القاعدة تهرع لإنقاذ الحكومة الأمريكية

07-08-2013

القاعدة تهرع لإنقاذ الحكومة الأمريكية

الجمل- بيبي إسكوبار- ترجمة: د. مالك سلمان:

عندما تسوء الأمور, اعتمدوا على "وزارة الحقيقة".
كانت نهاية رمضان محتمة. انطلقت المجموعات الجهادية لذلك الكيان الغامض, "القاعدة في شبه الجزيرة العربية", بأقصى سرعتها. حصلت عمليات هروب من السجون من ليبيا إلى باكستان والعراق. وحدث ذلك كله بتزامن تام مع فتوتين متتاليتين أصدرهما ذلك البعبع الأكبر, مساعد أسامة بن لادن السابق أيمن "الدكتور الشرير" الظواهري.
تخيلوا أزمة خانقة تلتقي على أعلى مستويات من المجمع الأورويلي/ البانوبتكوني: "أيها السادة, لدينا فرصة ذهبية هنا. نحن محاصرون من قبل الجاسوس المنشق إدوارد سنودن – الذي حرره السوفييت – وذلك الإرهابي المأجور غرينوولد. يمكن أن يكون سنودن قد انتصر: فحتى في الرأي العام الأمريكي, هناك وعي متنامٍ أننا ربما نشكل تهديداً أكثر من القاعدة.
ولذلك يجب علينا أن نبينَ أننا نسهر على حماية حرياتنا؛ سوف نصرخ إرهاب, إرهاب, إرهاب!"
وعلى الفور, وبطريقة صاخبة واستعراضية, نشهد إغلاقَ العديد من السفارات والقنصليات الأمريكية في "العالم الإسلامي" وتحذيراً من السفر "إلى كافة أنحاء العالم" من وزارة الخارجية – سرعان ما قام "الإنتربول" بتوسيعه. يلي ذلك نوع من الارتباك والفوضى – حيث يحاول الكثيرون التفكير فيما إذا كان التجول في تايلندة أو أكل الكافيار الطازج في باكو طريقة مضمونة للهرب من التفجيرات.
وعلى الفور, نرى الإعلامَ الغربي الرسمي يقع في غرام صرخة الإرهاب الإرهاب الإرهاب مرة أخرى. والويل لكل من يظن أن لهذا علاقة بالرهاب من الإسلام ("إسلاموفوبيا"). هل اعتقدتم أن الإرهاب قد ولى؟ لا, الإرهاب موجود في كل مكان, وعليم بكل شيء, ويقبع في كل مكان. الإرهاب يريد رأسك. القطارات والسفن والطائرات – أنت لست بمأمن في أي مكان تكون فيه.
إلا أن المعلومات الاستخبارية الدقيقة الرائعة التي كشفت عنها "وزارة الحقيقة" تشير إلى جهادي متخفٍ يتبجح على شبكة الإنترنت بأنه وأصحابه سوف يقومون بشيء وسخ في أحد الأيام في مكان ما في عدة مواقع غير محددة في كافة أرجاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الإنذار المزيف على الأبواب
إن دراسة متمعنة لهؤلاء "الآلاف" من عناصر القاعدة المحررين الجاهزين لنشر الفوضى في كافة أصقاع العالم تبين أن معظمهم يمكن أن يكونوا "أصدقاءنا" في نهاية المطاف.
إن هرب السجناء من سجن بنغازي (حوالي 1,000) لا يقلق أصدقاء الناتو في فصائل "المجموعة المقاتلة الإسلاموية الليبية"؛ فمتطرفوهم أصبحوا في السلطة, وهم مشغولون بتفكيك ليبيا وتحويلها إلى دولة فاشلة.
أما بشأن الهروب المزدوج من سجون بغداد (حوالي 1,400), فوجهتهم هي هبر الصحراء إلى سوريا للمشاركة في الجهاد جنباً إلى جنب مع أصدقاء أوباما/كاميرون/أولاند/آل سعود في تشكيلة جبهة النصرة/الدولة الإسلاموية في العراق وبلاد الشام. ولكن, تمهلوا قليلاً؛ إذا كانوا أصدقاءنا في ليبيا وسوريا, كيف يمكن أن يكونوا أعداءَنا في باكستان واليمن؟
في باكستان (حوالي 500), سوف يتفرقون في المناطق القبلية وينتظرون – وإلا ستقصفهم الطائرات الآلية تبعاً للائحة الاغتيالات التي وضعها أوباما. وبالمناسبة, لم تكن هناك أية تحذيرات بشأن باكستان (بخصوص السفارة في إسلام آباد والقنصلية في بيشاور, على سبيل المثال), ولا في إندونيسيا. إذاً الأمر لا يتعلق ﺑ "العالم الإسلامي"؛ بل يقتصر على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط. وخاصة اليمن. لكن أوباما قال للرئيس اليمني الأسبوع الماضي إن القاعدة في حالة انسحاب. ما الأمر إذاً؟ هل عادت القاعدة إلى شبه الجزيرة العربية؟
خلاصة الأمر هي أن استمرارية بوش- أوباما لا تنفك تؤكد نفسها – هذا إن لم نذكر ذلك الثعلب العجوز الظواهري. "الدكتور الشرير", كونه استراتيجياً غريب الأطوار, وصل إلى قناعة منذ فترة أنه إذا كانت أسطورة بعبع "القاعدة" الكونية هي الآن "أقوى من أي وقت مضى" فالفضل يعود لإدارة أوباما وكلابها الإفرنجية, الموجودة في أوروبا والخليج الفارسي, باستراتيجيتهم المعتوهة من ليبيا إلى سوريا. أفغانستان قصة مختلفة تماماً؛ لم يبق هناك شيء من القاعدة التاريخية, بل مجرد عدة مقاتلين في المناطق القبلية الباكستانية.
إذاً كان الظواهري يعرف أنه سيتم إحياء البعبع من جديد, بتزامن تام مع فتاويه الأخيرة لأن الحرب "الطويلة" – أو "الدائمة" – تساوي التمويل المستمر للمجمع الأورويلي/البانوبتيكوني. ومن الضروري إيجاد عدو أجنبي مناسب؛ إذ لم يطن بمقدور أحد في واشنطن الاعتراف رسمياً بهوية "العدو" الحقيقي, بما أن المنافس الاستراتيجي هو التنين الصيني.
"الدكتور الشرير" والمجمع الأورويلي/البانوبتيكوني في نفس الصف – وهذا يوضح سبب السماح له بأن يكونَ آلة لإصدار الفتاوى للفترة التي يريدها دون أن يتم إلقاء القبض عليه وهو في ثيابه الداخلية. لقد عاد هذا المجمع إلى الهجوم. تريدون إصلاح "هيئة الأمن القومي"؟ أو التدخل في قواعد بياناتنا؟ لماذا؟ لقد حذرنا الحكومة الأمريكية للتو من الثرثرة الإرهابية على مستوى ما كان يحصل في "ما قبل 9/11"!
من المحتمل أن تقرر "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" عدم المشاركة في سيناريو "ما قبل 9/11" العالمي هذا. ففي نهاية المطاف, ليس الجهاديون الفعليون على هذه الدرجة من الغباء لكي يقعوا في هذا الفخ. وإليكم هذه الحزورة "الديلانية" [نسبة إلى المغني الأمريكي بوب ديلان]:
طالع عالبرج العالي
علم مزيف بيلالي,
قال الجوكر للحرامي.
فيه فوضى وإرهاب حوالي
وما فينك ياعيني تنامي.


http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/MID-01-050813.html

تُرجم عن ("إيشا تايمز أونلاين", 5 آب/أغسطس 2013)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...