أسباب الحملة الإسرائيلية ضد وكالة الطاقة الذرية ورئيسها

11-03-2008

أسباب الحملة الإسرائيلية ضد وكالة الطاقة الذرية ورئيسها

الجمل: في تصعيد إسرائيلي جديد صرح وزير الإسكان الإسرائيلي زائيف بويم واصفاً الدكتور محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية العالمية بأنه عميل لإيران، وقد جاء في التصريح الإسرائيلي على خلفية تقارير الوكالة التي أشارت إلى عدم وجود أدلة على قيام إيران بإنتاج الأسلحة النووية.
* سيناريو استخدام الوكالة في الصراع الدولي:
تم إنشاء وكالة الطاقة الذرية العالمية في العام 1975م بهدف الحد من انتشار الأسلحة النووية، كما لا تتبع الوكالة لأي دولة وإنما حصراً الأمم المتحدة. يقع مقر الوكالة في العاصمة النمساوية فينا وتتكون من ثلاثة أجهزة هي:
• مجلس الأمناء.
• المؤتمر العام.
• السكرتارية.
لا ترفع الوكالة تقاريرها لأي دولة وفقط لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد لعبت الوكالة خلال الفترات الماضية دوراً كبيراً في عملية حظر انتشار الأسلحة النووية، تأسيساً على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية التي تعتبر من الاتفاقيات العالمية الهامة المتعلقة بتحقيق الأمن والسلام الدولي كما هو وارد في ميثاق الأمم المتحدة. وبرغم الطابع الدولي الحيادي للوكالة إلا أن هناك الكثير من الشكوك حول مدى مصداقية الدور الذي تقوم به الوكالة التي تبين أنها قد لعبت دوراً خاطئاً في العراق مما أدى إلى استمرار العقوبات والحظر الدولي ضد العراق على مدى أكثر من عشرة سنوات، وتشير المعلومات إلى أن ريتر كبير مفتشي الأسلحة النووية في العراق كان شديد الارتباط بالموساد الإسرائيلي وبوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبسبب ذلك كانت كل تقارير التفتيش التي يرفعها حول العراق للوكالة ولمجلس الأمن الدولي تتعمد إضفاء الشكوك حول العراق، وكانت دائماً تخدم وجهة نظر أمريكية – إسرائيلية تتهم نظام صدام حسين بالسعي لامتلاك الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ومن ثم، فقد كان بسبب هذه التقارير من غير الممكن عملياً لمجلس الأمن الدولي بالنظر في عملية رفع العقوبات الدولية التي سبق أن فرضتها على العراق.
* أبعاد الدور الجديد المفترض أمريكياً – إسرائيلياً للوكالة:
كان جون بولتون يتولى منصب نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون ضبط التسلح وحظر انتشار الأسلحة النووية، وخلال فترة الحصار على العراق كان بولتون على تنسيق كامل مع ريتر كبير المفتشين الدوليين في العراق، وتقول المعلومات بأن تقارير التفتيش التي كان يعدها ريتر كانت في واقع الأمر تقارير تم إعدادها بإشراف جون بولتون. وعندما تولى جون بولتون منصب السفير الأمريكي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ركز على رسم سيناريو جديد شامل لعمل الوكالة بحيث تعمل ويتم توجيهها بما يتماشى مع التوجهات الأمريكية وبحيث تعمل كذراع لأمريكا. أما خطة بولتون فتقوم على أساس اعتبارات أن يتم استخدام تقارير الوكالة في حملة بناء الذرائع ضد الدول المستهدفة بواسطة أمريكا وهي سوريا، إيران، كوريا الشمالية، كوبا، فنزويلا وغيرها، بحيث تقوم الوكالة برفع التقارير الكاذبة التي تقول بأن هذه الدول تسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، واستناداً إلى ذلك يقوم مجلس الأمن الدولي بفرض العقوبات الدولية ضد هذه الدول والتضييق عليها أكثر فأكثر بحيث يتم الدفع بواسطة أمريكا وفرنسا وبريطانيا إلى اتخاذ الإجراءات العسكرية الدولية ضدها. أما الحلقة المفقودة بالنسبة لجون بولتون وأجهزة المخابرات الأمريكية هي إكمال عملية التسلل والتغلغل بما يؤدي إلى اختراق أجهزة الوكالة بعدد كبير من العملاء ولكن من أقوى الأسباب التي أحبطت مخطط بوولتون كان قيام المفتش الأمريكي ريتر بالانضمام للحزب الديمقراطي الأمريكي وكشفه علناً في الصحف الأمريكية والعالمية لحقيقة الدور المزدوج الذي كان يقوم به في العراق، وكشفه لنوايا جون بولتون وإدارة بوش. وتحذيره من عواقب نجاح الأجهزة الأمريكية والموساد الإسرائيلي في القيام باختراق الوكالة.
* سوريا من بين الأهداف المفترضة للوكالة:
قيام الطائرات الإسرائيلية في صبيحة يوم 6 أيلول 2007م باستهداف أحد المباني السورية في منطقة دير الزور كان بهدف تحقيق الخطوة الأولى في حملة بناء الذرائع ضد سوريا، واستدراج وكالة الطاقة الذرية العالمية إلى القيام بإرسال مفتشين دوليين إلى سوريا ثم القيام بعد ذلك بإعداد تقارير مزورة تفترض وجود برنامج نووي سوري بما يؤدي إلى قيام مجلس الأمن الدولي بفرض العقوبات الشاملة ضد سوريا، ولكن بسبب إدراك خبراء الوكالة ورئيسها إلى التدقيق في المزاعم الأمريكية – الإسرائيلية وأيضاً في فحوى المستندات التي حاولت إسرائيل وأمريكا تقديمها للوكالة، وقد أدى ذلك إلى إفشال حملة بناء الذرائع ضد سوريا.
* ماذا يريد الإسرائيليون:
تصريحات الوزير الإسرائيلي الأخيرة ضد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتطابق تماماً مع تصريحات جون بولتون التي أدلى بها ضد الدكتور البرادعي الشهر الماضي في إسرائيل عند حضوره فعاليات مؤتمر هرتسليا السنوي. ومن هنا يمكن القول بأن إقصاء الدكتور البرادعي عن منصب رئيس الوكالة هو الخطوة الأولى التي يسعى الإسرائيليون والأمريكيون من أجل القيام بها، وإذا نجحوا في ذلك فإن التركيز سيكون على تعيين رئيس للوكالة يستطيعون استغلاله في القيام بـ"زراعة" المفتشين الذين يستطيعون استخدامهم وتوجيههم في القيام بعمليات التفتيش على غرار نموذج المفتش الدولي ريتر. وتقول المعلومات بأن صدور أي تقرير بواسطة وكالة الطاقة الذرية يقول بأن سوريا أو إيران أو أي بلد آخر يتورط في برنامج إنتاج أسلحة نووية سيؤدي بالضرورة، استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، جعل هذا البلد يواجه العقوبات الدولية ومخاطر الغزو العسكري الدولي.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...