الحرب اللامتماثلة وفشل الجيوش الغربية في تحقيق النصر

29-01-2007

الحرب اللامتماثلة وفشل الجيوش الغربية في تحقيق النصر

الجمل:   الصراعات العسكرية الدامية التي اندلعت في مسارح الحرب وجبهات القتال الإقليمية بسبب تورط أمريكا في الحرب ضد الإرهاب أدت مجتمعة إلى دفع الخبراء المختصين في الشؤون الاستراتيجية والحرب إلى تقسيم الإخفاقات والتجارب الحربية والقتالية المريرة الآتية:
- فشل القوات الأمريكية وقوات الناتو في مسرح القتال الأفغاني.
- فشل القوات الأمريكية والقوات المتعددة الجنسيات المتحالفة معها في مسرح القتال العراقي.
- هزيمة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان على يد مقاتلي حزب الله.
- عدم قدرة القوات الروسية على حسم الحرب في مسرح القتال الشيشاني.
أجمعت الآراء على أن الفشل يكمن بشكل رئيسي في حقيقة أن القوات الأمريكية والإسرائيلية، وقوات الناتو، والقوات الروسية، ظلت في كل مسارح القتال هذه تتعامل مع حروب ذات طبيعة نوعية مختلفة تتمثل في (الحرب اللامتماثلة).
أبرز النتائج والمؤشرات المتعلقة بمعطيات الخبرة التاريخية المعاصرة، وتعميماتها على عمليات مكافحة التمرد توضح الآتي:
• تم استخدام مصطلح (إرهاب) بشكل موسع بدلاً من مصطلحات (حرب عصابات)، (ثوار)... وغيرها.
• تم دمج العديد من المصطلحات الأيديولوجية ضمن مصطلح (إرهاب)، بحيث أصبحت تدخل ضمنه مصطلحات (شيوعية)، (إسلامية)، (مقاومة).... وغيرها.
يرى بعض الخبراء والباحثين الاستراتيجيين بأنه على ضوء اعتبارات تجارب الفشل السابقة والراهنة التي منيت بها الجيوش النظامية في حروب أفغانستان والعراق وجنوب روسيان وعلى وجه الخصوص هزيمة حزب الله اللبناني للجيش الإسرائيلي الأخيرة، فإنه يتوجب إعداد وتشكيل بيئة استراتيجية جديدة، لمواجهة وخوض (الحرب اللامتماثلة) تتضمن العناصر الآتية:
- عزل مناطق القتال والمواجهة: وذلك لحصر عناصر التمرد ومنعهم من التسلل إلى المناطق الأخرى، والتي ثبت أن تسللهم وانتقالهم إليها يؤدي إلى نقل (عدوى التمرد).. وتوسيع نطاق القتال والمواجهة.
- استخدام الأعداد الكبيرة من القوات النظامية: وذلك لأن الأعداد الكبيرة المجهزة بالعتاد الكامل من الممكن أن تؤمن التفوق الاستراتيجي الكمي والنوعي، وبالتالي تستطيع بكفاءة وفعالية القضاء على عناصر التمرد وتدمير بناه التحتية.
- فتح السبيل أمام عملية التسوية والسلام: وتتمثل في ضرورة استمرار محاولات إجراء الحوار والتفاوض مع الأطراف المتمردة، وذلك على أساس اعتبارات أن الحوار والتفاوض مع المتمردين وتقديم بعض التنازلات لهم يؤدي إلى تخفيض حدة الضغوط العسكرية الميدانية الناتجة عن التمرد.
يرى الخبراء أن تطبيق الشروط الثلاثة المشار إليها أعلاه (والتي تمثل الجزء الأول من استراتيجية مكافحة التمرد الجديدة)، يؤدي في نهاية الأمر إلى تعزيز قدرة الجيوش النظامية في إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بالتمرد.
وبافتراض أن الهزيمة الاستراتيجية للتمرد معناها أن أنشطة التمرد سوف تقل بحوالي 75% على الأقل، فإن المهام الجديدة تتضمن لجوء القوات النظامية إلى تطبيق ما يعرف بالجزء الثاني من استراتيجية مكافحة التمرد الجديدة، والتي تركز على إنجاز وتحقيق الهزيمة الميدانية الكاملة على الأرض لقوى التمرد، وتتضمن مرحلة الجزء الثاني هذه الآتي:
- تطبيق المعاملة الصريحة والنزيهة بما يؤدي لفرض الاستقامة على المدنيين، والسجناء، والمنشقين عن حركات التمرد.
- التشديد على استخدام المخابرات وجعلها تقوم بدور رئيسي في هذه المرحلة.
- إنشاء وتكوين الأجهزة المختصة بالأمن المدني.
- العمل في مختلف المجالات وبمختلف السبل بما يؤدي لفصل زعماء التمرد عن قاعدتهم الشعبية.
- الإعلان عن حملات العفو العام المحدد زمنياً بشكل متكرر.
- تنظيف أماكن التمرد والعمل على تجفيف منابعه ومصادره.
- قطع خطوط إمداد الطعام ومياه الشرب عن جماعات التمرد.
وعموماً، يقول البروفيسور انطوني جيمس جوس (أستاذ العلوم السياسية بجامعة سانت جونز، ومؤلف كتاب مقاومة التمرد)، بأن عناصر وأسس استراتيجية مكافحة التمرد الجديدة، تمثل في حقيقة الأمر مؤشرات عامة، وذلك لأن الواقع الميداني عادة ما يفرض خصوصية، وبالتالي لابدّ لكل قوات نظامية أن تعتمد استراتيجيتها الخاصة بها وفقاً لظروف البيئة السياسية والأمنية والعسكرية التي تعمل ضمنها.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...