أوروبا تدين استخدام جوازات سفر دولها في اغتيال المبحوح

22-02-2010

أوروبا تدين استخدام جوازات سفر دولها في اغتيال المبحوح

أدان الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤولة معنية بملف السياسة الخارجية "بشكل قوي" استخدام جواز سفر عائد لبعض دوله بعد التلاعب بها لتنفيذ عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس،" محمود المبحوح، في أحد فنادق إمارة دبي في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقالت كاثرين أشتون، إن الاتحاد الأوروبي: "يندد باستخدام جوازات سفر وبطاقات ائتمان جرى الحصول عليها بعد سرقة هويات مواطنين أوروبيين." وتجنب أشتون في بيانها ذكر إسرائيل التي تتهمها "حماس" بالعملية، رغم أن عدة دول أوروبية كانت قد استدعت سفراء تل أبيب لديها لمناقشة القضية.

وكانت الخارجية الإماراتية قد استدعت الأحد، سفراء الاتحاد الأوروبي للإعراب عن "قلقها" إزاء إساءة استخدام امتيازات الدخول من دون تأشيرة للأوروبيين، وذلك على خلفية اغتيال المبحوح الذي نفذه بحسب السلطات في دبي أشخاص دخلوا بجوازات أوروبية.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش "استدعى سفراء دول الاتحاد الأوروبي لاطلاعهم على تطورات قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي وحثهم على مواصلة دعمهم وتعاونهم في عمليات التحقيق الجارية في هذا الشأن."

وبحسب الوكالة، فقد أعربت الإمارات "عن قلقها العميق إزاء إساءة استخدام الامتيازات التي تمنحها الدولة حاليا لحملة جوازات سفر بعض الدول الأجنبية الصديقة والتي تسمح لمواطني تلك الدول بحق الدخول إلى أراضيها من دون تأشيرات مما أدى إلى استخدام هذه الجوازات بطريقة غير شرعية في ارتكاب هذه الجريمة."

وشددت الخارجية الإماراتية "على أهمية متابعة الدول المعنية لعمليات التحقيق المكثف والتعاون مع الإمارات حتى استكمال التحقيق في هذه الجريمة وتقديم منفذيها للعدالة".

من جانبه قام وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "باتصالات مكثفة مع الحكومات الأوروبية المعنية" وأعرب "عن شكره وتقديره لما قدمته كل من المملكة المتحدة وأيرلندا وفرنسا وألمانيا والنمسا من جهود ودعم في هذا الشأن."

وحض الشيخ عبد الله هذه الدول على "المضي قدما في الخطوات الايجابية التي اتخذتها لتعزيز منع سوء استخدام هذه الجوازات،" معتبراً أن ذلك "يشكل تهديدا عالميا يؤثر على الأمن الوطني لهذه الدول والأمن الشخصي للمسافرين."

وأعرب آل نهيان عن تقدير الإمارات للموقف الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وقال إن هذا الموقف "يعبر عن احترام دول الاتحاد لسيادة دولة الإمارات ورفضها أي انتهاك لحرمتها."

من جهته، اتصل الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي بوزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ليبلغه "إدانة فرنسا الواضحة والكاملة لاغتيال أحد قادة حماس في دبي وخاصة فوق أراضي دولة تعمل من أجل السلام والتقارب والتعاون بين الدول والشعوب."

وقال ساركوزي إنه "تم استدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي إلي وزارة الخارجية الفرنسية بشأن استخدام جواز سفر فرنسي مزيف وإنه لابد من انتظار انتهاء التحقيق لنعرف من يقف وراء ذلك."
واضاف ساركوزي، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، إن فرنسا "دولة ديمقراطية تدين كل الاغتيالات وهذه الأساليب وأن ذلك لا يمكن سوى أن يزيد من التوتر في المنطقة ولا يأتي بأي شيء إيجابي."

أما عباس فقال إن اغتيال المبحوح "حدث صعب ومؤلم" مشيراً لإلى تعدد جوانب التحقيق فيه بسبب ضرورة معرفة المتورطين والمحرضين، خاصة مع بروز عناصر جديدة بشكل متواصل.

وفي بروكسل، التقي وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بنظيره الأيرلندي، مايكل مارتي، ورداً على سؤال حول مقتل المبحوح نفى ليبرمان وجود أي صلات مثبته لإسرائيل في القضية، مضيفاً أن بلاده لن ترد رسمياً على هذا الملف ما لم تظهر معلومات إضافية تؤكد علاقتها.

وأضاف ليبرمان أن هناك "الكثير من الاتهامات المساقة ضد إسرائيل بالكثير من القضايا بسبب وجود ميل عامة في الشارع العرب لإلقاء اللوم عليها في كل ما يحصل،" ملمحاً إلى إمكانية وجود تصفيات داخلية خلف العملية عبر قوله إن هناك: "الكثير من الصراعات الداخلية في الدول والمنظمات غير الديمقراطية بالشرق الأوسط."

من جانبه، وجّه عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية أصابع الاتهام بالقضية لإسرائيل، قائلاً إن اغتيالها لأحد الشخصيات الفلسطينية على أراضى دولة الإمارات العربية المتحدة "يعتبر عملا إجراميا."

واستنكر هذا العمل قائلاً: "ماذا لو أن هذا العمل قام به بعض العرب.. فهذا العمل هو عمل إجرامي وانتهاك لسيادة دولة عربية ونحن على اتصال بدولة الإمارات وهم على اتصال بنا لمتابعة التطورات الجارية وإطلاعنا على  كل التطورات الجارية ."

وكان مصدر مطلع على التحقيقات الجارية حول عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس،"
 محمود المبحوح، على يد مجموعة تحمل جوازات سفر أوروبية في فندق بإمارة دبي، قد كشف أن المسؤولين الإماراتيين اتصلوا بنظرائهم في النمسا لمناقشة إمكانية أن يكون القتلة أسسوا في ذلك البلد "غرفة اتصال وتحكم" للعملية.

وذكر المصدر الأحد، أن الجانب الإماراتي "اتصل بالنمساويين وبدأ العمل على هذه القضية،" مضيفاً أن المشتبه بهم سبق لهم أن دخلوا إلى دبي قبل تنفيذ الاغتيال، وذلك نهاية عام 2009، في ما يعتقد أنها زيارة تهدف لجمع المعلومات والتخطيط ورسم الخرائط.

ولفت المصدر إلى تحسن في أجواء التعاون مع "الدول الصديقة" للإمارات من خلال تبادل المعلومات المتعلقة بالمشتبه بهم، إلى جانب قضايا أخرى.

- وكان قائد عام شرطة إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، الفريق ضاحي خلفان، قد أشار إلى ضلوع عنصر من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في عملية إغتيال القيادي بالحركة، محمود المبحوح، الشهر الماضي، من خلال تسريب معلومات عن وصوله للبلاد.

وأشار خلفان في تصريحات نقلتها صحيفة "الخليج" الإماراتية الأحد، إلى أن هذا الشخص، وهو معتقل حاليا لدى الشرطة في دبي، كان الوحيد الذي على علم بقدوم المبحوح، وسرب المعلومات، الأمر الذي يجعله "القاتل الفعلي."

وكان المسؤول الأمني قد أكد خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي للإعلان وكشف المشتبه فيهم بارتكاب الجريمة، أن أمن المبحوح كان مخترقاً قبيل وصوله إلى دبي، وأشار إلى اعتقال فلسطينيين على خلفية عملية الاغتيال التي استخدم القتلة فيها جوازات سفر فرنسية وألمانية وأيرلندية وبريطانية.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...