الموت الرسمي لبن لادن دراما هوليوودية

27-05-2013

الموت الرسمي لبن لادن دراما هوليوودية


باسل محمد يونس : هل كان الموت الرسمي لبن لادن دراما هوليوودية و نتيجة التحالف الجديد الغير معلن لواشنطن مع ما يسمونه الاسلام المعتدل ؟

نحن أمام فلسفة سياسية جديدة تحدد علاقة واشنطن بالعالم العربي من بوابة التحرك الواسع من أجل الحرية والديمقراطية الذي يجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

يجب فهم عملية الإحياء الجارية داخل الشرق على أنها مراجعه و دراسه نقدية للذات من جانب واشنطن من أجل ضمان المصالح عبر سياسة جديدة تتأقلم مع التطورات الطارئه في الشرق الأوسط. فكان لا بد من تغيير الوسائل والاستراتيجية، و ركب الموجة والرياح الجديدة على المنطقة و توجيهها عن بعد و استثمارها باسم حرية و حقوق شعوب المنطقة ؟
بن لادن الأمريكي الصنع عبارة عن شماعة من أجل تبرير العربدة الأمريكية والحروب الاستباقيه ضد من تعتبره واشنطن عدو أو ارهابي وفق معاييرها القراقوشية، تعلق عليها كل أخطائها ومعبرا تصفي به حساباتها مع العالم العربي والإسلامي وتجسيداً للإرهاب الفكري وتنميطه باسم محاربة الإرهاب الدولي والقاعدة "المختلقة أمريكيا من الألف الى الياء ". وقد تمكنت بفضل الماكينة الدعائية و الوسائل المتاحة من جعل بن لادن رمز العرب والمسلمين غصباً عنهم، وتحديدا في عقل المواطن الغربي الذي يعيش في عالمه الافتراضي و الذي يعتبر صيداً سهلاً لقنوات تلفزيونيه لا تمت للموضوعية بأي صله، فأصبح تعريف الارهاب : هو كل من يقول لا للرواية الأمريكية "من ليس معي فهو ضدي" و يصبح رأسه يانع و جاهز للقطاف بحجة أنه يعادي الحضارة و حب الحياة، بما يمكن توصيفه إرهابا فكريا وماديا أفظع من ارهاب القاعدة المختلقة نفسها.
وفق هذا السيناريو القاعده مجرد تكريس لنظريه العدو الوهمي، عدو يتغير وفق مقتضيات المصالح الهوليودية، فبعد الانتهاء من الشيوعية انتقلوا الى اسلام "ماركة القاعده" و الآن جاء دور موال آخر و هو في اللعب على الخوف من البعبع الصفوي الفارسي، لذا وجب الاستثمار في هذا المجال خصوصاً أن الزبون المعادي للبعبع الفارسي لا ينقصه الكرم و قلة الفطنة و لا يزعجه تسديد أي فاتورة للعم سام.

الفيلم الهوليودي نجح في ابراز بن لادن والقاعدة نجمان وإيقونة تهددان السلام العالمي، نظرية القاعدة التي بدأت بالجهاد ضد الاتحاد السوفييتي و دحره من أفغانستان تحولت إلى مافيا إرهابية تفتح لها فروعا في عدد من دول العالم وإرهابا فكريا وابتزاز سياسي وحصار لأي مقاومة مشروعة عن طريق حرف أي قضية، من وطنية قومية الى دينية "طائفية أو مذهبية"، و صراع حضارات.
منحت قيادة هذه الحركة الجديدة إلى "المستشار الديني للجزيرة" القردضاوي، نظموا في هذا المنظور عودته الى ميدان التحرير و سمح له بالتحدث أمام حشد من حوالي 2 مليون نسمة. كان ذلك بمثابة الفرصه للواعظ من أجل تحويل الثورة المصرية بعيدا عن الأهداف الوطنية و القومية و يكون همه الرئيسي هو باعلان الإسلام دين الدولة.
فحتى مجرد التشكيك في الرواية الأمريكية يزج بصاحبه في خانة الإرهاب ،فعندما شكك الكاتب الفرنسي ميسان في أسطورة11 ايلول، في كتابه "الخديعة الكبرى" نعت بجميع الأوصاف من قبل واشنطن، بالتأكيد أنا لا أنكر الحادثه، لكن هل قامت واشنطن بكل التسهيلات لعناصر القاعدة من أجل استهداف برجي التجاره في نيويورك ؟ في وثائقي "العالم كما يراه بوش، Le Monde selon Bush" للفرنسي وليام كاريل، قام خلاله باجراء مقابلات مع مسؤولين في الاداره الأمريكيه حينها عام 2004 اقروا بأن الارهابين المزعومين كانوا مطلوبين من قبل الاستخبارات الأميريكية و أنهم حصلوا على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة و ترك لهم الحرية في استئجار المنزل و دروس الطيران و كان بينهم عملاء لل FBI ...ألخ هؤلاء أغلبيتهم سعوديين و يمنيين فهل هذا يعني أن العرب أو الاسلام أو دولهم هي المسؤوله عن فعلتهم ؟ أم الدوله التي وظفتهم و تم انجاز العمل لصالحها ؟ هذه الوقائع أكدها كبار محرري الصحف الأمريكيه و مؤرخين أمريكيين و سياسيين و مسؤولين في عهد بوش "وكيل رب العالمين على الأرض حسب ادعائه" و كل هذه التفاصيل موثقة في هذا الفيلم الوثائقي الفرنسي "الذي لم يأخذ حقه" و نشرت هذه الوثائق في جريدة لوموند ماغازين في الشهر السادس من عام 2004.
وفاة بن لادن ...(رسميا)... يخلط جميع الأوراق و يحول الاهتمام باتجاه تفاصيل الرواية الهوليودية من أجل وضع القناع على القرارات الاستراتيجية المستجده في واشنطن. توقيت اعلان موت بن لادن في الوقت الذي تم ادخال عناصره في عمليات حلف شمال الاطلسي, من هنا تأتي أهميه الاعلان الرسمي لبن لادن "الرئيس الافتراضي" و تعود تسمية "مقاتلي الحرية " التي كانوا يتمتعون بها في العهد السوفياتي.
في عام 2001 كان بن لادن مريض و بحاله سيئة جداً، في صيف عام 2001 تم قبوله في المستشفى الأمريكي في دبي، أوائل أيلول 2011 ، تم نقله إلى المستشفى العسكري في روالبندي (باكستان)... بعد أيام قليلة من الهجمات على برجي التجاره في نيويورك، كان قد أعطى مقابلة في موقع لم يكشف عنه لصحفي من قناة الجزيرة. في الشهر العاشر 2001 أعلنت عائلته وفاته وحضر اصدقائه جنازته.
وزارة الدفاع الاميركيه اعتبرت أن هذه مجرد أخبار كاذبه للسماح له بالإفلات من العدالة الامريكية... من 2001 حتي 2011 ،لم يلتقي أي شاهد موثوق به بن لادن.

خلال هذه الفترة ، تم عرض شرائط فيديو وصوت تعزى لبن لادن ، سواء من قبل وزارة الدفاع أو وسائل الإعلام (وخصوصا قناة الجزيرة) ، أو عن طرق شركات خاصة للاستخبارات (Intel Center, Site Intelligence Group). تم مطابقة معظم هذه التسجيلات عن طريق وكالة المخابرات المركزية باستخدام منهجية غير محدده. لكن كل هذه التسجيلات كانت غير صالحة و دون مصداقيه حسب "خبراء المجتمع في مجال الذكاء الاصطناعي" ، بما في ذلك "معهد دال مول، Intelligence Artificielle Dalle Molle Institute" الذي يعتبر المرجع العالمي الأول في مجال الخبرة القضائية.

بعبارة أخرى بن لادن توفي في الشهر العاشر 2001. ما نسمعه اليوم و ما تم عرضه في الماضي مجرد أسطورة انتهت الحاجة لاستخدامها و أصبحت مستهلكه أو أن المرحلة الحالية تتطلب توظيفها و تكييفها وفق المصالح و نشرة الأحوال الجوية السياسية و المتغيرات في الشرق الأوسط.
إعلان موت بن لادن بهذه الطريقة جاء في سياق التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، ويبرز هنا دور رئيس الوزراء التركي ايردوغان الذي يتزعم حزب العدالة والتنمية الإسلامي بصفته راعياً لكل الحراك الإسلامي الأصولي "المعتدل". وقد قدم ايردوغان نموذجاً مقبولا عند الأميركيين لحركة إسلامية أصولية تحكم بلداً علمانياً من دون أن تقطع علاقتها بإسرائيل أو بحلف شمال الأطلسي. الدلالات التي يمكن التوصل إليها أن الإدارة الأميركية قد تمكنت مجددا من التوصل إلى عقد صفقة مع الاسلام المعتدل في المنطقة العربية، على غرار الصفقة التي عقدتها في مطلع الثمانينيات وحوّلت بموجبها العالم الإسلامي إلى خط الهجوم الأول على الاتحاد السوفياتي من بوابة محاربة وجوده في أفغانستان... قوام الصفقة هو إقرار واشنطن بحق هذه القوى بالوصول إلى السلطة في بلدانها في مقابل أن تنأى هذه القوى بنفسها عن الأصوليات السلفية المتطرفة من جهة، وان تكون شريكا لواشنطن في مواجهتها مع إيران وحلفائها من جهة أخرى.
كانت صحيفة "الصباح" التركيه قد كشفت عن أن مدير المخابرات المركزية الأميركية CIA ،ليون بانيتا ، زار تركيا سرا لمدة خمسة أيام نهاية شهر آذار 2011. وبحسب الصحيفة التركية، فإن بانيتا توصل مع نظرائه الأتراك إلى اتفاقيات سرية بشأن الوضع في المنطقة، شارك في وضعها نظيره التركي هاكان فيدان وجنرالات الجيش ومسؤلين من حكومة أردوغان. وقالت الصحيفة إن الاتفاقات التي جرى التوصل إليها صنفت في غاية السرية وتضمنت البحث في قضايا السلطة و الحكم في المنطقه.
الإعلان الرسمي لموت بن لادن هو فاتورة قدمتها باكستان بغطاء إسلامي معتدل يمتد من دول الخليج العربي إلى تركيا وغيرها من الدول الإسلامية، تقابلها فواتير قد سددتها الإدارة الأميركية مسبقاً عندما أعربت عن عدم اعتراضها على استلام جماعة الإخوان المسلمين السلطة في مصر، وقدمت الغطاء الدبلوماسي الكامل دولياً لاجتلال السعودية للبحرين والقضاء على الثورة فيها، وغطاء مماثلا للدور السعودي في إعادة إنتاج نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ولكن بشخصية أخرى.
يعد اقرار أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية بعدم دقة الروايات عن تفاصيل العملية التي أودت بحياة بن لادن دليل اضافي لارباك معين. لماذا الاغتيال لا الاعتقال ؟ ولماذا تلقى الجثة في البحر دون حتى أن تطمر في التراب ؟ امريكا عرضت صدام حسين يُفحص عن أسنانه مثل أي حيوان في سيرك... فهل قتل بن لادن في 2011 كما يقول الأمريكان أو تم طمره منذ 2001؟
أظن أننا بحاجه لويكيليكس جديد.

ملاحظة: المقال كتب بتاريخ ٤ ايار ٢٠١١
المراجع : Bibliographie
1. « La CIA a rencontré Ben Laden à Dubaï en juillet », par Alexandra Richard, Le Figaro, 31 octobre 2001. Pour ma part, j’ai recueilli le témoignage de deux très hautes personnalités du Proche-Orient qui sont allées rencontrer Ben Laden dans cet hôpital en présence de responsables de la CIA.
2. « Hospital Worker : I Saw Osama », CBS Evening News, 28 janvier 2002.
3. « Report : Bin Laden Already Dead », Fox News, 26 décembre 2001. « The Death of bin Ladenism », par Amir Taheri, The New York Times, 11 juillet 2002.
4. « La CIA est sans nouvelles de Ben Laden depuis presque 9 ans », 29 juin 2010.
5. « Angelo Codevilla remet en question la version officielle du 11-Septembre », par Alan Miller, 9 juin 2009.
6. « La falsification des prétendues vidéos d’Al-Qaida a été prouvée », Horizons et débats, 22 août 2007.
7. « Déclaration sur la mort d’Oussama Ben Laden », par Barack Obama, 1er mai 2011.
8. «C'est un jour historique pour la États-Unis d'Amérique et pour tous les pays engagés dans la bataille contre le terrorisme. Je tiens à féliciter le président Obama et l'Amérique les gens. Je tiens à féliciter les soldats de l'Amérique, et son intelligence personnel pour une réalisation vraiment remarquable. Il a fallu dix ans pour suivre Oussama Ben Laden vers le bas. Il a fallu dix ans pour mettre une mesure de justice à ses victimes. Mais la bataille contre le terrorisme est longue et impitoyable et résolu. Il s'agit d'un jour de la victoire - une victoire pour la justice, de liberté et de notre commune civilisation.»
9. «L'action commando contre Oussama Ben Laden et son assassinat est l'armée américaine un coup décisif à Al-Qaïda a réussi. Chancelière Angela Merkel, U. S. Le président Barack Obama envoyé leur soulagement à ce (...) nouvelles hier aujourd'hui Forces de la paix a réalisé un succès. La défaite est la communauté internationale Le terrorisme afin moment. Nous devons tous rester vigilants »

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...