الصراع على بحر الصين الجنوبي

24-06-2009

الصراع على بحر الصين الجنوبي

الجمل: تشهد منطقة بحر الصين الجنوبي اهتماماً متزايداً بواسطة القوى الإقليمية والدولية وتقول المعلومات أن التحركات الميدانية العسكرية البحرية والدبلوماسية السياسية بدأت تشير إلى تصاعد حرارة الصراع بين الأطراف المعنية بمنطقة بحر الصين الجنوبي.
* الخصائص الجيوسياسية لمنطقة بحر الصين الجنوبي:
يمثل بحر الصين الجنوبي الظاهرة البحرية المهيمنة جيوسياسياً على منطقة جنوب شرق آسيا وعلى أساس الاعتبارات الجغرافية يمكن الإشارة لموقع بحر الصين الجنوبي على النحو الآتي لجهة إطلالته على المناطق الآتية:
• يطل على جنوب الصين.
• يطل على غرب الفلبين.
• يطل على شمال إندونيسيا.
• يطل على شرق فيتنام.
• يطل على شمال غرب ماليزيا.
• يطل على شمال شرق ماليزيا وسنغافورا.
إضافة لذلك فإن بحر الصين يتضمن الممرات البحرية الهامة الآتية:
• ممر ملقة الاستراتيجي الذي يربط بحر الصين بالمحيط الهندي وتمر عبره كل الخطوط البحرية والملاحية الواصلة بين شرق وجنوب شرق آسيا وبقية قارات العالم ما عدا أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا.
• ممر سوندا الاستراتيجي الذي يربط بين جنوب شرق آسيا وأستراليا.
• ممر لومبوك الاستراتيجي الذي يربط بين الجزر الإندونيسية الرئيسية والمحيط الهندي.
على أساس اعتبارات عامل إطلالة دول جنوب شرق آسيا على بحر الصين الجنوبي وعلى أساس اعتبارات الممرات البحرية الحاكمة لحركة الملاحة العابرة لبحر الصين الجنوبي. فقد أصبحت السيطرة على هذا البحر تمثل أحد أهم طموحات المخططين الاستراتيجيين وعلى وجه الخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند واليابان وأستراليا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
* الصراع في بحر الصين الجنوبي:
على أساس الاعتبارات الجيوسياسية يمكن تقسيم الصراعات الدائرة في منطقة بحر الصين الجنوبي ضمن المستويات الآتية:
• الصراع على المستوى الجيوسياسي الجزئي: توجد ضمن هذا المستوى طائفة من الصراعات والنزاعات ويمكن الإشارة إلى أبرزها على النحو الآتي:
- نزاعات حول السيادة على المياه الإقليمية والممرات البحرية الثانوية إضافة إلى السيادة على الجزر وتدور هذه الصراعات بين: سلطنة بروناي – كمبوديا – الصين – أندونيسيا – ماليزيا – الفلبين – تايوان – تايلاند – فيتنام.
- نزاعات حول قضايا الأمن والاستقرار وتدور حول العديد من الملفات ومن أبرزها أنشطة القرصنة البحرية وأنشطة شبكات التهريب وأنشطة شبكات الهجرة غير الشرعية وأنشطة التعامل في المخدرات والمواد الممنوعة.
• الصراع على المستوى الجيوسياسي الكلي: يوجد ضمن هذا المستوى صراع يتميز بالتعقيدات وتداخل شبكات المصالح ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
- الطرف الأول: ويتمثل في الولايات المتحدة كطرف رئيسي يجد الدعم والمساندة بواسطة الأطراف الثانوية الحليفة له وهي: الفلبين – أستراليا – تايوان – تايلاند – كوريا الجنوبية – اليابان – إضافة إلى سنغافورة واندونيسيا والهند.
- الطرف الثاني: ويتمثل في الصين كطرف رئيسي والذي لا توجد أطراف ثانوية تقف إلى جانبه بشكل رئيسي ولكن ما هو واضح أن كوريا الشمالية تقف إلى جانب الصين، أما بقية الأطراف كماليزيا وكمبوديا ولاوس وفيتنام فما هو جدير بالملاحظة أن هذه الأطراف تقف إلى جانب الموقف الصيني إزاء الدفاع عن استقلالية وحرية الملاحة والمطالبة بجعل بحر الصين خالي من القواعد العسكرية البحرية والسيطرة الأجنبية، ولكن بما لا يتناقض مع علاقاتها وروابطها مع الولايات المتحدة لأن السوق الأمريكي يستوعب حوالي 45% من صادرات هذه الدول.
عند الربط بين المستويين الجزئي والكلي نلاحظ أن قواعد الاشتباك الخاص بالصراع حول السيطرة على بحر الصين الجنوبي تشير إلى الآتي:
• النوايا الأمريكية لجهة الآتي:
- صياغة خارطة التحالفات الأمريكية – الآسيوية على أساس اعتبارات تجميع دول المنطقة ضمن تحالف يؤدي لتعزيز قدرة أمريكا على السيطرة على الممرات البحرية الرئيسية إضافة إلى نشر القواعد العسكرية.
- إسقاط القوة البحرية الأمريكية بشكل مكثف في منطقة بحر الصين الجنوبي بما يجعل من الترسانة العسكرية الأمريكية المتمركزة في هذه المنطقة بمثابة مصدر التهديد العسكري – الأمني المباشر لجهة استهداف وتهديد منطقة جنوب شرق الصين ذات الأهمية والارتباط الكبير بقلب الدولة الحيوي الصيني.
• النوايا الصينية لجهة الآتي:
- صياغة خارطة التحالفات الصينية – الآسيوية وفقاً لمبدأ إبعاد شبح النفوذ الأمريكي من المنطقة، والتأكيد على السيادة الجنوب شرق آسيوية على بحر الصين الجنوبي.
- بناء القوة الصينية بما يتيح للصين إسقاط قوتها البحرية في منطقة بحر الصين الجنوبي بما يتيح لبكين القيام بدور شرطي جنوب شرق آسيا.
- ردع دول جنوب شرق آسيا التي شاركت في الارتباط بالتبعية الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية مع أمريكا، وعلى وجه الخصوص الفلبين وتايوان ومنع انتقال عدوى هذه التبعية إلى دول المنطقة الأخرى.
- عدم السماح لأستراليا بتمديد نفوذها باتجاه بحر الصين الجنوبي طالما أن الطموحات الأسترالية تهدف لجعل أستراليا تمثل "إسرائيل جنوب شرق آسيا".
إسقاطات النوايا الأمريكية والصينية بدأت تجد طريقها بوضوح من خلال الأداء السلوكي العسكري الميداني والدبلوماسي السياسي فالولايات المتحدة بدأت الترتيبات الدبلوماسية لجهة بناء ما أطلق الخبراء عليه تسمية "حلف الناتو الآسيوي" الذي سيضم أستراليا والهند والفلبين وبقية حلفاء أمريكا أما الصين فقد بدأت ترتيبات بناء قدراتها العسكرية التي تتيح إسقاط قوتها البحرية وتقول المعلومات والتسريبات أن العمل على قدم وساق باتجاه إكمال تصنيع حاملات الطائرات الصينية بحيث تشهد منطقة بحر الصين الجنوبي قيام الصين بنشر قطع البحرية الصينية العملاقة، والتي ستسعى للقيام بدور المعادل العسكري الاستراتيجي والتكتيكي للأسطول الخامس الأمريكي الذي تنتشر قطعاته بشكل دوري في بحر الصين الجنوبي وتقول المعلومات أن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لنشر بطاريات شبكة الدفاع الصاروخي الجنوب شرق آسيوي التي سيتم نشرها بشكل رئيسي في الفلبين ولكن بسبب معارضة إدارة أوباما لمشروعات نشر شبكات الدفاع الصاروخي فإن الأمر سوف يتأخر لفترة أطول ريثما تتغير الظروف أو تصعد إدارة جمهورية متشددة جديدة إلى البيت الأبيض.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...