تفسير لذلك سوى مبدأ العطالة.
اضطررت لهذه المقدمة وأنا استعيد ما حصل لقانون دمج مؤسسات (الوحدة- تشرين) الصحفيتين مع المؤسسة العربية لتوزيع المطبوعات ضمن مؤسسة إعلامية واحدة. فيما عرف بإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية، هذا المشروع الذي أُقر بعد نقاشات مطولة إعلامية وداخل مجلس الشعب (البرلمان), وصدر بتاريخ 9/6/2005 متضمناً صدور التعليمات التنفيذية خلال مدة ثلاثة أشهر لإستكمال تطبيقه. 
وفعلاً صدرت هذه التعليمات بتاريخ 8/9/2005 أي قبل يوم واحد من انتهاء المهلة المحددة قانونياً، وأعلن وزير الإعلام السابق قرار تكليف السيد ممتاز الشيخ مدير الرقابة في وزارة الإعلام بمهمة  مدير عام المؤسسة المدمجة. دون أن يتمكن من تأمين مكتب له في أي من المؤسسات الثلاث قبل شهرين أو ثلاثة، لكن مشروع الدمج توقف عند هذه النقطة، دون اتخاذ أي إجراء يتعلق بهيكلة المؤسسات الإعلامية الذي نص عليه القانون الصادر سابقاً، حتى جاءت توصية من مؤتمر اتحاد الصحفيين في سوريا تطالب بوقف الدمج.
وكان السؤال الملح باستمرار: لماذا لا يتم العمل على تنفيذ قانون الدمج؟ وإذا كانت التوصية الأخيرة بإلغائه جديرة بالاهتمام، فلماذا لا يتخذ قرار بإلغاء الدمج؟
المفارقة الأكثر فجاجة، أن السيد وزير الإعلام قرر في بداية هذا العام إجراء جملة من التغييرات الإدارية، تم بموجبها تكليف الصحفي عصام داري برئاسة تحرير صحيفة (تشرين) بدلاً من الدكتور خلف الجراد، الذي كلف بإدارة المؤسسة المدمجة بدلاً عن السيد ممتاز الشيخ، دون أن يعني ذلك تقدماً في طريق الدمج، أو تراجعاً عنه.
ماذا يعني ذلك غير مبدأ العطالة؟ قرار اتخذ واكتسب الصبغة القانونية ولو ينفذ، وتوصية معاكسة تعبر عن رغبة نقابية ومهنية لم يؤخذ بها أيضاً. ويبقى الوضع مستمراً بقوة العطالة، لا شيء يتقدم ولا شيء يتراجع، المؤسسات الإعلامية تسير بذات السرعة وذات المنحى دون إعاقة. إنه قانون العطالة.
في ذات الاتجاه صدر قانون إحداث هيئة عامة للكتاب في سوريا، بعد أن وافق عليها مجلس الشعب أيضاً.
وإن كنا لا ننكر وجود أزمة كتاب في حياتنا، فالأحرى بنا أن نعرف أنها أزمة قراءة أولاً، ثم أزمة كتاب ثانياً،وفيما يخص هذا الكتاب فهناك وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب يتقاسمان مهمة الرقابة والطباعة أيضاً، مع وجود عدد لا يستهان به من دور النشر الخاصة، التي عليها الحصول على موافقتهما الرقابية المسبقة قبل طباعة أي عنوان.
 بعض الدور تحتال على الموضوع بوضع أسم لدار نشر حقيقية أو وهمية خارج سوريا، ثم تكتفي بالحصول على موافقة للتوزيع داخل سوريا،وهي عموماً أسهل من الحصول على موافقة الطباعة.
فإذا كانت الهيئة العامة للكتاب لن تلغي هذه الدور الخاصة، ولن تلغي دور اتحاد الكتاب العرب، فإنها بالضرورة ستحل محل مديرية التأليف والترجمة في وزارة الثقافة، وهي كانت من أنشط المديريات، ضمن دائرة الإمكانيات الموضوعة تحت تصرفها، ومع مراعاة التجاوزات التي تحصل عليها من الوزير ومن آخرين أيضاً.
فهل يُصلح وضع الكتاب في بلدنا بمجرد استبدال مديرية التأليف والترجمة بالهيئة العامة للكتاب؟ أو لم يكن أجدى للكتاب دعم مديرية التأليف والترجمة في الوزارة وتوسيع صلاحياتها وإمكانياتها على طباعة عدد أكبر من الكتب والدوريات؟ وتوزيعها بسعر أقل؟ وتجاوز كل الخطوط الحمراء أمام الكتاب؟ أم أن القصد تقليد ما هو موجود في مصر مع اختلاف شروط الحالة المصرية؟
حتى تاريخه جرى تعيين الدكتور عبد النبي أصطيف مديراً للهيئة العامة للكتاب، وأعطي مكتباً ضمن الطابق الثالث من وزارة التموين القديمة، حيث تتواجد المديريات المطرودة من فردوس وزارة الثقافة، فهل نتوقع من الدكتور عبد النبي أصطيف أن يُخرج الكتاب المسكين من دائرة أزمته؟ وأن يستعيد العلاقة المقطوعة بين القارىء والكتاب؟ وهل سيتمكن من تجاوز العقبات الاقتصادية الكامنة في خلفية المشهد؟ أم أنه سيكون أقدر على إلغاء الرقابة وتوسيع هوامش الحرية في الطباعة والنشر والتعبير عن الرأي؟
علامات استفهام كثيرة سنبقيها رهن المستقبل. وما يمكن أن تنجزه الهيئة العامة للكتاب ورئيسها العتيد، آملين أن لا يدخل هو وهيئته ومديرية التأليف والترجمة في دائرة العطالة التي تكاد تحكم كل شيء في بلدنا؟

 

الجمل

إلى الندوة

التعليقات

مبدأ العطالة والشغلات التي في المقال يعطي صورة صادقة عن كل ما يجري في سراديب وكواليس وردهات الغابة الاعرابية التي توقفت ساعاتها عن الدوران وبعضها اصبح يدور الى الوراء بعكس حركت التاريخ واما موضوع القرارات والتي هي من مثل ما قال المثل ( متل الضراط على البلاط ) فهي قرارات لكسب الوقت او للضحك على اللحى ولو كانت محلوقة او للزحلقة ان كان المستهدف فيها اصبح من غير الرغوب بهم او ان المادة التي انتج واستخرج القرار بسببهب اصبحت تتجاوز تاريخ الصلاحية من حيث مبدأ ( حك لي لحكلك ) ولكن السؤال الذي اصبح يؤرق نومي هو اسم احمد باشا ( حلمي او حلمك مو فارقة ) حيث ذكرني باسم رئيس سوريا السابق احمد الخطيب الذي قاد مايسمى سوريا ببراعة ولمدة تزيد عن الخمسة اشهر وبدون ان تحصل اية انقلابات ضده وتلك الفترة كانت من اواخر شهر تشرين الثاني 1970 وحتى اوائل نيسان 1971 ولكن لسوء حظه قام بالدعس على قشرة موزة سميكة اسمها اتحاد الجمهوريات (السلطنات) الاعرابية وتزحلق ذلك الرئيس وذهب في غياهب عالم الاسرارواصبح رئيسا لمجموعة هذه القطاعات مجتمعة وصار مثل ما قال المثل لا معلق ولا مطلق ولا هو باين لافي ارض ولافي سماء ولذلك اطلب وبالحاح من موقع الجمل بما حمل وليخبرنا عما حصل كتابةشيئا عن زعيم دولتها انذاك وهل هو على قيد الحياة ام ذهب للقاء الرفيق الاعلى؟؟؟!!! ام انه شخص غير مرغوب فيه ولااحد من السوريين يهمه امره ام ان حبه فرط !!! يا جماعة هذا الاحمد الخطيب هورئيس يعني زعيم امة كيف اختفى متل ما قال المثل ( ف... ملح وداب)؟؟؟!!! يعني اجاتا كريستي (محققة القضايا المبهمة ) اتعقدت من هذه الروايارجو من الجمل العمل على الحفاظ ومتابعة اخبار تراثها الوطني وكتابة موضوع عن حياة ذلك الرئيس وسيرته الشخصية وكفاحه المرير ونضاله ضد الاستعمار والامبريالية والبرجوازية والاقطاعية والشيوعية والاخوانية والشيعية والوهابية والمارونية والصهيونية العالمية وتجارة الرقيق والخ الخ الخ من الاسطوانات المكسورة رجاء عدم التطنيش شو يعني الزلمة من شجرة مقطوعةوالا شو ؟؟؟؟زززز!!! لك وين راح موشي بيجنن امانة!! هل انتحر هل ضاع هل زعل وحرد!! لك وينو لك وينو شو في بينو وبينو؟؟؟ هل عند غوار الزاهد طوشة باشا الجواب افيدونا ؟؟ please .......please we need to know هي الجملة الاخيرة تشجيع مني لصناعةالسياحة في بلدكم OK GUYS

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...