أزمة صفقة الطائرات الإسرائيلية – التركية والسيناريو المتوقع

20-10-2009

أزمة صفقة الطائرات الإسرائيلية – التركية والسيناريو المتوقع

الجمل: تفيد المعلومات المتعلقة بالتطورات الجديدة على خط علاقات أنقرة – تل أبيب بأن التوترات أصبحت على وشك الانتقال إلى مراحل نوعية جديدة باحتمالات حدوث مواجهة تركية – إسرائيلية أمام المحاكم فالخبراء الأتراك ينهمكون في إعداد الملفات والمستندات لجهة مقاضاة إسرائيل بسبب عدم التزامها بتنفيذ بعض العقود الرسمية التي تم التوقيع عليها بين الحكومتين التركية والإسرائيلية وقبضت فيها تل أبيب الثمن ولكنها لم تلتزم بتنفيذ ما هو منصوص عنه في العقود.
* المواجهة القضائية – الدولية التركية – الإسرائيلية:
تم التوقيع رسمياً واستناداً لاتفاقات التعاون العسكري – الأمني – الاقتصادي – السياسي بين أنقرة وتل أبيب على صفقة تتضمن ما يلي:
• تقوم إسرائيل بتزويد تركيا بعشرة طائرات بدون طيار من طراز "هيرون" (UAV).
• تبلغ قيمة الصفقة 180 مليون دولار.
• تقوم إسرائيل بتسليم تركيا الطائرات على دفعات بحيث يتم تسليم أربعة طائرات خلال شهر آب 2009 ويتم إكمال التسليم بحلول نهاية تشرين الأول 2009.
تضمن العقد تحديد الالتزامات الملقاة على عاتق كل طرف وبما أن الطرف التركي التزم تنفيذ كل ما هو مطلوب منه في العقد وبالمقابل لم يلتزم الطرف الإسرائيلي بتنفيذ ما هو مطلوب منه فإن أنقرة أصبحت أكثر اقتناعاً بضرورة إلزام تل أبيب للقيام بتنفيذ العقد بالاستناد إلى قوة القانون التجاري الدولي.
* التطورات الجارية في أزمة الطائرات: على الجانب الإسرائيلي:
لم تلتزم تل أبيب بتسليم أنقرة الطائرات بحسب جدول التسليم الزمني المحدد ولجأت إلى تبرير ذلك على النحو الآتي:
• حدوث بعض المشاكل في عملية تصميم المحركات.
• المشاكل التي حدثت تتعلق بالعملية التصنيعية.
تأسيساً على ذلك، وبحسب المزاعم الإسرائيلية فإن الحكومة الإسرائيلية وإن كانت قد وقعت على العقد فإنها في حقيقة الأمر لا يمكن أن تكون مسؤولة عن الأعطال والأخطاء في المواصفات الفنية والتكنولوجية وأضافت المعلومات والتقارير أن بعض كبار مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية أكدوا في تصريحات لإحدى محطات راديو إسرائيل أن المشكلة التكنولوجية قد تم حلها وأشارت التصريحات إلى أن إسرائيل لا تستطيع حالياً الالتزام بتحديد تاريخ معين للقيام بتسليم تركيا الطائرات وأكدت هذه المصادر أن القيام بعملية التسليم يتطلب المزيد من الإجراءات لجهة التفاهم مع تركيا بشأن إعداد جدول تسليم زمني جديد وهو أمر يتوقف على قيام الحكومتين التركية والإسرائيلية بإجراء المزيد من التفاهمات الجديدة.
* التطورات الجارية في أزمة صفقة الطائرات: على الجانب التركي:
تنظر تركيا إلى عدم قيام تل أبيب بتسليمها الطائرات حسب موعدها المحدد بأنه عملية مقصودة الهدف منها:
• الضغط على تركيا لتتنازل عن توجهاتها المتشددة إزاء السياسة الإسرائيلية في المنطقة.
• إذلال حكومة حزب العدالة والتنمية أمام الرأي العام التركي.
• إعطاء وزن إقليمي رمزي كبير لإسرائيل باعتبارها القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة.
• توتير العلاقة بين الحكومة التركية والجيش التركي الذي ظل كبار جنرالاته يطالبون بضرورة تزويد الجيش بهذه الطائرات.
عزز من إدراك أنقرة للنوايا الإسرائيلية عدم قيام إسرائيل بتقديم طلب مسبق لأنقرة لجهة الحصول على موافقتها وظلت تل أبيب تتجاهل الالتزام بتطبيق القواعد المتعارف عليها في تنفيذ العقود وهي إخبار الطرف الآخر مسبقاً ليدرك أن التأخير في التنفيذ مبعثه حسن النية وليس أي شيء آخر..
* إدارة أزمة صفقة الطائرات: السيناريو القادم:
من الواضح أن ديناميات سيناريو أزمة صفقة الطائرات على خط أنقرة – تل أبيب ستتمثل محفزاتها في الآتي:
• متغير الإدراك المتبادل: تنظر تل أبيب إلى نفسها على أسس اعتبارات أنها القوة الإقليمية الشرق أوسطية الرئيسية وبأن تركيا تأتي في المرتبة الثانية طالما أن العلاقة الخاصة الإسرائيلية – الأمريكية ستظل تلعب دور القوة المضافة التي تعزز قوة إسرائيل. أما أنقرة فهي لا تعترف بزعامة إسرائيل على أساس اعتبارات نزعة تقدير الذات التاريخية التركية إضافة إلى إدراك أنقرة أن واشنطن من الصعب أن تضحي بمصالحها في تركيا وعلى وجه الخصوص المزايا الاستراتيجية التي تتيحها تركيا لواشنطن في حالة التحالف والتعاون وأيضاً الخسائر الاستراتيجية التي يمكن أن تتعرض لها واشنطن إذا تخلت عن تعاونها مع تركيا.
• متغير الأداء السلوكي المتبادل: من الواضح أن أنقرة سوف لن تتخلى عن اعتماد ردود الأفعال السلبية إزاء السياسة الإسرائيلية وبالمقابل فإن تل أبيب سوف لن تتخلى عن اعتماد أسلوب الانتقام إزاء السياسة التركية الشرق أوسطية.
سيتوقف شكل سيناريو توازنات خط أنقر – تل أبيب على كيفية أداء المتغير الإدراكي والمتغير السلوكي وبالتالي فإن حدوث سيناريو التهدئة يتم عن طريق أحد أسلوبين:
• أن يقدم أحد الطرفين التنازلات للطرف الآخر.
• أن تسعى واشنطن وبلدان الاتحاد الأوروبي لجهة القيام بدور الطرف الثالث.
عموماً، حتى وإن تم حل أزمة ملف صفقة الطائرات فإن هناك العديد من الملفات الأخرى القابلة لإشعال الخلافات خاصة وأن الاحتقانات على خط أنقرة – تل أبيب أصبحت تشهد تزايداً مضطرداً.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...