إعـادة تفسيـر لفتـوى ابـن تيميـة حـول الجهـاد

01-04-2010

إعـادة تفسيـر لفتـوى ابـن تيميـة حـول الجهـاد

أعاد علماء دين مسلمون بارزون، الأحد الماضي، صياغة فتوى الفقيه ابن تيمية بشأن الجهاد، قائلين إن الفتوى التي كثيرا ما يسوقها الإسلاميون «المتشددون لتبرير القتل» ، لا يمكن أن تطبق في عالم يحترم حرية الاعتقاد والحقوق المدنية.
واجتمع في مدينة ماردين في جنوب تركيا 15 عالما بارزا من علماء الدين من بلدان، من بينها السعودية وتركيا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب وإندونيسيا. ومن بين المشاركين مفتي البوسنة الشيخ مصطفى سيريتش والشيخ عبد الله بن بيه من موريتانيا والشيخ الحبيب علي الجفري من اليمن.
واعتبر المشاركون في الاجتماع، في بيان، أنه لم يعد هناك مجال لتطبيق فتوى ابن تيمية الذي عاش في القرن الرابع عشر، وتجيز للمسلمين أن يكفروا مسلمين آخرين ويعلنوا الحرب عليهم، ولا لتقسيم المسلمين في القرون الوسطى للعالم إلى «دار إسلام» و»دار كفر».
واقتبس زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مرارا «فتوى ماردين» لابن تيمية في دعوته المسلمين إلى الإطاحة بالأسرة الحاكمة السعودية أو إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة.
واعتبر علماء الدين أن من «يلتمس العون من الفتوى (ابن تيمية) لقتل المسلمين أو غير المسلمين ضل في تفسيره. لا يجوز لأي فرد مسلم أو جماعة مسلمة أن تعلن الحرب أو تنخرط في الجهاد من تلقاء نفسها». وبرغم اعتبارهم أن هذه الفتاوى قد لا تقنع «المتشددين»، لكنها قد تكون مفيدة في إبعاد المسلمين الذين لم ينهجوا نهج التشدد عن دعم «المتشددين».
ويعد هذا الإعلان أحدث محاولة من قبل التيار الرئيسي لعلماء الدين المسلمين للاعتماد على نصوص إسلامية قديمة العهد لدحض حجج دينية راهنة لجماعات إسلامية. وكان فقيه باكستاني بارز أصدر في لندن مؤخرا فتوى ضد «الإرهاب»، واهتم إعلان آخر في دبي مؤخرا بمسألة السلام في الصومال.
وفتوى ابن تيمية هي نص شهير في أوساط «المتشددين» يجيز للمسلمين أن يكفروا مسلمين آخرين ويعلنوا الحرب عليهم. وقال الفقهاء إنه لا بد من النظر إلى هذا الرأي في سياقه التاريخي حين كان المغول يغيرون على أراضي المسلمين.
وأوضحوا أن المؤتمر كان معنيا حقيقة بتجاوز الرأي القديم الذي يقسم العالم الإسلامي إلى دارين، وإعادة تفسير الإسلام في ضوء الظروف السياسية المتغيرة. واعتبر البيان أن ظهور الدول المدنية التي تحمي الحقوق الدينية والعرقية والقومية «اقتضى إعلان العالم كله كمكان للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية».
وقال الليبي عارف علي نايض، الذي يرأس مؤسسة كلام للبحوث والإعلام بدبي وهي مركز أبحاث متخصص في الدراسات الفقهية، أمام المؤتمر، أن الإمبراطوريات الإسلامية الكبرى لم تكن نموذجا للعالم في عصر العولمة حيث تصبح الحدود غير ذات صفة على نحو متزايد.
واختتم البيان بدعوة لعلماء الدين المسلمين لإجراء مزيد من البحوث لتفسير سياق الفتاوى التي صدرت في القرون الوسطى على القضايا العامة، وإظهار «ما يرجى تحقيقه من الفهم السليم والصحيح لتراثهم».

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...