تخوف إسرائيلي من جبهة الجولان: قصف «اللواء 90» رسالة لروسيا؟

29-09-2015

تخوف إسرائيلي من جبهة الجولان: قصف «اللواء 90» رسالة لروسيا؟

أثار تزايد إطلاق القذائف من الجانب السوري على الأراضي المحتلة في هضبة الجولان السورية مخاوف لدى الإسرائيليين. وبالرغم من اعتراف العسكريين الإسرائيليين بأن القذائف التي سقطت مؤخرا في الجانب المحتل من الهضبة كانت طائشة وهي نتيجة تبادل نيران بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، إلا أن الرد الإسرائيلي توجه نحو قاعدتين للجيش السوري. وقالت مصادر إسرائيلية إن هذا الرد تحذيري في طبيعته ويحمل رسالة مفادها أن إسرائيل لا تحتمل أي هجمات عليها حتى لو كانت عن طريق الخطأ.دخان متصاعد من أماكن قصف الجيش السوري لمواقع المسلحين في بلدة جباتا الخشب، أمس الأول. (أ ف ب)
وكتب المعلق العسكري في موقع «والا» الإخباري، أمير بوحبوط، أن القذائف التي أطلقت من الجانب السوري لم تكن مقصودة وأنها كانت ضمن تبادل نيران بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أعطى الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بمهاجمة مواقع عسكرية سورية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه «ليست لدى دولة إسرائيل نية للمرور مرور الكرام عن حوادث من هذا النوع، لذلك هاجم الجيش الإسرائيلي مدفعين للجيش السوري». وأضاف «إننا نرى في النظام السوري وفي جيشه المسؤول عما يجري في مناطقهم، ولن نكون متسامحين في حالات كالتي حدثت أمس واليوم، وسنعمل لمنع أي محاولة للمس بأمن مواطني إسرائيل».
وبحسب المعلق، فإن الجيش الإسرائيلي دمر المدفع الذي أطلقت منه القذائف وهو يقع في موقع تابع لـ «اللواء 90» من الجيش السوري. ويرى الجيش الإسرائيلي أن رده على القذائف التي سقطت في الجولان المحتل بهذه الطريقة يرمي إلى تأكيد المخاوف من انزلاقات إضافية للمعارك السورية نحو الأراضي المحتلة ولذلك جاء الرد سريعا.
ونقل بوحبوط عن تقديرات في الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفيد أن الجيش السوري قرر استئناف المعارك ضد المسلحين في المناطق القريبة من الجولان على خلفية استشعاره بالثقة بعد الدعم الذي تلقاه بتعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا. كما أن الهدن التي يبرمها الجيش السوري مع فصائل معارضة في مناطق مختلفة بينها الزبداني وريف إدلب عززت القوات السورية قرب الحدود.
وأشار المراسل إلى أن القوات السورية ومقاتلين من «حزب الله» صاروا يوجهون وحداتهم بهدف استعادة مناطق استراتيجية خسروها في المعارك، مع تركيز على هضبة الجولان والسياج الأمني. وفضلا عن ذلك تحاول هذه الوحدات إبعاد المسلحين عن مناطق لا تزال تحت سيطرتهم كالقنيطرة وخان أرنبة وقرية حضر. وقد اتحدت فصائل معارضة صغيرة بعد محاولاتها السيطرة على المحور المركزي المؤدي من القنيطرة إلى دمشق، ولكن الجيش السوري يبعد خطرهم باستخدام القصف المدفعي.
ويضيف المراسل العسكري الإسرائيلي أنه بين حين وآخر تقع انتهاكات للهدنة حول الزبداني وفي إدلب ولكنّ هناك أيضا أحداثاً تشهد على تغيير العلاقات بين الطرفين. ففي الأيام الأخيرة سمح «حزب الله» بنقل جرحى، وهو ما يشير إلى تغير إيجابي في العلاقات بين الطرفين وقد يسمح بتوافق على مناطق سيطرة واضحة. وافترض المراسل أنه إذا حوفظ على وقف النار بين الجانبين من دون انتهاكات، وصار القتال الروسي ضد «داعش» فعالا، فإن القوات السورية و«حزب الله» قد يعززان وجودهما في هضبة الجولان بضغط إيراني. وهنا سيزداد التوتر على الحدود الإسرائيلية، ما يشكل حافزا لانشغال الجيش الإسرائيلي بكثرة.
ومع ذلك ليس بوسع المراقب أن يتجاهل حقيقة أن القصف الإسرائيلي للمواقع السورية جاء بعد تلميحات روسية بعدم السماح بانتهاك السيادة السورية. وليس مستبعدا أن يكون القصف الإسرائيلي نوعا من التفاوض بالنيران على طريقة التعامل مع الوجود الروسي الجديد. وكأن إسرائيل تقول إن وجود روسيا في سوريا لن يمنعها، على الأقل في المناطق الحدودية، من التصرف بحرية وفق مصالحها.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...