أمام روسيا و ايران فرصة كبيرة لحماية سورية من هجوم غربي

03-06-2013

أمام روسيا و ايران فرصة كبيرة لحماية سورية من هجوم غربي

الجمل- قسم الترجمة- *رودني شيكسبير- ترجمة: رندة القاسم:
في آب 2008 كان الروس نائمين يحلمون بسعادة أنهم يمسكون بيد الغرب. غير أن الحلم تحطم و بقسوة عندما قامت جورجيا، بتشجيع من الأميركيين و الإسرائيليين، بشن هجوم مفاجئ و قاس على مقاطعة أوستيا الجنوبيه، وهي عرقيا و حضاريا و لغويا حليف طبيعي لأوستيا الشماليه. و في الواقع ، كان الأمر عمليه عدوانيه قام بها الغرب، بل الناتو، و وصلت الى أقصى ما يمكنها داخل الحدود الروسيه.
مذهوله من قيام الغرب بعمل كهذا، كانت ردة فعل روسيا بطيئة، و لكن عندما حدثت كانت مؤثرة. و ثانية في عام 2011 كانت روسيا نائمة عندما نجحت الولايات المتحدة الأميركية و فرنسا و المملكة المتحدة في دفع مجلس الأمن لاتخاذ قرار فرض منطقة حظر جوي في ليبيا بحجة حماية المدنيين لا أكثر. و لكن و بسرعة و خداع قام الغرب بتأويل السماح المحدود بمنطقة حظر جوي على أنه سماح عام بشن هجوم عسكري على النظام الليبي .و متأخرين كثيرا، أدرك الروس أنهم ضللوا جيدا و بشكل حقيقي.
هل لا زالت روسيا نائمة؟ الأفضل ألا تكون. فالغرب ( الذي يخدم دائما الرغبات الصهيونية بإزالة أية دولة إسلامية مستقلة قادرة على مقاومة توسع إسرائيل إلى أراضي الغير) يدفع بقوة تجاه تفكيك سوريه. و بعد سوريه يهدف الغرب لتفكيك لبنان ليتبع الأمر ( وفقا لوجهة النظر الصهيونيه) شل إيران.
و ماذا يلي ايران وفقا للنظرية الأميركية الصهيونيه؟ روسيا بالتأكيد. فالغرب يعتبر ايران خاصرة روسيا الضعيفة و يريد تدميرها. و من الأفضل لموسكو أن تصحو على حقيقة أن ايران هي في الواقع حماية روسيا الجنوبيه.
و للأسف، صوت الاتحاد الأوروبي مؤخرا لأجل رفع الحظر على إرسال السلاح الى التكفيريين شاقي الحلوق و قاطعي الرؤوس في سوريه، و بالتأكيد الاتحاد الأوروبي يقول بأنه لم يرسل أي سلاح بعد، و لكن هذا كذب، فكحال السعودية (التي أرسلت خمسة عشر طنا من السلاح) و تركيا و قطر، فان دول الاتحاد الأوروبي ، و خاصة المملكة المتحدة و فرنسا، موجودة فعليا في سورية بطريقة عسكرية كبيرة، و يدعون بأنهم ليسوا هناك على أمل خداع روسيا ثانيه.
و لحسن الحظ ، هناك مؤشرات على أن روسيا تستيقظ، و رغم انها متأخرة. فروسيا تقول أنها سترسل نظام الدفاع الصاروخي القوي اس 300 ، و مع ذلك قد لا يكون اس 300 قويا مثلما يعتقد الروس، لأن إسرائيل قامت منذ مدة بتدريبات عسكرية ضد أنظمة اس 300 اليونانيه، ما يعني أن اسرائيل (و الغرب) تدرك كيفية التعامل مع اس 300، و الأكثر من ذلك أن اسرائيل قالت بأنها ستعلم كيف ترد اذا غادرت س 300 الروسيه الى سوريا.
لذا، يجب ألا يعتقد أحد بأن سوريه، تحت حماية الصورايخ الدفاعية الروسيه، بالضرورة محميه من هجوم جوي غربي و/أو اسرائيلي. و بالتأكيد، الى أن تتمكن روسيا من الخروج بنظام اس 400 أكثر فاعليه، فان الخطر يكمن في أن روسيا تخدع نفسها و العالم بقدرتها على حماية سوريه.
و لا نخطئ اذ نقول بأن الغرب يعمل بسرعة لأجل شن هجمات كبيرة على سوريه. ففي المملكة المتحده، على سبيل المثال، و بذريعة ذبح جندي في وولويتش ، تبدو الحكومة في مزاج كامل للحرب. و بالتأكيد ايقاف هكذا هجمات (كما اشار نعوم تشومسكي) يكون ببساطه بالنسبة للغرب بايقاف الاغتيالات التي لا تنتهي و الحروب التي يقودها في الأراضي الاسلاميه، فهجوم وولويتش هو واحد من آلاف الفظاعات التي ترتكب من قبل الغرب بشكل نظامي.
غير أن الغرب لا يملك أدنى نيه في ايقاف هجومه على الاسلام بشكل عام و على سوريه بشكل خاص بتموين و تسليح التكفيريين. لذا على روسيا تقبل حقيقة أن الغرب يدفع تجاه العدوان في سوريه، و بأن هجمات غربية و/أو اسرائيليه قد تشن قريبا على سوريه، و بأن نظام اس 300 قد لا يكون فعالا كما تعتقد.
مطلوب خطوة ايجابية جريئة، و يجب أن تعلن روسيا أنها ستتخذ كل الإجراءات الممكنه لحماية سوريه من هجوم خارجي، و أن اي اعتداء سيواجه برد مباشر مواز.وأي شيء اقل من هذا لن يجدي، لأن الغرب (و اسرائيل بشكل خاص) يعتقدون دائما أنهم أحرار و يملكون الحصانة لمهاجمة كل من لا يملك الدفاع عن نفسه، و يفترض أنهم يملكون حق مهاجمة سوريه الا اذ قالت روسيا أن أي هجوم سيلقى ردا فوريا و موازيا.
كما يتوجب على روسيا أن تدرك أنها لا يمكنها الوثوق بالأميركيين و أن أي مؤتمر يعقد بحضور الولايات المتحدة الأميركية سيكون مجرد خدعة للاستمرار بتدمير دول اسلاميه. اذن، و بالتحالف مع ايران، يجب الدعوة لمؤتمر . فالوضع جدي جدا و قد يتحول الى حرب كبيرة.
علاوة على ذلك، يجب ألا يتم اغفال الأسلحة النووية الاسرائيلية الأربعمائة. و بشكل ملح ، هناك حاجة للقيادة العسكرية و السياسية في روسيا ، الى جانب ايران، لكونهما الدول الأكثر قدرة من الآخرين على الحديث مع الحكومة السورية.
و رغم أن الوضع خطير، الا أنه فرصة رائعة لايران و روسيا من أجل اظهار قيادة محنكه أمام العالم تذكر بأن الولايات المتحدة الأميركية قد فقدت الكثير من سلطتها السياسية (و بالتأكيد الأخلاقيه).و هي فرصة من اجل وقفة مناسبه ضد التوسع اللانهائي للصهيونية الى أراضي الغير، و اسرائيل احتلت جزءا من سوريه، مدعية أن الرب منحها حق اعادة خلق دولة تزعم أنها وجدت قبل ألفي عام، و بذلك تسعى للحصول على المزيد من سوريه و كل لبنان.
عسى أن تنجح روسيا و ايران.


* بروفيسور الاقتصاد البريطاني رودني شيكسبير ، المشارك في تأسيس حركة العدل العالمي.
تُرجم عن Press.tv

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...