بوش يورّث إسرائيل“هدايا” غير مسبوقة:قدرة تجسسية على العرب وإيران

31-07-2008

بوش يورّث إسرائيل“هدايا” غير مسبوقة:قدرة تجسسية على العرب وإيران

على خطين متوازيين واصل الوفد “الإسرائيلي” إلى واشنطن مباحثاته مع كبار المسؤولين الامريكيين في البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية وكذلك مع عدد من المشرعين الامريكيين، حاصداً تباعاً الكثير من الهدايا المطلوب تقديمها للحليف “الاسرائيلي” قبل مغادرة إدارة الرئيس جورج بوش، وعلى رأسها مساعدات عسكرية ثمينة وغير مسبوقة، حيث قررت واشنطن وللمرة الأولى ربط “إسرائيل” بنظامين فضائيين للإنذار المبكر والتجسس لتمكينها على مدى الساعة، وبشكل مفتوح، من المراقبة والمتابعة لكل المنطقة، وذلك كإجراء احتياطي لحمايتها.
ومن المعروف ان “إسرائيل” كانت أحياناً يسمح لها باستخدام هذه التقنية عبر طلب تتقدم به، وكان يشترط حصولها على موافقة الجانب الامريكي قبل تزويدها بالمعلومات التي تطلبها، وبهذا القرار ستتمكن “إسرائيل” من متابعة ومراقبة محيط واسع يشمل ايران وجميع العالم العربي على مدار الساعة.
وبالنسبة لطلب “إسرائيل” الثاني بأن تزودها الولايات المتحدة بمنظومة صاروخية لدعم تطوير الصاروخ “الاسرائيلي” “حيتس”، وهو الصاروخ الذي يطلق عليه اسم “أرو”، كانت “إسرائيل” قد بدأت انتاجه بدمج تصاميم فرنسية وأمريكية، وأثبت فشله ولم ينجح سوى في صد الصواريخ الثقيلة بعيدة المدى مثل “سكود”، هذا الطلب رفضه وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، لكنه وافق على ارسال أحدث رادار أمريكي يسمى “X Band” وهو رادار فائق التقنية لدرجة إمكان ان يكتشف كرة تنس على بعد 4700 كيلومتر، وسوف يشحن هذا الرادار الى “إسرائيل” على الفور وقبيل نهاية فترة حكم بوش.
هذه الخطوة جاءت بعدما شكا باراك من قرب حصول طهران على صواريخ “S.300” الروسية الصنع “مارس/آذار 2009” وهي أحدث الصواريخ في العالم، ولديها القدرة على إصابة أهداف على بعد 150 كيلومتراً وارتفاع 30 كيلومتراً “90 الف قدم” أي أعلى من أقصى ارتفاع يمكن أن تصل إليه طائرة، كما يمكن لهذا النوع من الصواريخ أن يتعامل مع مائة هدف في نفس الوقت سواء كان طائرة أو صاروخاً.
والى جانب هذه الهدايا العسكرية الثمينة فإن مساعي أخرى تشرف عليها واشنطن لتحقيق أمنية “إسرائيلية” أثمن وأغلى ولا تقارن بأي حال من الأحوال بغيرها من الهدايا، وهي الحصول على ما يطلق عليه “وثيقة تفاهم” من الطرفين تمهيداً لعرضها على الأمم المتحدة وذلك للحصول على اعتراف أممي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بيهودية “إسرائيل”، الأمر الذي حاول الجانب الفلسطيني نفيه، وتمسك أحمد قريع المفاوض الفلسطيني الى واشنطن وكذلك صائب عريقات بتكرار الشكوى من الممارسات “الاسرائيلية” لاسيما في القدس وهدم المنازل والنشاطات الاستيطانية باعتبارها تدمر كل احتمالات عملية السلام، وكان عريقات قد أكد للصحافيين أنهم سيرفضون اي اتفاق ناقص فإما الاتفاق على كل شيء أو لا اتفاق، وأضاف “اننا لن نسمح بتأجيل اي من قضايا الحل النهائي في القدس والحدود والمستعمرات والأمن والأسرى والمياه، والعلاقات كلها تشكل (رزمة) لا يعقل تجزئتها”.
وكانت مباحثات اليوم الثاني قد تضمنت لقاءات منفردة بين كوندوليزا رايس، وكل من الوفدين الفلسطيني و”الاسرائيلي” كل على حدة، قبل ان تجمعهما معاً. وفي كل اجتماعاتها حضر معها ديفيد وولش مساعدها لشؤون الشرق الأدنى. الوفد الفلسطيني التقى أمس الأول وفريق البيت الأبيض برئاسة مستشار مجلس الأمن القومي ستيف هادلي.

وتحاول رايس ومعها صقور البيت الأبيض وعلى رأسهم اليوت ابرامز اقناع الطرفين ولاسيما الفلسطيني بتوقيع اتفاق تفاهم بدعوى الرغبة في تقديم تقرير للجنة الرباعية الدولية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، ولكن يفهم من سياق وأسلوب وإصرار الإدارة الأمريكية على الدفع بعملية التسوية في وقت متأخر، حتى لو استدعى الأمر جولة أخرى قريبة للغاية تقوم بها رايس للمنطقة، أن واشنطن تريد تحقيق حلم ونظرية ناتان شارانسكي، والتي يؤمن بها الرئيس الأمريكي والمعجب جدا بها، وبكتاب شارانسكي عنها لمحو “الخطر” الديمغرافي عن “اسرائيل”. فاعتراف العالم ولو في إطار مماثل لما تم عليه الأمر في “أنابولس” (البروفة)، سيمكن “إسرائيل” لاحقاً من معالجة مسألة اللاجئين الذين لن يسمح لهم بالعودة بموجب هذا الاعتراف، بل سيعتمد الأمر على فلسطينيي ال ،48 و”الأغيار” بوجه عام، وحيث ستكرس “إسرائيل”، بما في ذلك القدس المحتلة لليهود فقط.

هذا الاعتراف بيهودية “إسرائيل” سيكون في حجمه مماثلاً لمؤامرة عام 48 بإنشاء “إسرائيل”.

وفي الأغلب ستحصل “إسرائيل” على ما تريده وكذلك واشنطن، ووقتها لن يستطيع العرب أن يجادلوا، ألم يعترفوا ضمناً في بروفة “أنابولس” بها؟

حنان البدري

المصدر: الخليج

 


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...